غداد وحنين المغتربين |
كانت مصادفة جميلة حقاً حين عرفت ان الباحث رؤوف الصفار له صلة قربى بصديق عزيز انقطعت اخباره عني منذ اكثر من ثلاثين عاماً، حيث يقيم حالياً كفنان مغترب في عاصمة الضباب(لندن) منذ سنوات طويلة ويعمل هناك في المجال الفني والاعلامي والصحفي في اكثر من وسيلة اعلام هناك. إنه الفنان التشكيلي العراقي عزيز النائب الذي عرفته خطاطاً بارعاً ومولعاً بالتمثيل والرسم والموسيقى التي تعلمها وأحبها قبل تعلمه القراءة والكتابة، وقد تعرف كما أخبرني مرة على عميد الخط العربي المرحوم هاشم البغدادي يوم كان مكتبه في احد الابنية في شارع الرشيد. وعاصر العديد من الفنانين المعروفين والصحفيين كسجاد الغازي وضياء حسن وأحمد فوزي عبد الجبار وفيصل لعيبي وصلاح جياد وآخرين غيرهم. وهنا حاولت أن اعرف منه المزيد من التفاصيل عن طبيعة الحياة التي يعيشها الفنان العراقي في غربته وكيف هو واقع الحركة الفنية في الخارج، ومدى تأثير ذلك على عودة الفنانين العراقيين الى بلدهم، الذي هو بأمس الحاجة اليهم ولطاقاتهم الفنية والابداعية لرفد مسيرة البناء الحضاري والعمراني في ظل هذه الجهود الاستثنائية التي تُبذل الآن لفرض حالة الأمان والاستقرار ومحاربة الارهاب.. فقال لي وهو يتحدث لي بصراحة مشفوعة بحنين جارف وشوق كبير الى بغداد والعودة اليها من جديد.. بأنه على الرغم من أن الفنان العراقي يعتبر سفيراً لبلده في الغربة والحركة الفنية بالخارج هي جزء لا يتجزأ مما يقوم به الفنان الرائع في بلدي الحبيب وكل الاعمال الفنية التي عرضت بالخارج كانت مثاراً للاعجاب والتقدير. إلا أن عودتي وعودة المبدعين الى بلدنا العزيز وبغدادنا الغالية مرهون بتقييم الدولة للقدرات الثقافية والفنية والعلمية التي همشت منذ زمنٍ طويل. ودور الفنان العراقي هنا في هذه المرحلة العصيبة هو التماسك والعمل على خدمة البلد بشتى الوسائل المتاحة على أن يجد آذاناً صاغية من المسؤولين المعنيين. ونحن بدورنا نأمل ان تأخذ هذه الجهات بفكرة طرحها الصديق النائب مفادها افتتاح صرح فني أو ثقافي في لندن وبعض بلدان العالم الأخرى ليعكس النواحي الايجابية والدور الكبير الذي يلعبه الفنان العراقي في مختلف الاتجاهات الفنية والابداعية في الداخل والخارج ولتكون هذه الصروح بمثابة منتديات للمّ شمل العراقيين هناك وتوحيد كلمتهم من خلال اقامة الأمسيات والنشاطات الفنية والثقافية ..
نعم نحن مع مقترح فناننا العزيز(نائب) ولكل الفنانين المغتربين الذين ما زالت معشوقتهم (بغداد) في سويداء قلوبهم وحدقات عيونهم.
|