معضلة الاعلام العراقي |
للصحافة او الإعلام بشكل عام، دور فعال في ايجاد بعض الحلول من القضايا السياسية أو الاجتماعية أو حتى الاقتصادية. ويمكن للاعلام أن يؤدي دورا رائدا في نشر وترسيخ التراث الديمقراطي وروح الوطنية داخل المجتمع وتسليط الضوء على ما هو ضروري وملح للمواطن والمجتمع، ولكن في العراق وبعد التغيرات الحاصلة منذ 2003 الى يومنا هذا وعلى رغم من ظهور عدد هائل من الصحف والقنوات الفضائية والمواقع الالكترونية لم نر اعلاما محايدا يعمل على قدم وساق لخدمة جميع مكونات المجتمع العراقي بدون تميز. فمثلا الاعلام العربي في العراق منقسم على نفسه بين السنة والشيعة، وكذلك الحال في الاعلام الكردي، فهو منقسم سياسياً بدلا من الطائفية. الاعلام في العراق وخاصة الممول من قبل الاحزاب السياسية والدينية غير محايد وغير مهني في تغطية الاحداث وبعض من هذه الوسائل الاعلامية لهم دور سلبي في نشر النعرة الطائفية والعنصرية في البلد. بيت القصيد في هذا المقال ليس شرحا او تقييما لاداء الإعلام العراقي، انما المقصود هو وجود فراغ مهني داخل ادارة وسائل الاعلام وخاصة في القنوات الفضائية المنتشرة في البلد. اتحدث هنا عن معضلة موجودة داخل جميع القنوات الفضائية عربيا أم كرديا وهي عدم وجود لغة للتواصل مع الاخر، فمثلا جميع الفضائيات الكردية لا تهتم باللغات الاخرى في تغطية الاحداث، بل يعتمدون فقط على اللغة الكردية وهذه هي مشكلة خاصة في هذا الظروف التي تمر بها العراق مع وجود عدد هائل من النازحين في الاقليم. وفي المقابل، نرى بأن الاعلام العربي في العراق منغلق على نفسه ولا يبادر بفتح قنوات لتواصل مع المشاهد الكردي لإيصال رسالته بشكل واضح.. اعتقد أن هذا الفراغ في القنوات العراقية عربيا أم كرديا ليس في صالح التعايش والتاخي بين مكونات المجتمع. |