الفلوس تخرّب النفوس |
أمثال وحكم واقوال ومنها الشعبية واخرى ذكرتها ووثقتها ابيات لقصائد شعراء عراقيين وعرب وغالبيتها اقتبست من الواقع العراقي واصبحت امثالا يرددها اجدادنا وآباؤنا والى يومنا هذا صارت مضربا للامثال وتنطبق حرفيا لواقع حالنا الذي نعيشه اليوم وخاصة بعد سقوط النظام السابق 2003 وصرنا نرددها في مناسباتنا العامة والخاصة وكثيرة هي الامثال والاقوال التي كما يقال انها على الجرح تاتي .. من منا لم يسمع المثل القائل (عند البطون تعمى العيون ) وهو يفسر نفسه بنفسه ويقال عندما تكون هناك وليمة غداء او عشاء وبمناسبات مختلفة وما ان يدعونا الى تناول الاكل حتى ننقض على الاطباق بشراهة وكاننا لم ناكل منذ ايام واحيانا ننسى من معنا من صديق ولم نفتقده الا بعد ان تمتلئ معدتنا الى النصف فنقول اين فلان؟ الذي ربما ذهب لمشوار او هم لغسل يديه او اجبر على حديث جانبي مع صديق او هاتفي وعندما ياتي يجد ان اصحابه انقضوا على صحون الاكل فيقول لهم ( عند البطون تعمى العيون )ولاننظر الا لمحتويات الوليمة دون ان نلتفت يمينا او يسارا .. طبعا المثل لايقال عموما بل لخاصيات معينة وربما تكون الاغلبية . وهكذا يقال في مثل آخر للاسف صار مجربا من غالبية شرائح مجتمعنا وهو ( الفلوس تخرب النفوس ) او الفلوس تفسد النفوس ، نعم محاكم العراق ومراكز شرطتها وحتى فصول عشائرنا اتخمت بقضايا ومشاكل جميعها ارتبطت بالمادة اي الفلوس . شجار وخلافات وزعل وربما تصل حد الاقتتال سببها جميعا الفلوس التي فعلا خربت في يومنا هذا النفوس وبكل تاكيد النفوس الضعيفة التي لاتهاب الله عزوجل امام الاموال فخربت الكثير من النفوس لتصل داخل العائلة الواحدة اي الاخ مع شقيقه وشقيقته ، والاب مع الابن, والزوج مع الزوجة وبالعكس ، اضافة الى انها اي الاموال التي احيانا نطلق عليها وسخ دنيا خربت عشرة وصحبة عمر ودهر بين اعز الاصدقاء وخربت زملاء واصدقاء في دائرة ومكان عمل يسترزقون منه ماكتب الله لهم من رزق حلال دون ان يحتكموا للعقل ويضربون المبادئ عرض الحائط , والاهم مخافة الله الرازق ولانؤمن بالقول ( لو جريت جري الوحوش غير رزقك ماتحوش ) نعم ان الله قسم الارزاق بالتساوي ومن الظلم والحرام ان نستولي على ارزاق الاخرين زورا وبهتانا واختلاق القصص والاعذار لنقنع انفسنا والاخرين بان الرزق الذي منحه لنا الله هو من نصيبه فقط ضاربا كل الاتفاقات التي اتفق عليها والالتزامات الاخلاقية والاجتماعية . نعم هكذا وفي ذلك قصصا وحكايات وروايات من واقعنا تنقل لنا كيف سقطت النفوس وصارت اضعف من اي كائن امام حفنة من النقود ربما ينفقها المتحايل عليها دون ان يدري على طبيب او حادث عرضي لانه تقصد من اغتصاب رزق حلال لشخص اخر، فصارت الفلوس امامه هي طعم وملذات الدنيا فحلت بنظره بالتالي صار يختلق الاعذار وربما يراوغ حد الكذب ليحتفظ بحفنة من الفلوس احيانا تكون حقيرة اذا مااحسسنا انها دخلت جيوبنا ليس بحق .. نعم وهكذا قيل الفلوس تخرب النفوس والشواهد والقصص والحكايات الواقعية لاتحصى ولاتعد على ان الفلوس تخرب وتفرق النفوس حد العداوة . الله يبعدنا ويبعدكم عن اكل المال الغير حلال . وايانا واياكم والبشع والجشع على حساب الاخرين . وايانا ان نجني اموالا هي ليست من حقنا . وايانا ان نتخلى او نخل باي اتفاق اخلاقي للحصول على فلسا واحد أ ،لان الله عزوجل بالمرصاد والفلس والدينار والمليار سواسية عند رب العالمين عندما نغتصبه او نتحايل عليه فهي اي الفلوس تذهب العقول وتغير الناس . ولنرحم بعضنا البعض في الدنيا ليرحمنا جميعا في الاخرة وابعدنا الله عن الرزق الغير مخصص لنا او الاستحواذ عليه بطرق غير شرعية او بالتحايل ونقض الاتفاق فجميعا حرام عند الله عزوجل .
|