مقارنة بسيطة |
وقعت امريكا ، خلال الحقبة ( البوشية ) في خطا تاريخي خطير ، يدفع العالم كله ثمنه اليوم ، عندما إدعت أن إجراءاتها بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001 ، ومنها إحتلال افغانستان والعراق ، ستجعل العالم أكثر أمنا ، وخاليا من الارهاب ، وواحة سلام وبناء وديمقراطية وتعاون ، وتكافل بين دوله لمحاربة الفقروالجهل والتخلف ، فاذا به اليوم اكثر اضطرابا وفقرا وفوضى وارهابا ، وتضييقا على الحرية الشخصية ، بشكل لم يشهده من قبل ، بما في ذلك الدول الغربية وامريكا نفسها ، التي كانوا يعدونها ( الملاذ الآمن لمن يحلم بالحرية ، وحقه في الحياة بكل مفرداتها الانسانية ) ..
وبمقارنة بسيطة للحالة قبل وبعد أحداث سبتمبر يمكن أن تعرف ما آل اليه وضع العالم اليوم ، وهو يعيش في دوامة الارهاب المستمرة ، وحالة رعب وخوف وانفلات أمني خطير ، لم تنفع معه كل وسائل الدعاية الامريكية وفنونها في بعث الاطمئنان في نفوس الشعوب ، بما في ذلك الشعب الامريكي ، خاصة بعد حادث كاليفورنيا ، وباريس ، والخسائر الكبيرة في الارواح ، وتذكرهم هذه الاحداث من جديد بالحادي من سبتمبر ، وشبحه المرعب .
وبذلك انكشفت اللعبة الامريكية السابقة و( استغفال ) العالم في تبرير إجراءاتها بعد احداث سبتمبر ، وشربت من كاس السم نفسه ، الذي تجرعته شعوب اخرى ، وانقلب السحر على الساحر ، وها هو شعبها يعاني من هذه الظاهرة الخطيرة ، كما هي شعوب أخرى في أوربا ، وصور الارهاب تطالعها صباح مساء ، وتتصدر الاخبار والتقارير الصحفية والسياسية ومواضيع اجتماعات وتحالفات دولية..
ان الارهاب الذي يصنف بالجيل الرابع من الحروب يهدف – كما توضح جليا من التجربة في اكثر من بلاد – الى تدمير الاوطان ، واحالة ما على أرضها من حضارة وبناء وتطور الى ركام وخراب ، والسبيل الاقوم لمواجهته والقضاء عليه هو في اعتماد الوحدة الوطنية والقضاء على الفرقة والتشرذم ، والمحاور والتكتلات على اساس المكونات ، وتعزيز المنهج الوطني والقيم والثوابت الوطنية ، ومحاربة الشائعات التي يتسلل منها الارهاب ..فالعامل الذاتي الوطني الداخلي ، وليس الخارجي ، هو الاساس في محاربة الارهاب والقضاء عليه ..
وتكفي اعترافات المسؤولين الامريكيين والبريطانيين بتسببهم في ظهور منظمات ارهابية بعد غزو العراق وأخرهم توني بلير وهيلاري كلنتون في مناظرتها الاخيرة عندما اعترفت بخطأ تصويتها على الحرب على العراق .. ألا يؤكد ذلك مسؤوليتهم عن هذه الفوضى الامنية العالمية ….؟..
ان مقارنة وضع العالم اليوم ، وتفشي ظاهرة الارهاب فيه بشكل رهيب قياسا الى ما كان عليه قبل احداث 11 سيبتمبر يكشف كم كان جسيما الخطأ الذي ارتكبته الولايات المتحدة وحلفاؤها بحق العالم ، وليس بحق العراق والمنطقة فقط .. وعليهم أن يتحملوا المسؤولية المادية والاخلاقية عن كل ما لحق بالشعوب التي اكتوت بنار الارهاب من خسائر بشرية ومادية ..
وإعترافات هؤلاء المسؤولين تكفي لمطالبتهم بالتعويض اليوم قبل الغد …
{{{{{{
كلام مفيد :
فائدة اخرى يمكن ان نتعلمها من قصة يوسف في القرأن الكريم ..وهي ..( أن أعداءك قد لا يكونون في وطن أخر ، فقد يكونون ممن يقاسمونك رغيقك وأنت لا تدري ..!!
|