أخبرني عن منطقة عراقية أو سورية حررتها أمريكا

 

أمريكا الدولة العظمى الاكثر مثارا للجدل في تواجدها في المنطقة  ففي كل يوم يكتشف المجتمع ان الوجود الامريكي محير وغير مستساغ أو لعله غير مفهوم التواجد ولو أن اكثر العبارات التي تطلق على التواجد الامريكي وأسهلها أنها دولة محتلة تبحث عن مصالحها ولعل الكثير من المتتبعين يقعون في عدة مطبات أو يصطدمون بجدران متتالية وهم يحاولون ان يفككون الطلسم التواجدي الامريكي في المنطقة خاصة بعد احتلالها للعراق وبعد فترة من ذلك الاحتلال حصلت على موافقة من مجلس الامن يبرر تواجدها في العراق حتى العام 2011 عام خروجها من العراق ..  عادت أمريكا هذه المرة مع عدة آلالف من مستشاريها المتمرسين والعاملين في المنطقة والخبراء في التعامل مع ظروفها من أجل اخراج داعش من العراق ووسعت ذلك التواجد ليشمل سوريا ولكن هذه المرة بتحالف دولي من 65 دولة تستعمل الاجواء فقط وليس الارض وايضا تواجدهاحصل على المباركة الاممية وهكذا ومنذ سنة وثلاث اشهر وأمريكا تقاتل داعش بطياريها المحترفين واسلحتها وطائراتها الاحدث والاقوى في العالم .ولكن الذي يجري في الواقع أن أمريكا وطيلة هذه الفترة لم تقدم للشعب العراقي والسوري وبالملموس اي نتائج ايجابية لمقاتلة داعش بل بالعكس أن التسريبات والحديث يدور على أن امريكا هي من تساعد هذا الكلب المسعور وتقدم له المشورة وأحيانا المساعدات والتوجيهات وأظهرت الاحداث الاخيرة بعد دخول روسيا الى المنطقة أن أمريكا تغض الطرف عن الكثير من أعمال داعش بل أن المفاجئة الكبيرة التي اذهلت بعض الساسة الامريكيين في الكونكرس والاعلاميين والرأي العام الامريكي والعالمي عندما أظهرت الاقمار الصناعية الروسية صور بثت للعالم عن آلاف من الصهاريج وكأنها أنبوب عملاق من النفط تسير من العراق الى تركيا ومن سوريا الى تركيا ولم تتحدث عنه امريكا ،،حتى أن بعض الاعلام والصحف الامريكية تساءلت هل أن الاقمار الروسية ترى على الارض مالا تراه الاقمار الصناعية الامريكية وتوج زيف وكذب أمريكا عندما قامت روسيا بضرب اكثر من 450 صهريج وأحرقت العشرات من الابار لتصدق الروايات أن امريكا تغض الطرف عن أعمال داعش الارهابية التي شردت العالم من بيوتهم وعاثت على الارض بفسادها وسيوفها وفتاويها .

 

الحديث عن امريكا في جولتها الثانية أغرب من تواجدها الاول وخروجها الغريب فهي اليوم تعلن أنها جائت لتحرر مدن العراق ومنها الرمادي والمعركة الدائرة هناك مضى عليها أكثر من ثلاث اشهر وأكثر لكن لم نرى بوادر لأنتهاء المعركة وعودة الرمادي الى ماكانت عليه والأعذار التي تسوقها امريكا التي منعت دخول قوات الحشد الشعبي للاشتراك في المعركة أنها غير مستعجلة وتعمل بتأني من أجل الحفاظ على ارواح المدنيين في الرمادي الحقيقة ان الكلام مثير للسخرية قبل الحزن وتناقض الفرح والحزن في آن واحد هو نفسه القتل العمد وأرتفاع نسبة السكر وضغط الدم عند العراقيين وانت تسمع ترهات أمريكا وهي تخشى من اصابة المدنين في المعركة ناسية أن البطش الداعشي يزداد كل يوم بازدياد الضغط عليه وهو يتمترس خلف العوائل والفقراء من ابناء الرمادي ولا يسمح بخروج اي مواطن من المدينة الا بارتهان افراد عائلته ودفع عشرة آلاف دولار وربما اكثر فكيف تتم الموازنة بين الحماية الامريكية للمدنيين وبين ايغال داعش بقتلهم وامريكا تتفرج عليهم بقوتها الجبارة وما نعرفه عن أمريكا أن قتل شعب بكامله مسألة فيها نظر وما ساحة النسور الا شاهد وسجن ابو غريب ومجازرها في مدن العراق بعد دخولها الا شواهد لا تمحى من الذاكرة العراقية .لم نسمع يوما ومنذ دخول داعش ان امريكا حررت مدينة او قصبة او حي من ايدي داعش بل أن التوسع الداعشي يزداد بالوجود الامريكي ويتمدد بأضطراد مع كل تواجد لهذه التي تسمى أمريكا ..كل يوم يرتفع عدد الجنود او المستشارين الامريكيين الداخلين الى العراق حتى قيل ان العدد وصل الى ثلاث آلاف فرد او مستشار والحقيقة الى الان لم اعرف ما تعني كلمة مستشار امريكي وما هي ميزاته وما هي الاستشارات التي يقدمها الى العراقيين او الى الجهة التي يعمل بها وسؤالي هل ان تسمية مستشار معناها يختلف عند العراقيين او السوريين او العرب عن معناها عند الامريكيين هل هو مقاتل هل هو خبير حربي هل هو خبير ثقافي او مدرب او سياسي او مارينز ؟؟؟؟

 

اسئلة تطرح باستمرار عن هذا المستشار الامريكي الذي يوميا ترسله أمريكا الى العراق ليعبر العدد كل هذه الارقام وهذا بالمعنى العيني عبارة عن جيش كامل مزود بطائرات الاباتشي والطائرات الامريكية المقاتلة وايضا مزود بأتصالات مع الاقمار الصناعية ويحمل العدة العسكرية كاملة ويسمى مستشارا ،،طبعا عندما تقول امريكيا ان مستشاريها في العراق يعني انهم من المتميزين وايضا يتقاضون اجورا متميزة وايضا يأكلون ويشربون وينامون ليس كالجندي العادي وكل تلك المصاريف يتحملها العراقيين من نفوط البصرة وميسان والناصرية ،الى الان وكل هذه القوة وكل هذه العدة والعدد ومستشاري امريكا وسفارتها الذي قيل أن عدد أعضائها تجاوز عددهم الكبير كل سفارات امريكا في العواصم العالمية  ولم تستطيع أمريكا ان تعلن عن تحرير الرمادي في حين ان قوات الحشد الشعبي وفي نفس هذه الفترة حررت محافظات ومدن تفوق مساحتها مساحة مدينة الانبار ونفوسها ضعف نفوس الانبار من بلد والاسحاقي والدور والعلم حتى مكحول وحمرين وحقول العلاس لكن كل ذلك وأمريكا يوميا تقدم تقريرا عن قرب تحرير مدينة الرمادي ولم تسمح بتحريرها ولن تحررها والقادم سيكون اصعب واستنزافا في حال توجه امريكا والعراق الى تحرير الموصل مع كل هذه الفوضى السياسية والتجاذبات الغير منضبطة من كل الاطراف .