الرد العراقي


وصلنا الى نقطة اما حياة او موت ،وعلينا ان نستعد، او نندم حيث لاينفع الندم ، فالله يقول ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ) 60 الأنفال ،والرسول الكريم حفر خندق لعتاة العرب وحلفهم الملعون الشبيه بحلف اليوم ، فهل ننتظر ان يصلوا ديارنا فنخليها لهم لنحل نازحين على الدول المجاورة ، هل نبقى ننتظر ان تنفخ الروح في حكومة العبادي واصلاحاته الذي يذكرنا ببطولات الصحاف ايام سقوط بغداد ،على اي حال الرجل استرجع وعاد ليقول الحقيقة :
أن مدحت المحمود لايمكن إقالته أو استبداله لأنه ليس ضمن صلاحياته ويدعوه بأدب أن يباشر بإصلاح قضاءه .
وعن مجلس النواب ..قال مستحيل حل المجلس لأن حكومته ولدت منه ..وفي حال حل مجلس النواب ستحل الحكومة .
وعن مجالس المحافظات ..أشاد بدورهم الايجابي بمراقبة المحافظات وأكد عدم التفكير حتى بحلهم .
كما ذكر أن الموازنة لسنة 2016 تطلع مطلوبه،ولم يذكر اي اهتمام بأستثمار طاقات البلاد ومواردها،كما طلب من الشعب ان يتحلى بالصبر،وقد نقل ناشطون التقوا به في الخضراء ،انه رفض طلبهم ان يستقيل من حزبه ،ورفض ان يتنازل عن جنسيته الثانية 
،واصبح معتاد التشكي من تعطيل الأحزاب لأصلاحاته الوهمية في حقيقتها .
غير ان الغريب ان كل ماعرضه العبادي لم يكن يبرر التصفيق والهتاف الذي قابله به البعض ،والذي ان دل على شيئ فأنه يدل على ان شعب العراق لايعرف ماذا يريد ،ومن الصعب ان يهتدي الى الطريق الصواب ،وان افضل مايجيده هو الأنجرار للحساسيات المذهبية والطائفية والقومية التي بدأت تؤثر في وحدته وبناءه المتماسك منذ الاف السنين .
وهذا ماكشفه سياسيوا الصدفة الذين يقودون البلاد اليوم ،حيث وجدوا ان افضل سلعة للبروز وحصد الأصوات الأنتخابية هي العزف على وتر الطائفية واثارة الحساسيات المذهبية والدينية ،فتراهم لايتسابقون لما يوحد العراق ويعمل على قوته وتماسكه ،بقدر ما ينعقون بالفرقة المذهبية والطائفية ،ويرتمون في احضان الدول المجاورة لتحقيق هذا الهدف ،دون ان يكون هناك رقيب لأيقاف ذلك عند حدود مقبولة .
وبعد كل ماجرى ،فحتى لو خرجت عن حكومة العبادي وقائع جيدة باتجاه الأصلاح ،وهذا مستبعد بعد تخفيض رواتب الموظفين والمتقاعدين،فلن تكون لها اي مصداقية لدى الشعب ، بسبب اليأس وبسبب ظهور العبادي على حقيقته ،لايمكن ان يكون بطلا ً قوميا ً كما تخيل الناس بادئا ً .
تهديدات جدية ورد ضعيف :
برزت في الفترة الأخيرة تهديدات جدية تلقي بظلالها على الواقع العراقي ،مثل التحرك الأمريكي والغربي لأدخال قوات الى العراق بالضغط على حكومته ودون الطلب منها ، متبوعا ً بدخول قوات تركية بالتنسيق مع الأكراد ،ثم اعلان السعودية اقامة حلف أدعت انه ضد الأرهاب ، ولكن اي أرهاب والسعودية البلد الأول بالعالم الذي يدعم عصابات داعش فكريا ً وماديا ً ،وهي البلد الثاني الذي يمدها بالمقاتلين بعد تونس ،فهي وان اغرت الآخرين ببريق أموالها التي تجند للأرهاب بينما شعبها يعيش اسوء الظروف ، فأنها لن تخدع شعب العراق الذي يعرف جيدا ً من يتآمر على بلاده ومن يمد الأرهاب بالدعم طيلة سنوات المحنة .
لايمكن ان ننسى ما اطلقه بندربن سلطان آل سعود ، وبصورة واضحة أن 100 مليون مسلم من طائفة معينة في الشرق الأوسط سوف تحل بهم الكارثة ،وهذا قبل انطلاق داعش ، ان من شأن هذه التصريحات إقناع كثير من اتباع هذه الطائفة بأنهم ضحايا حملة تقودها السعودية لمحوهم . وهم لا يرون أن الخطر محصور في الجانب العسكري بل هو نابع من النفوذ المتزايد للوهابية ، ومن المعلوم أن الوهابية ، وهو المذهب الذي تعتنقه السعودية، يدين الشيعة وغيرهم من الطوائف الإسلامية ويعتبرهم كفرة مارقين ، ولكنه اثبت تعاون وتنسيق ممتاز مع الصهيونية .
اما الحكومات الغربية فقد دأبت على التقليل من شأن العلاقة بين السعودية والفكر الوهابي،خدمة لمخططاتها ومصالحها، ولكن هذه العلاقة قائمة وليس في الأمر سر أو مؤامرة، فخمسة عشر شخصاً من أصل التسعة عشر الذين اختطفوا الطائرات في 11 أيلول كانوا سعوديين، وكذلك كان بن لادن والعشرات من فرسان القاعدة وداعش وشيوخهما وشيوخ الأفتاء فيهما .
تعاون السعودية مع الحركات الارهابية ،وردت عليه إشارات في الوثائق الرسمية الأميركية المسرّبة. ففي كانون الأول 2009 كتبت وزيرة الخارجية السابقة “هيلاري كلنتون” في برقية نشرها موقع “ويكيليكس” تقول :
تبقى السعودية قاعدة التمويل الأساسية لتنظيمات القاعدة وطالبان وغيرها من الجماعات الإرهابية، وتضيف كلنتون في برقيتها أن السعودية لم تتحرك ضد القاعدة إلا بعد أن رأت فيها تهديداً داخلياً وليس بسبب نشاطاتها ضد الآخرين . 
هل ان هذا غير واضح لأولئك السياسين العراقيين الذين يؤيدون الحلف السعودي الجديد ،ام ان ذلك هو عنوان ضعف الحكومة العراقية ،واشارة الى نهايتها حيث ان ذلك بيان للفوضى وعدم وجود قرار موحد يسوس البلاد ومصالحها ،فالعراق سيكون ساحة لصراعات مصالح كبرى ،وسيذهب بين الأرجل اذا لم يعود الى سابق عهده عراقا ً قويا ًموحدا ًيقوده العراقييون ويحمون حدوده بأنفسهم ،غير متكئيين على اي جهة في علاقات لاتتوفر فيها الندية .