جمعة وسبت |
(بال PAL) هو خط تناوب الصورة التلفزيونية، وهو نظام لتشفير الألوان يستخدم في أنظمة البث التلفزيوني في دول العالم التي تستخدم التيار الكهربائي 50 هرتز. ومصطلح “خط تناوب الصورة” حسب الموسوعة العلمية هو وصف للطريقة التي يتم فيها عكس جزء من معلومات اللون على إشارة الفيديو مع كل سطر.
و(سيكام) أيضا هو نظام لتشفير الألوان في التلفزيون، وقد تم استعماله أول مرة في فرنسا، ويعدّ أول أنظمة البث التلفزيوني الملون في أوروبا.
ففي الخمسينيات من القرن الماضي، عندما خططت دول أوروبا الغربية لإنشاء تلفزيونات ملونة، اذ ذاك واجهتهم مشكلة أن المعايير الأمريكية لا تناسب تردد التيار المتناوب المطبق في الدول الأوربية، فضلا عن ان النظام الأمريكي أظهر العديد من نقاط الضعف بما فيها انزياح الألوان أثناء ظروف البث السيئة، فتم تطوير المعايير ما أدى إلى ظهور أنظمة بث أخرى وتقديم معيار للتلفزيون الملون ذي تردد يتناسب مع التيار الكهربائي السائد في أوروبا.
ويعدّ والتر بروخ، وهو مهندس ألماني في هانوفر، أول من طوّر نظام بال، وحصلت شركته على براءة اختراع عام 1962، وقد تم الكشف عن نظام تشفيره اللوني عام 1963، وأصبحت قناة بي بي سي أول من يستخدم معيار البث الجديد عام 1964، كما قامت الشركة ذاتها بعد توسعتها بتطوير نظام سيكام، الذي يعد تاريخيا أول نظام معياري للتلفزيون الملون في أوربا.
والشيء بالشيء يُذكر، فبعد صعود السادات إلى سدة الرئاسة المصرية وارتداده عن خط عبد الناصر وإعلانه الصلح مع إسرائيل، انبرى عديد من الكتّاب والصحفيين الذي كانوا ينادون برمي “الدولة اللقيطة” في البحر فإذا بهم يُشبّهون معاهدة “كامب ديفيد” بصلح الحديبية الذي أبرمه الرسول محمد مع طغاة قريش، فصار الإعلام ينعت هؤلاء المنقلبين على أعقابهم بأقلام بال ـ سيكام تهكما ونكاية واستحقاقا.
وعندنا بعد 2003، صار كمّ لا بأس به من الكتّاب والصحفيين يطلقون صفة “الدكتاتوري” و”المقبور” على النظام السابق، بعد أن سوّدوا صفحات الجرائد طوال 35 عاما برديء الكتابات، وبعد أن جمّلوا الحروب الطاحنة القبيحة ووصفوها بالقادسية المظفرة تارة وتارة بالأنفال وأخرى بأم المعارك، وأنكروا أن يرفع شعبنا رأسه عام 1991 فـ “وصموا” الانتفاضة بصفحة الغدر والخيانة، فيما هم الغدرة والخونة وحملة أقلام بال ـ سيكام.
وقبل يومين، كنت جائلا بصحبة صديق في شارع المتنبي، فأشار صديقي إلى صاحب قلم معروف وقال:
ـ هذا بال ـ سيكام.
فنهرته وأوضحت له أن “هذا” لم تكن له علاقة بالنظام السابق، لا من بعيد ولا من قريب، فأجابني:
ـ أعرف، أعرف ولكنه تظاهر الجمعة وتظاهر السبت أيضا.
|