وداعاً كانون الأول

 

أحياناُ تردنا أشياء على أطباق من الفضة لكننا لا نجد رغبة بها …

 

وأشياء أخرى تبتعد رغم إرادتنا القوية لها …وثمة أشياء أخرى لا نطول أن نحلم بها والأرجح قد يتحتم علينا أن ندفع سلطة العقل على غزو موطن المشاعر الذي ربما سيستسلم بيوم ما لقوات ومغريات العشق وإن كان قد تسلح بكل أسلحة الدمار ومفاعل قتل الحب.هكذا سأودعك يا آخر الشهور بحكاية أرويها قد أكون قاتلاً أو مقتولا، فكلما جهزت أمتعتي للسفر من عام يمضي ويرغمني على غلق أبوابه بعد إحتضان تلك الأمتعة أجدها لا تتطلب سوى حقيبة واحدة فكم من الوقت نحتاج لنسترجع الذكريات ..؟ وعن الآهات نتحدث في دواخل حقيبة الأيام فلم تهدنا إلا سمرة الوريقات والآم تلك الأقلام التي لا تطرب إلا بعد أن تدق ساعات العتب منتصف الليل، ربما يخيل لهم بأن الأحلام قد ملأت منام ليالينا، لكنهم لم يدركوا بأن حلم الشوق بعيون يقظة أكثر إلاماً. بأي شيء اوقن ..؟ بأنك قرأت كلماتي ..؟ أم إنك لم تقرأ..؟ بأنك فهمت حروفي ..؟ أم إنك لم تفهم ..؟ ربما سيقرأها غيرك كأبجدية العشق حرفاً … حرفاً لعهدهم إيقاد العمر شمعة تنير محيطنا دون أن تكتسب منه شيئاً رغم علمهم بأن السنوات تذوب دموعاً الواحدة تلو الأخرى حتى تنتهي شمعة ذلك العمر إكراماً لقلب لا ينحني سأخبرك شيئاً يا عامي المقبل، سأخبرك بما تجهل، في عالمي من نعشق ونترقب اللحظات لرؤيتهم دون أن يعلموا … ومنهم من نعشق لكننا نكابر برغم علمهم، نشاطرهم … ويشاطروننا، نتظاهر بصلابة القلوب … ويردون بأصلب منها، فنعود لندمي المشاعر لنكون نحن من يدميها، بينما تعكس عيونهم صوراً لأجمل الأحلام مغدورة.نرحل … ويرحلون لا نجد إلا ونحن بين أشواك الوجع ننصت لأغان مرت عليها عقود من الأزمان طرباً، بينما هم سيسلكون طرق الرحيل ليثبتوا بخطواتهم المتبعدة لا معنى لنا بحياتهم حتى إن مطرت الغيوم صيفاً أحلاماً مغتالةً.وعلى إيقاع أوراق الخريف تنتهي تلك الحكاية بوسائد تحتضن الدموع، فماذا تخبئ لنا من حكايات بعد حينما تعود يا آخر الشهور ..؟ فعلى أعتاب تلك الأبواب ننتظر.