أطباء العراق في خطر |
من المعروف أن مهنة الطب مهنة إنسانية وذات تأثير فعال في كل دولة ومجتمع. الدولة التي لايوجد فيها طب متقدم تُعد من الدول المتخلفة البعيدة عن الرقي مهما وصلت في إمكاناتها المادية . من هنا ينبغي على كل دولة مهما كبر حجمها أو صغر أن تهتم بشريحة ألأطباء الذين يشكلون عنصراً فعالاً للحفاظ على صحة جماهير تلك الدولة. من خلال الدراسات التاريخية المتعددة وجدنا أن العراق لديهِ شريحة رائعة من علماء ألأطباء حصراً. ليس من السهولة أن يكون الفرد في أي مجتمع طبيباً إذا لم تكن لدية قابلية علمية وذهن متقد تمكنه من الحصول على درجات متقدمة كي يدخل كلية الطب. في العراق يوجد أطباء أكفاء بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى , مع هذا لاحظنا – وللأسف- ونقولها بكل أسف- أن عقول طبية عراقية كثيرة تركت البلد وهاجرت الى دول مختلفة لعدة أسباب ..منها إنعدام ألأمن ألأجتماعي والوظيفي لهذه الفئة المهمة من فئات العاملين في العراق. نرى الكثير منهم هاجروا الى دول متقدمة وحصلوا على مكانة راقية هناك. ماذا يبقى في البلد إذا هاجر جميع ألأطباء- ولنقل ألأطباء الماهرين – ألأكفاء؟ سيكون هناك عجز كبير في المنظومة العلمية لمهنة الطب بصورة عامة وعدم تلبية حاجات المرضى الملحة بصورة خاصة. ما هي ألأسباب التي أدت الى هجرة أغلب ألأطباء العراقيين الى خرج البلد؟ قبل كل شيء نضع اللوم على الوضع ألأمني المزري الذي يعيش فية البلد من بعد التغيير الى هذا اليوم. في ألأونة الأخيرة إنبثقت لدينا في العراق مشكلة كبيرة تتطلب تدخل الدولة بكل أجهزتها ألأمنية للقضاء على ظاهرة ألأعتداء على ألأطباء وقتلهم لأسباب كثيرة . هذا الفوران المنبثق من جهات معينة ضد ألأطباء هل كان بسبب تصرف طبيب واحد وبصورة شخصية أدت الى تفاقم الوضع بهذا الشكل الخطير أم أن هناك سبب وأجندة خارجية تغذي هذا ألأضطراب غير المتوقع ضد فئة ألأطباء بصورة عامة في العراق؟ هل هناك منظمة خارجية تفعل هذا من أجل إخراج العقول العلمية الطبية في العراق وبالتالي تضع العراق والمجتمع العراقي في دائرة من العجز والنقص الكبير في إداء هذه المهنة ألأنسانية المقدسة؟ ماذا سيكون وضع العراق في هذا الميدان لو هرب كل ألأطباء ألأكفاء وتركوا الشعب يئن من أمراضٍ لاتعد ولاتحصى؟ هل هناك جهة مستفيدة من هذه الحملة البشعة لتدمير الواقع الصحي في العراق كي تحقق عن طريق غير مباشر أرباح معينة؟ الدولة العراقية بكل طاقاتها مكلفة بالوقوف الى جانب هذه الفئة من العاملين ونقصد ألأطباء وإلا تحول البلد الى حالة من البؤس لأعداد كبيرة من الجماهير. ربما يتهم البعض فئة معينة من ألأطباء بسبب الجشع المادي تجاه المريض ولكن ليس معنى هذا أن كل ألأطباء هم غير إنسانيين في عملهم ولايطلبوا إلا الربح المادي بأي شكل من ألأشكال. سألت عدة أطباء في العراق عن سبب هذا ألأضطهاد غير المتوقع لشريحة ألأطباء في العراق فحصلت على عدة إجابات . أحد ألأطباء قال بالنص ” .. البعض مجرد حسد او حقد بسبب فشلهم الدراسي مضاف له القليل او الكثير من شعور بالنقص والبعض بسبب تصرفات بعض ألأطباء غير ألأنسانية وجشعهم وهم قلة..ناهيك عن التحريض الخارجي لتدمير هذه الفئة من المجتمع بسبب ذكائهم وثقافتهم الراقية….” أما الطبيبة العراقية المتخصصة في شؤون النساء فقالت ” حملة كبرى من قبل قوى خارجية معادية للعراق من أجل تهجير والقضاء على العقول العراقية من أطباء وغيرهم كي يعود العراق إلى قرون من التخلف بينما كلية الطب الملكية العراقية كانت أول كلية طب على مستوى الوطن العربي وكان الطالب العربي يزداد فخرا عندما يعود إلى بلده محملا بشهادة من جامعات عراقية هذه من جهة و من جهة أخرى نحن في نظر الناس يرتكبنا الغرور والتعالي لذلك يكون ردة فعلهم معاكسة ونظرة الطبيب الجشع لا تفارقهم ولا استثني طبعا عامل الحسد والغيرة حتى من قبل العاملين في القطاع الصحي من غير الأطباء و أخيرا اقول ان الشجرة المثمرة ترمى بالحجارة “. لم أتمكن من ذكر أسماء ألأطباء لعدم رغبتهم في ذكر أسمائهم وأماكن عملهم لأسباب أمنية . سألت طبيب أخر فقال ” جهل في المجتمع وعدم وعيهم وضنهم ان حياة المريض بيد الطبيب وليس بيد الله . جشع بعض ألأطباء وهذه هي الحقيقة. عدم وجود القوانين في البلد التي تردع من يعتدي على الطبيب وانتشار وتفشي حالات الخطف والاعتداء على الطبيب من دون محاسبه هؤلاء الجهله . عدم وجود رقابه من قبل مستوردي الأدوية وبالتالي ينعكس فشل الدواء على التاثير السلبي على المريض وبالتالي ينعكس ذلك على الطبيب المعالج. يعني اني عندي طبيب صديقي ……طبيب عيون وصف قطره لمريض فراح المريض على صيدليه فاخذ القطره اللي هي من الدواء الهندي فطلعت القطره بيها فد اشكال فادى ذلك إلى تفشي فايروس في عين المريض وهدد الطبيب بالقتل والان هو سافر للامارات العربيه المتحده .” ِ من خلال ماتقدم عرفنا أن هناك أسباب أدت الى خلق حالة من الغضب بين فئة معينة من المجتمع وفئة ألأطباء. هناك حالات شخصية حدثت في ظرف معين أدت الى خلق حالة من النفور والغضب نتيجة حالات شخصية قام بها طبيب ما سواء كانت عن قصد أم غير ذلك – . من خلال قربي من أحد ألأقرباء ألأطباء وإطلاعي على عملهِ المضني في المستشفى أقول وبكل صدق أن ألأطباء يتعبون بشكل لايصدق في عملهم ويقدمون خدمة إنسانية كبيرة لنا جمعيا. أما بعض ألأطباء الجشعين الذين يسلكون سلوكاً غير جيد فهم يتحملون مسؤولية فعلهم ولايجب أن نعمم هذا العمل على كل ألأطباء. |