فَرح تُفرح قلوب النازحين

 

في زمنِ الشدائد والكوارث تنبثق للنور أعمال وأفعال من قِبَل بعض الناس تُظهر للقاصي والداني إنسانية بعض ألأفراد الذين يتمتعون بقلوب شفافة تحاول أن ترسم فرحة ولو بسيطة في قلوب ألآخرين. هنا في الظرف العصيب تظهر إنسانية ألأنسان وتفانية في خدمة ألآخرين. هو ليس واجباً رسمياً أو واجباً ينشد من ورائه – صانع الخير- كلمة ثناء أو مدح. من يستطع أن يقدم عطاء غير مشروط أن يبادر الى فعل الخير ومن لم يستطع أن يقدم شيئا لظرف معين معين فليقل خيراً أو يصمت. فرح إنسانة راقية رقيقة تحمل كل صفات الخير في ذاتها .. تحاول أن تسعد ألآخرين ولو – بشيءٍ بسيط- كي تُثبت للآخرين أنها تنتمي الى فصيلة ألأنسان الباحث عن رسم فرحة معينة في قلوب المخلوقات البشرية الزاحفة نحو المجهول. فئات بشرية كانت تسكن مناطق مشهودا لها بالجاه والمال وألأخلاق الشريفة. عصفت بهم الحال وألقتهم في دياجير الخوف والرعب فهربوا يبشدون الحياة..لاشيء سوى الحياة. تركوا بيوتهم العامرة ودواوينهم التي كانت لاتخلو من القهوةِ العربية – ودِلال- المضايف الواسعة. هم جاؤا ليس لغرض ألأستجداء مني أو منكَ أو منها أو منا أو منهم. لم يطرقوا باب أحد كي يكيل لهم حفنة طحينٍ أو خبزٍ أوشيءٌ آخر. هربوا …نزحوا أن يتشبثوا ببقايا حياةٍ مجهولة عند الشوارع والمحلات والخيم المنصوبة من قبل الشرفاء. فرح شمرت عن ساعديها وراحت تتصل بكل من تعرفه فقيراً كان أو متوسط الحال تنفخ في روحهِ مبادئ ألأنسان الكريم كي يثب ليساعد النازحين من الرجال وألأولاد والنساء والبنين ..كي يتبرعوا باي شيء في ميسور ألأنسان الشريف العفيف الكريم. راحت تطرق ألأبواب في كل ألأتجاهات كي توفر أي شيء للنازحين والنازحات والهاربين من جحيم الموت والهاربات. فرحنا بها لأنها كانت أشجع منا وأكرم منا..ولاعجب في ذلك لأنها تربت في بيتٍ كريم يسارع لأنقاذ ألآخرين في أي لحظة من لحظات ألأستطاعةِ وألأقتدار. من ساعدها الف شكر له ومن إنتقدها فلا نقول له إلا أن يسامحه الله. هذه هي الحياة ..الفرد يحتاج الجميع والجميع يحتاج الفرد. بوركتِ أيتها ألأنسانة الكريمة الراقية. أرفع لكِ قبعتي أحتراما وتقديرا.