ربما يعتبر التحرك التركي داخل الاراضي العراقية هو الصورة الاوضح والتعبير الادق والواضح والمعلن لكل الاطياف العراقيين وما الاحاديث التي تنعق هنا وهناك على وحدة العراق الا هي تشويش على ما يحصل على الارض فالجميع داخل الملعب والجميع يلعب ويعرف قوانين الملعب .. السيد برزاني الذي ذهب الى دول الخليج منتصرا أو متمخترا لم يذهب للاستجمام ولم يذهب ليأخذ رأي الخليجيين الداعمين الاساس ماليا وفكريا في تقسيم العراق وتحويله الى ثلاث دول تعيش كل حسب تطلعاته وأهدافه القومية والمذهبية عاد السيد مسعود الى اربيل ويعتبر الرجل الاشجع بين كل السياسيين العراقيين ولم يداري او يواري احلامه منذ ولادته في عائلة البرزاني فورث الرجل حلما ويعمل عليه بوضوح ويحاول تحقيقه حلم كردستان الدولة ولولا بعض التدخلات والمساومات والمصالح الدولية هنا وهناك لأعلن الرجل دولته وأنتهى الامر ولم يخشى أحد لكنه ينتظر ان تنتهي الاشواط وكل يأخذ ما اتفق عليه ويعود منتصرا .. بعد برزاني ذهب الى الخليج مباشرة السيد اردوغان ليكمل المشوار ويحصل على مراداته بعد أن أخطأ الخطأ الغير متوقع الذي يسمى خطا الشاطر او (غلطة الشاطر ) لتدخل بعض من عساكره الى مدينة الموصل العراقية كمجسات لمعرفة ردات الفعل من دخولها ولولا الخجل من قبل ساسة العراق من يطلق عليهم أنهم الحكام التي قسم العراق في زمنهم لسكت الجميع واردوغان ينتظر الوقت المناسب ليقضم من الكعكة .. القادة السنة فقط هم المنقسمين على انفسهم ويتخبطون في اوحال العمالة وعدم ضبط تحركاتهم وتوحيدها ولو أنهم يلتقون في بعض النقاط وبعضها الخلافية ممكن التغاضي عنها لحين الانتهاء من الموضوع برمته ,, فهناك آل النجيفي القريبين من تركيا وهنا العشائر السنية القريبة من السعودية الهنا وألهناك متفقين على الدولة السنية ولكن الخشية من حكم هذه الدولة والصراع المستقبلي على الرغم من التطمينات الامريكية والأوربية والتركية على تأجيل الحديث في الوقت الحاضر وليكن في مناسبته ووقته ,,ربما يعتقد البعض أن السنة هم الخاسر الاكبر وأعتقد نعم لكن الخسارة ليست دائمة بل هي ايضا مؤقتة وكل الحقوق ستعود لهم بعد استقرار دولتهم والاعتراف بها وعندها يتم العمل على أعادة ما اقتطع او سرق منهم وقت ضعفهم ووهنهم .. اما الشيعة الاغبياء فهم الاكثر دراية بما يجري والاكثر معرفة بمستقبل العراق لكن بما ان الحكم الان شيعي فهم يتحركون لاخر مدى وهذا ما يحتم عليهم ضميرهم السياسي الذي يعمل بمنظارين منظار بقاء العراق موحدا والاستمرار بالتحضير لخيمة التوقيع الاخيرة على الحدود المشتركة وهم يناضلون ليكونوا الطرف المنتصر والأقوى الذي يجبر الاخرين على التوقيع وهذا مايسمى في العرف العسكري (حقوق الطرف المنتصر في المعركة ) والدليل ان الشيعة تحركوا بسرعة البرق نحو الذهاب للحصول على المناطق التي فيها مكونات شيعية صرفة ذات النسب العليا للسكان فأصبحت سامراء وبلد وبعض مدن ديالى والنخيب وقصبات في بغداد مناطق شيعية بحتة ومقفلة لتأمين ما يمكن تأمينة للقادم حتى أن الجيش الحالي الذي يقاتل في مدن قرب كركوك والفلوجة والرمادي يعلم قادته وربما حتى مراتبه أنهم يقاتلون لأهداف منها تنقية الاجواء وتهيأتها للصفحة القادمة ومصداق هذا القول أن اكثر الجيوش قربا وفهما لما اعتقد هو الحشد الشعبي لذا فأن الحشد هو وكما يعتبره الغير مليشيات لها غايات غير وطنية وبالتالي منع من معركة الرمادي التي تحاول امريكا تمرير الاسباب بعدم تحريرها ومنذ الشهر الثالث الى الان والمعركة مستمر وادعاء امريكا هو خوفا من أعطاء خسائر مدنية والأقوال هذا مدعاة للضحك فأمريكا لم ترمش لها عين بقتل أمة كاملة تخشى اليوم على الاطفال والمدنيين في الرمادي بل الصحيح أن امريكا تحاول انهاء موضوع الرمادي والفلوجة وغدا الموصل من أجل انزال قوات اضافية الى العراق وقوات كبيرة لتعمل حاجزا بعد التوقيع في خيمة التقسيم التي تعتبر هي الشاهد على ذالك والا لو سمحت أمريكا لقوات الحشد الشعبي وهي تعرف بأسها وقوتها وخشية داعش منها وأنسحابها أمامها هربا وخوفا لتحررت الرمادي وربما تتحرر نينوى ايضا بوقت قياسي . هذا الواقع الذي نعيشه الان قبل عام ونصف لم يكن كذالك وخريطة اليوم لم تكن هي الخريطة قبل عام ونصف المتفق عليها فقبل عام ونصف وبعد دخول داعش الى مدن الموصل وتكريت وديالى وبوادر دخولها الى الرمادي قبل الانسحاب كان الموضوع ليس هكذا كما هو المخطط له استمرار زحف داعش الى مدن أخرى ومنها بغداد وربما بابل وكربلاء والنجف فشعر العراقيون بقوة داعش ومن خلفها وهم يرمون بالمدن خلف ظهورهم متوجهين الى مدن كانت عصية عليهم لكن بالوقت عينه هي نقاط القوة ونقاط الضغط مما حدى بمرجعية النجف الاشرف الانتباه الى المخطط مبكرا لتعلن عن الجهاد الكفائي وقلب الموازين لاسباب معروفة جعل المراقبين والمخططين ينتظرون ما ستؤول له الامور بعد الفتوى وفعلا حدث ما لم يكن متوقع من قبل الاطراف السنية والكردية والدولية ولكن معروف لدى الاطراف الشيعية التي توحدت بأحزابها وقواعدها ودفعت برجالها الى المعركة للحفاظ على كيان شيعي سيصبح دولة شيعية شاء الاخرين ام ابو دولة تعتبر هي الاقوى بين الاختين العاقين والمعاقين وقوية باقتصادها وبسكانها وبمواردها وبرجالها وايضا قوية بنهجها المرسوم لها من قبل رجالات يعرفون كل بواطن وأهداف الاحداث القادمة . ثلاث دول نعم يجب أن نقر ونستوعب ان العراق سيكون ثلاث دول بأعلام مختلفة وبعواصم مختلفة ولهم سفارات وربما سيكون حسن الجوار والمصالح هو الهدف للتفاهم القادم وحقن الدماء وإيقاف النزيف الدائم ولعل هذا الوضع سيقوي الدول الثلاث بعد أن تشعر أنها وصلت الى مرحلة اللاعودة فتبدأ المعاهدات والاتفاقيات مع الدول الاخرى وكل سيرسم سياسته كما يريدها هو ولو أن البدايات ستكون جدا صعبة وستحصل الكثير من المشاكل لكن الدول الباحثة عن مصالحها كفيلة بحلها والقضاء عليها وعند ذاك سيتحقق الهدف الكبير الذي تحدث عنه (بن غوريون ) في يوم ما عندما كان أول رئيس وزراء لإسرائيل قال . علينا أن نفتت ونقسم ثلاث دول وهي العراق وسوريا ومصر ليس بعلومنا وقواتنا وفهمنا بل بجهل ابنائهم .
|