نكته

في احد الزيارات الرسمية للدكتور ابراهيم الجعفري  لدولة اوربية  وبعد انتهاء مجاملات الترحيب الرسمية التي قام بها وزير خارحية هذه الدولة بحضور مساعده لشؤون الشرق الاوسط اشتكى الجعفري  بان الوقت الذي  يخصصه له قسم البروتوكولات لهذه الدولة لايتناسب مع اهمية هذه الزيارة فهو قصير جدا ولا يتسع لطرح وجهة نظر الحكومة العراقية  الخاصة بالحرب على الارهاب ودور القوى الاقليمية والدولية فيها اضافة الى حاجة العراق  للمساعدات العسكرية والاقتصادية خاصة بعد هبوط اسعار النفط  وعندما انهى الدكتور الجعفري كلامه فتح الوزير المضيف هاتفه المحمول ليرى جدول عمله بعدها قال لضيفه لا تتقيد بالوقت بهذا الاجتماع  تكلم مانريد وكلي اذان صاغية .. عندها بدا الجعفري يطبل للتجربة الديمقراطية في العراق والمؤامرات التي تتعرض لها وحاجتها الى الوقت لكي تنضج  حالها حال الديمقراطية الانكليزية والفرنسية واخذ يروي قصة الثورة   الفرنسية(1789..1799)   من احداث سجن الباستيل والجمعية الوطنية وقيام الجمهورية واعلان حقوق الانسان والغاء الاقطاع  ونظيره الاوربي ومساعده ينظران اليه ولبعضهما  بصمت وملل وعندما وبعد ساعة ونصف من القص وصل الجعفري الى  السنة الني اعدم فيها اويس السايع عشر ففقد مساعد الوزيرصبره  وقاطعه قائلا  وهو يبتسم ابتسامة خبيثة ( سعادة الوزيرانت تعرف بالتفصيل احداث وقعت في فرنسا فبل 225 سنة  ولكن عندما نسال مبعوث الامم المتحدة المقيم في العراق من الذي فجر خمسون سيارة وعبوة ناسفة في بغداد وحدها العام الماضي يقول الحكومة العراقية تتهم الارهاب ولا تقدم لنا اي تفاصيل نطلبها خاصة عندما نسمع تصريحات قادة البلد بان خلافاتهم تتحول الى مخخات تقتل الناس  في الشوارع) 

عندما سمع الجعفري هذا الكلام اكفهر وجههه ورد على المستشار بانفعال وهو يحرك سبابته اليه ( انت متابع غير جيد والذي نقل مثل هذا الكلام انسان مغرض وتذكر في العراق توجد حكومة منتخبة وليست مافيا تفجر الناس في الشوارع كما تدعي  فالعالم كله يعرف ان من يفجر ويقتل هو الارهاب ) فرد عليه مساعد الوزير ( كلامك هذا  يقنع الاطفال والحكومتان الامريكية والايرانية لاسباب نحن نعرفها اما بقية العالم فيريد منكم ادلة جنائية تفصيلية ذات مصداقية وفروها لنا لكي نصدق هذا الادعاء فمثلا من كان يحرس سجن ابو غريب في بغداد الحكومة العراقية ام الارهابيون وقبل سقوط الموصل هل كانت حكومتنا تعقد الصفقات مع الارهاب لتهريب النفط  ام حكومتكم .. سعادتكم يعرف بالتفصيل الممل تاريخ احداث وقعت قبل 225 سنة وفي دولة تبعد عنكم الاف الكيلومترات فهل تعرف تاريخ 500 مليار دولارفقدت في العراق خلال السنوات الثمان الماضية وارجو ان لاتجيبني بعمومية وتقول انها وقعت بيد الفاسدين ) .. وهنا رد عليه الجعفري بعنف (هذا جزاءنا تتهمونا بالارهاب والفساد ونحن نقاتل الارهاب العالمي بالنيابة عنكم وعن العالم اجمع ) فرد عليه مساعد الوزير بسخرية ( ونعم انت حفيد حاتم الطائي انا اعرف ان كل عائلتك تعيش بامان في لندن والعراقيون تقدمهم قرابين ليذبحوا ويفجروا بالنيابة عن عائلتك وعن العالم هل هذا منطق انسان طبيعي.. الحقيقية التي يعرفها العالم هي انت وامثالك من جعل العراق  بيئة مثالية للتطرف والفساد والارهاب ) وعلى وقع الصياح بينهما نهض الوزيرالاوربي من كرسيه وهو يصيح ( هل اعدم روبسبيرالعظيم ) فرد عليه الجعفري بغضب ( العنة عليك هل وجهت الدعوة لي حتى اهان هنا وانا وزير في حكومة شرعية منتخبة تمثل شعب ساجعلكم تدفعون الثمن غاليا) فارتبك الوزير المضيف وقال ( عفوا سعادة الوزير يبدو ان النعاس قد غلبني حينما كنت تقص علينا الثورة الفرنسية ولم اعرف ماحدث بينك وبين مساعدي ) فرد عليه الجعفري بغصب ( هل يحدث هذا لك عندما تلتقي مسؤول سعودي او تركي ) فرد عليه لوزير بادب ( سعادة الوزير انا لم اكن اريد ان اجرح شعورك واقول ان الحديث الطويل عن الثورة الفرنسية في القرن الواحد والعشربن  صار غير منتج اي انه مضيعة للوقت وكنت اتمنى يستثمرسيادتكم هذا  القاء بامور اكثر فائدة للبلدين مثلما يفعل السعوديون والاتراك ) فرد عليه بغضب (كلامك هذا لايبرر الاتهامات التي وجهت لي ولحكومتي) عندها اخذ الوزير المضيف المحضر الرسمي للمباحثات لمعرفة ماجرى بين الجعفري ومساعده عندما غلبه النعاس فتغير لون وجهه عدة مرات وهو يطالعه قبل ان يقول للجعفري ( انا اقدم اعتذار حكومتي لك بالنيابة عن شعبي ونحن مستعدون لتقديم ايه غرامة ادبية لغلق هذا الموضوع بعيدا عن وسائل الاعلام) فرد عليه الجعفري واصبعه باتجاه مساعد الوزير ( كل هذا لايكفي قبل ان يدفع هذا ثمن تصرفه الصبياني) فرد عليه الوزير المضيف وهو مرتبك ( كن على ثقة ان كل طلباتك سيستجاب لها وارجوا ان تسمح لي بالانفراد بمساعدي في القاعة المجاورة لحل الازمه ) فقال له الجعفري ( اذهبوا الى الجحيم ) .. وفي القاعة سال الوزير مساعدة ( هل جننت هل هذا تصرف انسان مسؤول ) فرد عليه مساعده ببرود ( انا قلت له الذي كنت اسمعه منك ) فرد عليه الوزير بغضب ( ومذا سمعت مني ) فاجابه المساعد ( كنت تقول هل تعلم لماذا عندما تنفجر قنبلة في اي غاصمة في العالم تقوم القيامة ولاتقعد بيتما في بغداد تنفحر يوميا عشر مفخخات ولا احد يهتم وكنت تحيب بان العقل الجمعي العالمي يعتقد لاشعوريا بان من يحكم العراق بعد 2003 ائتلاف عصابات يضم متطرفون و فاسدون ومجرمون وارهابيون تحتضتهم قوى دولية هدفها تدمير العراق وعتدما كنت اقول لك ولكن هذه حكومة شرعية منتخبة بشهادة الامم المتخدة كنت تسخر مني وتقول ان هذا الائتلاف هو الذي ينظم ويشرف ويرشح اعضائه فقط  للانتخابات بعدها تقوم قوئ اقليمية ودولية بتقديم شهادة الزور بنزاهة هذه الانتخابات ) فرد عليه الوزير بغضب ( نعم انا اقول هذا الكلام وغيري يقوله ولكن اين في جلسات خاصة ام رسمية .. انت اليوم تحضر جلسة رسمية فكيف تطرح مثل هذا الموضوع الخطير الذي يهدد كل مصالحنا في العراق ) فرد عليه مساعده بارتباك شديد ( انا ساقدم استقالتي من الخارجية وارجع للمخابرات ) فرد عليه الوزير ( هذا لايكفي ) فاجابه مساعده (ماذا تريد مني ان افعل اذهب اليه واقبل مؤخرته) فاجابه الوزير بحزم ( الان تقدم طلبا الى الرئيس بالاحالة الى التقاعد ) وبعد ان حصل الوزير على الطلب قدمه للسيد الجعفري الذي علق عليه قائلا ( هذا مقبول فالذي يخطئ عليه ان يدفع الثمن وان سفيرنا لديكم سيراقب جدية تنفيذه ) فرد عليه الوزير المضيف ( اطمئن انا الضامن لتنفيذه .. واذا سمحتم لنغلق هذا الموضوع وننتقل للمباحثات الرسمية .. انتم قدمتم طلبا لنا بشراء اسلحة وهذا الطلب مرهون بتسديد مستحقات عقود شراء اسلحة سابقة ) فرد عليه الجعفري ( شركاتكم سواء المصنعة للسلاح او النفطية العاملة في بلدي يجب ان تقدر الوضع المالي الصعب لحكومة بلدي في ظل انخفاض اسعار النفط العالمية ) فاجابه نظيره الاوربي ( تعرف سعادة الوزير ان هذه الشركات  خاصة وليست حكومية لهذا لا تملك حكومتي اي تاثير عليها) فرد عليه الجعفري ( اذن نطلب مساعدة مندوبيكم بصندوق النقد الدولي والبنك الدولي للحصول على قروض تغطي العحز في الموازنة الذي سيحصل عند تسديد مستحقات شركانكم ) فرد عليه تظيره الاوربي بارتياح كبير ( انت غالي سيادة الوزير وسانقل هذا الطلب رخيص الى وزير ماليتنا ليتخذ الاجراءات الازمة ) فاجابه الجعفري ( هل سيقنع هذا شركات السلاح ) فاجابه نظيره ( في هذه الحالة حتما ستوافق على تزويدكم بالسلاح لتقاتلوا الارهاب بالنيابة عن العالم .. )  فرد عليه الجعفري ( نحن ممتنون لموقفكم .. واطمع ان افتح معكم موضوع الاموال المهربة لبلدكم من بلدي ) فرد نظيره  ( ولكن وزارة ماليتنا قد نفت هذا الموضوع جملتا وتفصيلا في لقاءات سابقة مع مسؤؤليكم وقالت لكم ان الهدف من اثارة هذا الموضوع هو لتشويه الجهاز المصرفي المستقل في بلدنا  .. وانا سعيد بهذا اللقاء المثمرسعادة الوزير واتمنى ان نلتقي ثانية بعد ان تنتهي حربكم على الارهاب بالنيابة عن العالم بالنصر المؤزر)..... انتهى هذا اللقاء