صراع المحاور ما حاجتنا إلى الدخول فيه ؟

 

 

 

بات لا يخفى على أحد أن صراع المحاور قد عاد إلى الواجهة من جديد بين روسيا وحلفائها  والولايات المتحدة وحلفائها وطبعا هذه الدول تدافع عن مصالحها ومن أجل توسعها وبقاءها قوية وهذه المرة  يتركز الصراع في الشرق الأوسط .روسيا لا تريد أن تخسر قواعدها البحرية والجوية في سوريا وهي الوحيدة المطلة على البحر المتوسط  ولذلك تدافع عن نظام بشار الأسد ولا تريد أن يتم مد خطوط غاز ونفط  من دول الخليج عبر الأردن وسوريا إلى أوربا  أذا ما سقط نظام بشار الأسد وبذلك تنهار اقتصاديا لأن أوربا تعتمد على الغاز الروسي المصدر اليها .الولايات المتحدة منزعجة من عودة تعافي روسيا وتتخوف من أن يعود العالم ثنائي القطبية كما كان قبل انهيار الاتحاد السوفيتي  وعليها العمل على تضيق الخناق على روسيا .أوربا لا تريد أن تبقى عبدا  لصادرات روسيا من الغاز و عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم اليها وأراد الاتحاد الأوربي  التدخل في اوكرانيا  قالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صريحة ( أذا ما تدخلت أوربا فسوف تتجمد من البرد في الشتاء )في إشارة إلى قطع الغاز الروسي عن أوربا .

 

وكذلك الأمر بالنسبة لتركيا وإيران فهما لهم مصالحهم في العمل ضمن هذين المحورين ومن مصالح تركيا حليفة الولايات المتحدة ان تضغط على القادة السنة والأكراد الموالين لها من أجل التدخل عسكريا في العراق .

 

ومن مصالح إيران حليفة روسيا ان تضغط على القادة الشيعة الموالين لها من أجل  تضخيم الأمر وتأجيج الشارع لرفض هذا التدخل لكي يبقى العراق ساحة نفوذ لإيران فقط أو تبقى صاحبة اليد العليا فيه .ولكن السؤال هنا ، لماذا يدخل العراق نفسه في صراع المحاور هذا؟العراق ليس بحاجة للدخول ضمن هذا الصراع ،العراق دولة لا تسعى إلى بسط نفوذها على دول الجوار، و العراق دولة لا توجد على أراضيه قواعد عسكرية لأي دولة كانت حسب كلام السيد حيدر  العبادي رئيس وزراء والقائد العام للقوات المسلحة في العراق ، ومن المفروض أن العراق دولة ديمقراطية ذات نظام انتخابي برلماني لا يشبه نظام بشار الأسد الدكتاتوري الذي يحتاج لدولة عظمى تدعمه وتدافع عنه للبقاء في الحكم ، والعراق  دولة ليست فقيرة لكي تضطر أن تكون حليف دائم لدولة أخرى بسبب المعونات والمساعدات التي تقدمها لها .

 

ان غباء النظام السياسي الحاكم في العراق وعمالة قادته أدخلت البلد في صراع المحاور هذا ، هذا الصراع  لن يضر روسيا وايران ولا امريكا وتركيا بل سيضر العراق ويزيد من معاناة شعبه سوف ينعكس على واقع الإنسان العراقي الاقتصادي والاجتماعي وفي صعوبة تنقله من بلد لأخر وسوف يكون أكثر عزلة مما هو فيها الآن .