حالمة بوجه لايشبه سواها

 

 أيقونة ساكنة داخل القصيدة ، وفراشة مهاجرة بكائنات الشعر عبر عالم يعج بالأسرار والخفايا ، إتخذت من الكتابة الشعرية بيتاً آمناً..تحتمي به من شراسة الواقع ، ومن الكلمات عزلة عن العالم .. ترسم لنا بالقلم أنوار الكلمات ..وتحرك بضيائها مهد الأمنيات ، فينكشف جسد المعنى ، حتى يغمر المكان شذى الخواطر ..وبين هذا وذاك ..ينبثق الوجه الآخر للحياة ، وتتناثر بين الغيوم لوحة مطرزة بسحر الأنوثة وجمالية اللقطة المفردة ..لتشي لنا بمبدعة وشاعرة أختارت لنفسها مكاناً تغرد فيه خارج كل أسراب الدنيا ، و تحلق في فضاءات وجدانية ناثرة أريج الكلمات فوق أوراق البنفــسج والياسمين ..

 

أنها الشاعرة الجميلة آمنة عبدالعزيز …الشاعرة التي آمنت بالكتابة كبعد وجودي إنساني حضاري قبل أن تكون ثأراً من الذات….وأختارت الشعر كمنفى إختياري شاسع داخل معاني الكلمات..!

 

آمنة عبدالعزيز.. شغوفة بتجدّد تجاربها، ونصوصها لا تشبه بعضها ، هي لا تريد أن تكرر ، ولا تسمح للون واحد بأن يطبعها ، فهي لاتجيد لعبة الشكل، بل تجعل من أفكارها تتدفق من قلبها وفكرها متى تريد ، فقصائدها كلها تأمل وأحلام وحتى أوهام وخيال.. كل ذلك هو نبضها الذي يتجلى من خلال شعرها..فهي تحلم بوجه لا يشبه سواها….وتتمنى أن تهادنها الحياة قليلاً ، كي يمنحها قلقها متعة الوقت حتى تبوح بكل الأسرار .!!

 

آمنة عبدالعزيز ..الشاعرة الخلوقة الطيبة التي من خلقها وأدبها أنها ترد على كل من علّق على مواضيعها ومنشوراتها بأرق الكلمات وأبهى العبارات حتى وأن كانوا بالمئات ..فلاتجزغ ولاتتعب ولاتستكثر ولاتتكبر ولاتتعالى كما يفعل الكثير الكثير ممن يجيدون الشعر وفنه وجماله ولكنهم – مع الأسف- لايحسنون أخلاق الصداقة ولا يجيدون معنى الرد الجميل بالمثل على التعليقات والتحايا والإعجابات التي ترد على قصائدهم وأشعارهم ومنشوراتهم ..وكأن الناس عندهم ثرى ..وهم الثريا..!!

 

….ألف تحية إلى السومرية الأصيلة والعراقية الطيبة الشاعرة المتواضعة آمنة عبدالعزيز ..