حكاية كل يوم

 

مكتبٌ وكرسي ومجموعة معاملات ..يالها من باديةٍ مضحكة تشعر القارئ وكأنه في أحد اسواق بغداد التجارية . تدخل الالاف الدنانير صناديق محلات تلك الاسواق لتتتزين بها دوائر بغداد والموصل والبصرة وغيرها من المحافظات ،ليجلس الموظف في غرفته يبدأ عمله باحتساء فنجان قهوته او كوب الشاي الخاص به ملتهما طعامه متسابقا مع زمنه ليتفحص هاتفه الشخصي وليتصفح مواقع تواصله الاجتماعي.. جاء مدير المكتب مودعا زوجته واطفاله ان كان مستقلا عن والديه ومودعا امه وابيه ان كان مُحتضناً منهم تاركا بسمةً على وجوهم البريئة مستقبلا بذلك افراد مكتبه بصباح الخير…كيف حالكم …اكتبوا هذا …ارسلوا ذاك مجهدا نفسه بذكائه متحديا بذلك البحر الهائج كقبطان السفينة وتقلبات الجو الالهية ككابتن الطائرة، وافراد طاقمه يتأرجحون بالغرفة من مكان لاخر بشكل يبعث للسخرية والحزن مشبعين بذلك رغباتهم من الضحك والكهكهة….وهو الوحيد المنغمس في حمأة العمل المضني ونتاجه فهو كالذهب لا يصدأ ان تناثرت قطرات الماء عليه وكالماس في صلابته لاينكسر .ليس بالثري ولم يجد مجالا للثراء فهو كأبن الريف لايبهره المال ولا تسكره الثروة فهوحائرٌ كيف يصنع رزقه؟ وكيف يحيى؟ فحياته بثوبها الخشن وخبزها اليابس حياة سجنٍ وشقاء.     شاءت الحروب ان تدخل! لااقصد الحروب السياسية او الحروب الاهلية بل حتى الحروب النفسية وحرب الاصدقاء فدخل صديقه ابن المدينة فاراد ان ينتزع منه بساطته وحب الناس له فهبط بطائرته المُثقلة بتلطخ الالسن وتفتح نفوس الشر ملوحا لاصحابه من ضعفاء النفوس برغم(ريفيتهم) مودعين بذلك حياتهم الهادئة وزقزقه العصافير لينشدوا لحن النفاق الصاخب ليصبحوا هم طاقم السفينه او الطائره…!!!! دخل الجميع غرفة المكتب وجلسوا واستمرت الحياة زاد سُكرُ الثروة وظهر البطر والعبث انفتح مجال التفسخ الخُلقي بغرائبه وعجائبه لاقناعة بقليلٍ من الدراهم لسد الحاجة فبعد الحرب دخلت سيولاً من الذهب راح الجميع يغرف منها كالمجانين إلا ابن الريف!!!  مازال متمسكا بعاداته وبجوادهِ وحنطته وشعيره وماء النهر العذب.       حانات وقمار وملاهي…..أمكنه يرتادها ابن المدينه وطاقمه ليغذي ناره بماله ،يدفع لهذه الأمكنة ليبتاع لنفسه ولطاقمه لبان النفاق والتملق ليسمع الجميع (سفاهته)وطقطقة لبانه وهم يوفرون ظروفٌ ملائمه لانحلاله الروحي…….يحكم ويقرر ابن الريف مُتخفيا!!!!هل هذا عدلّ لاساس الملك؟؟في مجالس القضاء ام هذا قرار تجريم اصدرته المحكمة  بدون الاستماع لشهاده الشهود ولم يحظى بنقضٍ من التميز وبات قطعياً بمرور مده الطعن علماً قد طُعن به خلال المده وفتحت اضبارة التنفيذ وباشر الكل بعمله وقد عض القدر بأنيابه ابن الريف كأنهُ ذئباً متوحشا رغم انه مفترساً ومكث ابن الريف بدون حراك ينظرُ للمتفننين بطرقهم غارقاً في لجةِ التفكير لايسعه سوى الانتظار!! هنا ثارت براءته!! هل انت رجلٌ بشاربٍ وصوتٌ جهوري وبنيةٌ ريفية قوية؟؟؟هل انت الذهب ام النحاس؟ هل انت الفولاذ ام الماس؟ فأستشعر الريفي وطأه الاستفهام والاسئلة اللئيمه فركب دبابةً وليس جوادا متحدياً كل الظروف مُخيباً امال الثري وطاقمه وهنا بدأ النزال في ساحة المعركة!!!هل سيُطبق(العدل اساس الملك)ام ستبقى مجرد كلمات مسموعة ومقروءة فقط؟! فورانهم وغليانهم مستمر وسيحظى بقنبلة تقرر مصير معركتهم معركة الصدق والقناعة والوفاء(صفة الصديق) مع الكذب والافتراء والخيانة (صفة  العدو)