حان وقف القتال في سوريا

 

تبنى اعضاء مجلس الامن الدولي بالاجماع قرار وقف القتال ودعم خطة سلام في سوريا خلال جلسة عقدت مساء السبت 19 كانون الاول 2015 يتضمن محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة وكذلك وقف لاطلاق النار،الملفت للنظر ان القرار لم يشر الى مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد،ووافق اعضاء المجلس الخمسة عشر بالاجماع على القرار في مشهد نادر يحدث بين اروقته عندما يتعلق الامر بسوريا ،ويدعو القرار الى بدء محادثات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة في مطلع كانون الثاني 2016 كما يؤيد وقفا لاطلاق النار بين طرفي النزاع في سوريا .اسفر الصراع الذي دخل عامه الخامس في سوريا عن مقتل اكثر من 300 الف شخص  وتشريد ملايين السوريين بين نازح ولاجئ في دول الجوار والدول الاوربية،وبلغت قيمة خسائر قطاع النفط وحده اكثر من خمسين مليار دولار ،وسجلت الخسائر الاقتصادية اكثر من 203 مليار دولار نتيجة توقف الصناعة وفقدان نحو 3 ملايين شخص عملهم ،اما القطاع الزراعي فبلغت خسائره نحو ملياري دولار. ناهيك عن تدمير البنية التحتية للبلاد وتدمير مساكن المواطنين وتدمير التراث والمناطق الاثرية والمساجد والاضرحة والحضارة .لم يشر القرار الى مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد وبقائه في السلطة وهي نقطة خلاف واضحة بين واشنطن وموسكو،وتريد واشنطن من الاسد ان يرحل ارضاء”لعملائها الاتراك والسعوديين والقطريين ،بينما ترد موسكو على هذا الطرح ان الشعب السوري هو الذي يقرر مستقبل الاسد، وتؤيد فكرة واشنطن فرنسا وعلى لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس بالقول ان المحادثات المقبلة بين الحكومة السورية والمعارضة لن تنجح الا اذاكان هناك ضمانات بشأن رحيل الرئيس السوري بشار الاسد ،واكد فابيوس ان فكرة ترشيحه للانتخابات المقبلة فكرة غير مقبولة بالنسبة لنا .لقد منعت حالة العناد بين الدول الكبرى في مجلس الامن التوصل الى حل سياسي لانها الصراع في سوريا،واكد الجميع ولسنوات عدة انه لايوجد حل عسكري للازمة السورية،ويفضل الجميع الحل السلمي .رحبت روسيا التي رمت بثقلها السياسي والعسكري لاقناع الدول الغربية التنازل عن شرط رحيل الاسد ،ولكن يبقى موقف المعارضة السورية التي تصر عل رحيل الاسد ،هذا الموقف الذي قد يعيق اي تقدم لاحلال السلام ،وقال وزير الخارجية الامريكي الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الامن ،ان قرار مجلس الامن الاخير بعث رسالة لكل الاطراف المعنية بان الوقت قد حان لوقف القتل في سوريا ،ووصف كيري القرار بأنه علامة فارقة لان يضع اهدافا محددة وجداول زمنية ويدعوالى وقف لاطلاق النار يتزامن مع محادثات السلام،واشارالقرار ان الموقف ضد الجماعات الارهابية المتطرفة لن يتغير وهو يعني استمرار الضربات الجوية التي تشنها روسيا والتحالف الدولي بقيادة واشنطن .ويؤكد مجلس مجلس الامن دعمه لاجتماع جنيف في حزيران2002 حول الانتقال السياسي في سوريا ،ويصادق على اجتماع فينا،ويستند القرار على العناصر الواردة في خريطة الطريق التي اعدتها القوى الكبرى خلال اجتماعي تشرين الاول وتشرين الثاني في فينا ،ثم اعقبه اجتماع ثالث في نيويورك الجمعة 18 ك1  2015 بحضور 17 وزيرخارجية،ويطلب القرار من الامم المتحدة تحديد مهلة شهر لارساء الية مراقبة وتثبيت لوقف  اطلاق النار،على ان لا يشمل الفصائل الارهابية المتطرفة التي تقاتل على الارض السورية مثل جبهة النصرة وداعش وغيرها ، ويشدد القرار القضاء عل الملاذات الامنة لهذه التنظيمات في سوريا وطردها من الاراضي السورية التي تحتلها .السوريون هذه المرة عازمون على تخليص بلدهم من شر الارهاب والتخلص من الموت والدمار والخراب والاتون الملتهب الذي لايبقي ولا يذر، ويحدونا الامل ان يكون عام  2016 عام السلام والامان والاستقرار في سوريا .