بتوجيه من باراك أوباما أِنسحبت القوات التركية من الأراضي العراقية !! وكأن أوباما هو الذي يترأس جمهورية العراق ! صياح ونياح وصراخ لأسابيع وبيانات مختلفة من هنا وهناك من داخل المنطقة الغبراء وخارجها طالبت غول وأردوغان بالأنسحاب فلم يستجب أحداً منهما ! فتركيا تعرف ان سيادة العراق قد اصابها التصدع من فرط غياب المارد وتعمده ان يغيب الغيبة الكبرى تحت قمقمه فهو يعرف أن التجربة تسير وفق ما مرسوم لها من سياسة تهدف بالأساس الى تمزيق العراق وتقسيمه فهو مارد للباطل وليس له علاقة بالحق من بعيد او قريب !
كيف لاتتصدع سيادة العراق عندما يحكمها اشخاص غالبيتهم فرطوا بالجنسية العراقية وحصلوا على جنسيات اخرى أقسموا على ان يكونوا موالين لها ؟
كيف لاتتصدع وحدة العراق والأحزاب التي تحكمه قد صُنِعت خارج العراق من اجل ان تنفذ اجندة خاصة جُلَّ مافيها تقسيم وانتقام وطائفية ؟
كيف لاتتصدع سيادة العراق وكل حزب يشارك في الحكم يعمل للدولة التي صنعته ؟
زمن رديء وزمن عاق هذا الذي يجعلنا نتحسر على سيادة العراق التي كانت تمثل خطاً أحمر لايمكن تجاوزه رغم عقوق من حَكمَ العراق الحديث منذ تأسيس الجمهورية العراقية .
زمن منحرف تماماً حين يُدَمَر العراق وقد كان سيداً عَبرَ التأريخ ! والأكثر انحارافاً تلك الأصوات التي تَّدّعي حرصها على سيادة العراق وقد سبق لها أن باعت كل شيء للأجنبي حينَ ارتضت لنفسها أَن تكون ذيولاً عميلة بشخصيات مسخ هدفها الأساسي أرضاء دولاً بعينها !
بعضهم جاء لنا بلباس المظلومية فتحَولوا الى طغاة ظالمين لاهَّمَ لهم سوى جمع السحت الحرام وقتل الناس وتفتيت وحدة المجتمع على أَساس عرقي وأِثني وطائفي فتَفوقوا ونجحوا في أنعاش المقابر بعد أَن ماتت لديها الضمائر فأستحال العراق في ظل حكمهم الجائر الى خراب تنتعش فيه الأحزاب التي أسست للطائفية والأحتراب فقتل من قتل وهجر من هجر ونزح من نزح وقائمة الكوارث تطول وتطول من فرط اعمال اقل مايقال عنها انها اعمال وحشية طمست الهوية الوطنية ومزقت هيبة العراق السيادية فغاب القرار العراقي وغيب بالكامل ليحل محله القرار الأمريكي والأيراني ليتصارعان على ارض العراق بوساطة احزاب عميلة لكل طرف وليقع المواطن العراقي بين مطرقة العميل الأمريكي وسندان العميل الأيراني ومابينهما من ذيول لمخابرات العالم !
الدنائة الحقيقية أَن كل الذين حكموا العراق والذين شاركوا في حكمه أحزاباً وجماعات تَّدَعي حرصها على سيادة العراق وكأَنَ الأجيال التي سَكَنَت المقابر وهي بمئات الآلاف هي من خرقت السيادة ! وكأن الأجيال التي تسكن دون غذاء او دواء هي من عاثت في العراق لتحوله الى ساحة للعملاء والمخربين وكأن من يسكن العشوائيات هم من نهبوا ثروات الشعب !
هؤلاء الذين يتباكون على مايسمى بالسيادة ومن فرط وقاحتهم يعتقدون انها تعني الولاء لدولة بعينها وتنفيذ أوامرها فهذا يوالي أمريكا وينفذ اجندتها وذاك يوالي السعودية وينفذ برامجها والآخر يستميت من أَجل ولاءه لأيران ومثله لتركيا وقطر ولانستغرب أِن وجدنا من يوالي الصومال وأفغانستان حتى تحول العراق الى ساحة للصراعات الدولية والأقليمية وبأشراف بعض اشباه الرجال الذين قدموا العراق كفريسة على طبق من ذهب لأعدائه !!!
مفهوم السيادة ياساسة الزمن الغابر لايمكن أن يكتمل حتى لو بقي في البلد جائع واحد خاصة في بلاد تغرق بالثروات النفطية وغير النفطية . مفهوم السيادة سيكون بعيداً عن بلد انتشرت فيه العشوائيات وأحياء الصفيح ولايمكن الحديث عن سيادة بلد تعيث فيه الطائفية .
نفاقكم لايمكن له ان يمر على عقول العراقيين فقد خبرناكم وعرفنا أن استقرار البلاد ليس من صالحكم وأن الديمقراطية الحقيقية لاتنسجم مع توجهاتكم التي تعتمد الأستمرار في نزيف الدم والأموال .
لاسيادة في بلد ينتشر فيه الفقر والجوع .. ولاسيادة في بلد نصف مساحته تغلي حروباً عبثية مصطنعة .
ولاسيادة في بلد تنتهك فيه حقوق الأنسان وتستشري فيه ظواهر الأمية والتخلف والفساد المالي والأخلاقي والأداري كما لاسيادة في بلد يهتم ساسته في زيادة الحقد والأنتقام اكثر من اهتمامهم في تطوير ذلك البلد ! أِذاً لاسيادة للعراق ! نعم لاسيادة للعراق طالما أَن الوطنية ومن يحملها متهمون بالخيانة بينما الخونة والعملاء يتسيدون ويحكمون من اجل التخريب والتدمير ! تباً لنا على ماجئنا به من خيارات بائسة عبر مايسمى بالأنتخابات وكان حالنا كما براقش حين جنت على نفسها !!