هل يجهز عماد الخرسان نعشا للعبادي ؟

برز اسم عماد الخرسان كمرشح لرئاسة وزراء العراق في شهر تشرين الاول من هذا العام، بتوافق امريكي وايراني وبترحيب خليجي وبمباركة المرجعية الدينية في النجف الاشرف، وتفاجأ الجميع بتعيينه بمنصب الامين العام لمجلس الوزراء الذي لقي هذا الخبر رفضا من البعض وابدى البعض الاخر تحفظه على ذلك، الا ان الارادة الامريكية فرضت تعيينه في ذلك المنصب لغاية ما.

اصبح من الواضح للجميع ان تبوء المناصب العليا لايمكن ان يصل اليه الانسان العادي ان لم يكن هناك من يدعمه من دول خارجية او احزاب متنفذة او مرجعيات دينية لها ثقلها وتأثيرها الواضح في الشارع، وان العراق في فترات سابقة وحاليا تفرض عليه قرارات خارجية واجبة التنفيذ من السلطة الحاكمة ولايهم ان كانت تصب في مصلحة الوطن ام لا، بل تأتي جميعها لخدمة مصالح خارجية يدفع ثمنها الشعب، ومنها تسمية رئيس الوزراء الذي اصبح هذا المنصب حكرا ودليلا فاضحا على التدخل الدولي وانتهاكاً لسيادة العراق.

الخرسان ووفق مصادر وتحليلات جاء ليتسلم رئاسة الوزراء بعد سحبها من السيد العبادي لاخفاقاته المستمرة التي ستتفق الكتل السياسية مع المرجعية عليها قريبا، وحتى ايران التي ارسلت برسالتها على لسان قاسم سليماني ليبلغ العبادي ان بديله موجود وان بقاءه في المنصب مسئلة وقت لا اكثر، وبالضغط الامريكي الذي سيوقع بالعبادي قريبا خاصة بعد مشاركة القوات الامريكية في المعارك الجارية، وايضا الانخفاض الحاد لاسعار البترول عالميا الذي اوصل سعر برميل النفط العراقي دون ال 30 دولارا سيكون سبب لازاحة العبادي عن رئاسة الوزراء.

نشرت وكالات الانباء مؤخرا خبرا مفاده بأن عماد الخرسان ترك عمله مستاءا بسبب عدم اصدار الامر الديواني بتعيينه امينا عاما لمجلس الوزراء رغم مرور اكثر من شهرين على اعلان تسنمه المنصب، متجها الى الولايات المتحدة الامريكية ليضع تقريره الخاص بأيدي الامريكان حول تصرفات العبادي، مما دفع مهدي العلاق مدير مكتب العبادي للدخول وسيطا بينهما، وبأتصال هاتفي وبطلب من العبادي مع رجاءه للخرسان بالعودة وان امره سيصدر حالما يعود الى العراق إلا انه " عماد الخرسان " رفض ذلك وبشدة، ان تصرف العبادي بتجاهل الخرسان خشية منه ان يحل محله سيغضب الامريكان والمرجعية وايران وعلى ما يبدو ان العد التنازلي لبقاء العبادي قد بدء وسينتهي قريبا، وان الخرسان سيعمل بصمت ليجهز لازاحة العبادي دون عوده. لينظم بذلك الى المجموعة التي تستهدف بقاء العبادي في منصبه رئيسا لوزراء العراق.