الرمادي المحررة ( صينياً ) |
لم اقرا طوال احداث التاريخ من طروادة وحتى تحرير حي التأميم في مدينة الرمادي أن قائدا عاما للجند يترك بلاده على بعد ساعات من تحرير مدينة احتلها عدو غاشم ويصعد طائرة الايرباص ليزور دولة اخرى. لكن السيد ( حيدر العبادي ) فعلها وقلبها وضميره وايمانه يقول انه ترك رجالا يأكلون اللظى في سبيل استعادة ما فقدوه ، وهذا من حقهم ، فليس اشد الما على وتر الوطنية والعاطفة الإنسانية ان يرى الأنسان مدينة من مدن بلاده يسلبها حفاة مبهمون اللغة والاشارة ومخدرين بحبوب الكبسلة والفتوى الهجينة ويسرقون مدن بلاد الرافدين. وأظن أن مغادرة البلاد في زيارة بروتوكولية او حتى اقتصادية او تسليحية ينبغي ان لا تكون والرمادي ( المدينة ) تنتظر الخطوات الاخيرة للتحرير ، لان المهمة التي ينبغي ان يكون فيها القائد في اللحظة الحاسمة ان يكون مع جنده وليس في بكين يتناول طبق سمك ( السوشي ) الصيني اللذيذ. وإذا يقول مكتبه الاعلامي ان الزيارة من اجل دعم وسلاح وعتاد ، فالصين لا تعطي ببلاش ويمكننا عقد الصفقة حتى ببريد الانترنيت .فالأف الصفقات اليوم تعقد وتنفذ بالتراسل وعبر الياهو والهوتميل. ترك المعركة في ( أوارها ) والذهاب الى بلد آخر لن تمليه اي ضرورة قصوى ، فأنا اشعر ان الاحساس بحراجة اللحظة ودقتها وانتطار فرحها لن يجبر اي قائد لينزل عن صهوة جواده ويضع العطر ويسافر الى آخر الدنيا ، من اجل سلاح او بيع نفط او توريدنا الدشاديش والمولودات الكهربائية سريعة العطب وسيارات الصن الرديئة البدن. كان على رئيس الوزراء ان يؤجل ( السياحة ) البروتوكولية الى الصين حتى الانتهاء من تحرير مدينة الرمادي . وليتذكر ان نابليون في احدى معاركه على حدود بلاده مع بريطانيا اصيب بحمى ونصحوه بالريف النمساوي . ضحك وقال : وهذه الارض الفرنسية من لها..؟
|