جامعة البصرة والعشائر

 

للجامعة بوصفها مؤسسة أكاديمية علمية لها قوانينها وتقاليدها الخاصة دور علمي واكاديمي وأخلاقي وتربوي يختلف عن الدور الذي تقوم به العشائر لان لكل منها قوانينه الخاصة وتقاليده الخاصة ودوره في المجتمع الذي يفترض ان يكون إيجابيا في بناء المجتمع . ويصبح الدور تكاملياً كل حسب موقعه واختصاصه حتى تنهض الأمة والمجتمع . الا انه وَمِمَّا يؤسف له ان ما يحدث في جامعة البصرة هو عكس ذلك تماما فقد اصبح دور الجامعة سلبيا في بناء المجتمع بسبب تفشي الفساد الاداري والعلمي والاخلاقي فيها فكان من الطبيعي ان تقوم بتصدير هذا الفساد للمجتمع وهذا واضح من خلال تردي الوضع العام للجامعة وموثق بعشرات الشكاوى المرفوعة للرئاسة والكليات التي تلاعبت بوقائعها مما أدى الى انهيار المنظومة الاخلاقية في الجامعة. اما بالنسبة للمؤسسة العشائرية فقد كانت ايضا دورها سلبيا في الجامعة فقد استجابت للإدارة الجامعية الفاشلة الفاسدة في ما يشبه بالتحالف معها لقمع رموز جامعية تحارب الفساد في الجامعة ، وهنااصبحت المشكلة من الطرفين حيث فساد إدارة الجامعة وتمترسها الحزبي السياسي النفعي وإشاعاتها للفساد وعدم محاربته أدى الى اضطرار بعض الرموز الجامعية للخروج من أليلات الشكاوى الإدارية غير المجدية بسبب فساد الهيكل الاداري ايضا الى اليات اخرى مثل الاعلام والتظاهرات وهنا وجدت إدارة جامعة البصرة ورموز الفساد فيها نفسها محرجة فاضطرت بدعم حزبي سياسي الى اللجوء الى أساليب كثيرة لا يمكن التطرق اليها كلها هنا في مقالة واحدة . ولكن احدها كان هو تحريك بعض العشائر لإسكات الأصوات المعارضة وحين استجابت هذه الرموز العشائرية الحزبية لأسباب نفعية قرائبية حزبية لتحريكات المؤسسة الادارية الفاسدة اصبح مصدر الفساد هنا الاثنين بعض الرموز العشائرية والمؤسسة الأكاديمة وهذة مشكلة مستجدة ظهرت حديثا للساحة العراقية بعد سقوط النظام الدكتاتوري الا انها خطيرة وتهدد مستقبل العملية التربوية في اخطر مفاصلها الا وهي التعليم العالي . اما أسباب ذلك فهي اولا المصالح الحزبية حيث ان أصبحت موارد الجامعة ومكانتها محل اهتمام الأحزاب الحاكمة اضافة الى أهداف اجتماعية سياسية اخرى اداة لتمكين القوى المسيطرة على الجامعه من تحقيق مآربها السياسية الحزبية النفعية الضيقة وهذا أدى الى المجيء بشخصيات سياسية انتهازية هزيلة لإدارة الجامعة لتحقيق مآربها ومصالحها الشخصية بعيدا عن العلم وقدسيتة وَقّادها ذلك الى أساليب لم تخطر على بال احد في يوم من الأيام ولايصدق عقل ان مثل هكذا أساليب موجودة في موسسة أكاديمية محترمة مثل جامعة البصرة ومنها استخدام الكوامة العشائرية لإسكات أصوات الحق التي تطالب بمحاربة الفساد وإصــــلاح الجامعة.