دولة اكبر من قياسات قادتها

بالرغم من خوفي من الكيمياء والفيزياء الاولى ترعبني لكثرة المواد الحارقة والمزيلة للجلد فيها وكثرة المعادلات الكيمياوية والثانية تجعلني مظطربا من اصابتي بصعقة كهربائية او سقوط احد الاوزان الثقيلة سهوا على قدمي او تهفو نفسي الى تفاحة نيوتن واكلها ولكونها قديمة من قدم مكتشف الجاذبية اصاب بتسمم وانقل الى احدى المستشفيات اتلوى اجد امامي دكتور مضى على تخرجه شهر واحد يقابلني بأمتعاض وكبرياء شهادته ويقول حجي بسيطة لاتخاف هذه وصفة بها علاج شافي لك لكن ارجوا ان تشتريه من الصيدليات الاهلية لعدم توفره في مستشفانا يدور رأسي مستغربا ومتطلعا بوجوه بعض العاملين الذين يمرقوني بنظرات كئيبة ومستفزة . ابحث بين الصيدليات عن الدواء فالاجابة واحدة نعتذر كون المكتوب مجموعة شخابيط لايمكننا فهمها وبعد عناء وبحث وتقصي عثرت على صيدلي يمتلك الخبرة والفهلوة ويقول هذا الدواء لايتوفر في الصيدليات طبعا بدون ذكر الاسباب ثم اردف قائلا بسيطة حجي ما نوع المك قلت مغص والتوائات في معدتي قال حجي هذا حب نوعين وهذه الابرة ممكن ان يزرقها لك الممرض داخل الصيدلية وبيها الشفي قلت الحساب قال ؟؟؟؟ تجولت يدي مرتبكة بين جيوب سترتي وقميصي وبنطلوني وعثرت على المبلغ والحمد لله ..كثرة الشهادات الاكاديمية (( الدكتوراة )) المتوفرة في الاسواق السياسية وبشتى الاختصاصات ومنهم يدعي حصوله على شهادة ( بروف) تكون عملية بناء الدولة على ايديهم اكثر نضجا وقوة وصلابة وكذلك معالجة الامراض المجتمعية المستعصية والوبائية واجراء العمليات الجراحية (( السياسية)) بمشاريط ذوي خبرة واختصاص وفي صالات عمليات متطورة ومعقمة على اعلى مستوى .. لكن الذي اذهلنا وافقدنا صوابنا  ان دكاترتنا(( سياسينا )) هم من يحتاجون الى مطبب  واذا امكن حكيم (( طب عرب ) يداوي جروحهم المتقيحة وعاهاتهم المستديمة والخلل النفسي الذي يتسيد شخصياتهم ونفوسهم المريضة .لان اغلبهم شهاداتهم مزورة او مدفوعة الاثمان يعني (( لا فهم ولا علم )) فنسبوا لانفسهم زورا وبهتانا مسميات لايستحقونها (( قادة . مجاهدين . مناضلين)) ليستروا عوراتهم العلمية والتعويض عن عقدة نقصهم التي تعكس فراغهم الفكري ومذلتهم وتجوالهم المستر بين الراعين والداعمين يستجدونهم وتواجدهم على موائد اسيادهم يأكلون فتاتها . لم اجد بينهم من يصلح حالنا بقوانيين الفيزياء البسيطة او بتفاعلات كيميائية بعامل مساعد او بدونه من اجل تغيير واقع مريض وعندما استحضرت سيرتهم المتردية والفوضوية قبل 2003 والفساد والسرقة والتدمير البنيوي والتخبط في اقرار القوانيين النهضوية التي تساهم في يناء عراق متحضر ايقنت ان قياسات الدولة وقيادتها اكبر من قياساتهم وفضفاضة عليهم لانهم ليس اهل لها .