الجامعة العربية .. إرادات وتحالفات

 

 

كثرة التحالفات لمواجهة الارهاب ، وأخرها التحالف الاسلامي ، كشفت ليس ضعف الجامعة العربية فقط ، وانما نهاية دورها كمؤسسة قومية اقليمية ، تضم عددا يمثل رقما كبيرا بين مثيلاتها من التجمعات النظيرة ، وليس بامكانها أن تكون اطارا جامعا ( للقوة العربية !! ) في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية في حالة استمرار هذه التحالفات …

 

وما تقوم به اليوم من فعاليات  واجتماعات  فهي لا تتعدى البيانات  والكلمات والشجب والاستنكار والمناشدات وهي رمق سنوات الشيخوخة ، عله يساعدها ويثبت حضورها ، كشكل  لكنه خال  من المضمون الفاعل …

 

وهناك حقيقية  قد يتصور البعض من المعنيين بالشأن العربي أنها غائبة عن المواطن العربي ،  ولكنه يعرفها جيدا ، وهي ان الجامعة العربية لم يعد لها وجود ،  بعد احتلال العراق وليبيا ، واستمرار الاحداث  في سوريا والعراق وليبيا واليمن ، ولم تعد غير مبنى  يترأى للناظر من الخارج أنه  ضخم وعال ، ترفرف عليه راية  ، لم يفهم معناها المواطن العادي اليوم ، وغاب معناها سنوات طويلة ، بعد الانكسارات الكبيرة ، فيما يراه من عاش تجربته أنه شبح من الماضي او ( ديكور على حائط  الزمن ) دون حياة في داخله . .

 

هذا ما يراه الكثير من المراقبين والسياسيين ، مما جعل البعض يتساءل ماذا بقي اذن للجامعة  العربية من وجود ، وما مبرر بقائها ، اذا توزع أعضاؤها على تحالفات تحت مسميات مختلفة لمواجهة مشكلة ما كان لها أن تأخذ هذا المسار الخطير ، لو قامت مؤسساتها الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية على مدى عمرها الطويل ، بواجبهاتها القومية ، وتفعيل العمل العربي المشترك بشكل يكون له عائد  وتأثير على  المواطن العربي بدل أن يقع المغفلون من الشباب في حبائل منظمات الارهاب الذي اصبح  هو التحدي الاول ، وتوارت أمامه تحديات  وقضايا  خطيرة تتعلق بمصير العرب ومستقبلهم ..

 

و لكن كيف لها أن تحقق ذلك !! والدول العربية  تضع حواجز عالية  وجدرانا عازلة لمنع   المواطن العربي من التنقل والاقامة والعمل  فيها ، وبعضها تتشدد عليه حتى  في المرور عبر اراضيها لدولة اخرى ، واخرى تنظر له من رؤية طائفية وشك وريبة وتستعين بالعمالة الاجنبية بالرغم من نسبة البطالة العربية العالية التي تعرفها جيدا منظمة العمل العربية شقيقة الجامعة العربية  ..

 

و تلك التحالفات ومنها التحالف الاسلامي  الجديد (  23 دولة ) ولدت مخاوف  كبيرة عند الكثير من المراقبين من أن تلقي بظلالها على الواقع العربي  ، وقد تكون مقدمة لانقسام عربي أكثر خطورة  مما هو عليه  اليوم ، والدخول في حروب مباشرة  بين العرب أنفسهم على الارض  السورية ، بعد أن تهرب الحلفاء منها لخطورتها الفادحة بعد أن جربوا نتائج احتلال العراق الخطيرة .

 

ولذلك هناك من يرى أنه  كان يمكن الاستعاضة عن هذا التحالف  بعمل استخباري وأمني  تنسيقي بين الدول العربية من خلال المؤسسات المعنية بهذا الجانب في الجامعة العربية ، خاصة وأنه أصبحت الفرصة  ربما مناسبة للحل السياسي بعد قرار مجلس الامن  الدولي الاخير بالموافقة على خارطة عمل سياسي للازمة السورية ، واعتراض العراق لعدم مفاتحته بشأنه ، واستبعاد سوريا عنه ، وهما معنيان اكثر من غيرهما بهذا الموضوع ، ناهيك عن اختلاف وجهات النظر لأعضائه بشأن الارهاب ورؤيتهم للمنظمات والفصائل المعارضة ،  وما الى ذلك من قضايا خلافية اخرى  … فلماذا كل هذه العجالة ..؟..

 

أن غياب دور الجامعة العربية وتوزع دولها على تحالفات ومحاور خارج اطار صفة ( العربية ) يجعل اتفاقياتها حبرا باهتا على ورق تهرأ بفعل مرور الاعوام  ، ووجودها مجرد مبنى ضخم  لمحتوى هرم ، ومناصب واجتماعات وقرارات دون تنفيذ ما دامت الى اليوم تقول انها مجموعة إرادات وليس ارادة واحدة  .!!

 

{{{{{

 

كلام مفيد :

 

تحمل قصة يوسف  في القرأن الكريم الكثير من المعاني والدروس  تناولنا بعضها في ( كلام مفيد ) ، ومن دروسها  الاخرى أن الحب لا يعرف الحدود ، وبعد المسافات ، وتحس به  القلوب  ولا تُخطىء ريحه ، قبل أي حاسة في الانسان  ، ولذلك قال ابوهم ( اني لأجد ريح يوسف )  .. فلماذا ندع الكره يتسلل الى قلوبنا بدل الحب والتسامح ؟!!….