عوامل الخير والشر في الإنسان

 

خلق الله سبحانه الانسان ..وخلق في تكوينه العقلي والانساني عاملين مهمين يجريان معه مجرى الدم حتى تحين ساعة عودة روحه الى خالقها بعد اختبار زمني يختلف في مدته بين بني البشر ..فمنهم من تدق ساعته خلال سنين قليلة وترجع روحه الى بارئها ..واخرين من يعمر في هذا الاختبار سنين طويلة … وكثير من كُتب عليه العيش بوسطية العمر بين هذا وذاك….. وأسس فكرة الخلق الاساسية في الحالات الثلاث هي عبادة الخالق ..والدليل على ذلك قوله سبحانه:

 

((وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )).

 

اما العاملان المهمان اللذان خلقهما الله سبحانه مع الانسان ..فهما عامل الخير والشر ..وهذان العاملان يظهران في سلوك الانسان في ظروف معينة ..فمنهم من تجد سلوكه العام يميل الى العنف والجفاف والتعالي وكراهيته الاخرين وحب الذات في تعامله مع البيئه التي يعيش فيها مثل اصدقائه.. زوجته .. أولاده ..

 

وهنا تغلبت على تكوينه الانساني عوامل الشر على عوامل الخير …بسبب طبيعة التربية القاسية التي عاشها وترعرع عليها منذ طفولته ..انعكست على سلوكه العام في المجتمع الذي يعيش فيه.

 

وعلى العكس من ذلك فهناك من البشر من تجد في سلوكه العام من يسرك لقاءه والتعامل معه ومعاشرته ..بسبب ميوله في التعامل الى الخير والمحبة والتفاهم ونكران الذات وحبه لمساعدة الاخرين وتذليل كل الصعاب التي يجدها في مجتمعه قدر استطاعته.. وبالتأكيد فان اول من تنعكس عليه هذه الصفات ..هي زوجته واولاده ..واسرته بشكل خاص ومجتمعه بشكل عام.

 

وهنا لابد من تحديد اسباب نمو هذه العوامل ووصولها الى مرحله لايمكن معالجتها وخصوصا عوامل الشر …وكيفية قيام المجتمع بتنمية عوامل الخير وانتشارها بين الافراد والجماعات لنحصل على مجتمع سليم واسرة سعيدة فيها الانسان خال من كل العقد الاجتماعية..

 

تعتبر الحياة الاسرية التي يعيش فيها الطفل من اول العوامل واهمها في نشأته وتنمية سلوكه ..فمتى ما كانت علاقة الوالدين يشوبها الكثير من المشاكل ..في حياتهما كصراخ الاب وعدم احترامه لزوجته وضربها امام اولادها ..اضافة الى ذلك فاقة العيش التي يعانون منها وانانية وحب الاب لذاته ..واهمال اسرته وعدم معاملة اطفاله بحنان وعطف …كل هذه الامور تشكل بيئة خصبة لتنمية عوامل الشر لدى الاطفال تنعكس على سلوكيتهم في التعامل مع المجتمع عند الكبر .. وهنا لااريد ان اعلق كل هذه السلبيات على سلوك الزوج (الاب) بل هناك من الزوجات (الام) من لها سبب رئيسي وفعال في انحراف سلوك الاولاد التي ستؤدي بالنهاية الى اضرار تلحق بالمجتمع بأستمرار …لان عوامل الشر هنا ستتكاثر من جيل الى اخر دون انقطاع …وهنا لابد من الاشارة ان عدم ثقافة الانسان وتخلف البيئة التي يعيش فيها ..تعد سبب في عدم تفكير الاب ..بما ستترتب عليه نتائج افعاله الشريرة .. على زوجته واولاده …فالانحراف والسقوط في وحل الرذيلة ..هو احد اسباب ونتائج هذا السلوك ..عقد وسلوك منحرف وعدوانيه في سلوك الاولاد ..سبب اخر ونتائج سلبية لعوامل الشر في سلوك الوالدان وخصوصا سلوك الاب .. والعكس من ذلك تماما ..عوامل الخير التي تنتج للمجتمع بشكله العام جيل نافع حسن السيرة والسلوك والاخلاق ..ينشر الخير والفائده لاسرته ومجتمعه الكبير الوطن ..ويكون عاملاً مساعداً في نهضته وتقدمه ..

 

لذلك ادركت المجتمعات الغربية اهمية بناء الطفل ونشاته وتربيته ..وعملت على سن قوانين اجازت لبعض المنظمات المختصة سحب الاطفال من والديهم وقيامهم بتحمل ما يترتب على تربيتهم ..حال شعورهم ان هؤلاء الاطفال يعيشون في بيئة ستؤثر على سلوكيتهم مستقبلا …مما سينعكس ذلك سلبا على حياة المجتمع …

 

وفعلا حصدت المجتمعات الغربية نتاج ما زرعت من الخير ..انعكس ذلك  على تقدمها العلمي والتكنلوجي ..واصبحت قبلة لبقية الشعوب نتمنى نحن دول العالم الثالث اوالدول النامة ..والمتخلفة ..ان نحذو حذوها وان نصل الى القليل مما وصلت اليه هذه المجتمعات من تطور حضاري وعلمي وتربوي .. فهل من متعظ..؟؟؟؟