المالكي والعبادي.العراق بين كارثتين الأول صنع الغباء والثاني سّارَ عليه ! |
نوري كامل المالكي . شخصية لم تكن معروفة بشكل واسع في العام 2003 وماتبعه بعد الأحتلال الأمريكي ولو كان ابراهيم الجعفري قد تصرف بحكمة وأنصاف من وحي مايدعي من دين وتدين لما تمكن المالكي من الوصول الى ماوصل اليه ليكون خياراً بديلاً عن ادارة الجعفري التي أسست للطائفية وبوادر الفوضى والقاعدة الشاذة التي تقول بشرعية نهب المال العام طالما أَن ليس له مالك ! جاء المالكي خليفة للجعفري وهما من حزب واحد على انه سيعالج ما آلت أليه أمور البلاد حين اصبح ساحة للتصفيات الطائفية وانتشار ظواهر الجثث المجهولة وفرق الموت والعصابات المنظمة والمليشيات . لكن المالكي سرعان ما كشف عن نواياه المتعلقة بالتشبث بالسلطة فأطلق عبارته الشهيرة وبشكل طائفي (ماننطيها ) . عجيب أمر هذا الرجل وقد كان بأمكانه ان يبقى في الحكم لو أنه تصرف كرجل دولة في بلد انتقل من الحكم الدكتاتوري الى الحكم الديمقراطي . تصرف المالكي وخلال السنة الأخيرة من ولايته الثانية بشكل لايختلف عن تصرف الأخوان المسلمين في مصر ! بل انه لايختلف عن تصرف نظام البعث السابق فهو قد نفذ ارادة تقول بأنك أِن لم تكن معي فأنت ضدي . ويترتب على الخيار الثاني أمور شتى قد تنتهي بك الى غياهب السجون . الولاية الثانية للمالكي جائت على خلفية اتفاق تم التوقيع عليه في اربيل وسمي بوثيقة اربيل والتي انقلب عليها المالكي بعد مدة وجيزة على تشكيل حكومته الثانية . وتسير الأمور بشكل مريب وكأن الله سبحانه وتعالى يتقصد ان يجعلهم يعملون ضد الشعب وضد البلد فزاد من سماحه لهم ليبددوا ثروات الشعب ويزيدوا من نشر الفقر والجوع والقتل والصراعات الطائفية . لايوجد في التأريخ الحديث والقديم قيادات أساءت لشعبها مثل ما فعل المالكي وقياداته فهي قيادات تبطش ببسطاء الناس وتعطي للمجرمين سطوة وأموال من اجل ان تبقى موالية للسلطان وهذا الذي يجري اليوم بفعل سياسات المالكي وحكومته التي صنعت الغباء حين تصورت ان شراء ذمم القيادات انما يجعلها حكومة ناجحة فسقطت في اول تجربةحين خرج ابناء العراق في الأنبار محتجين على سياسات الظلم والجور التي حلت بهم وهي ذات السياسات الظالمة التي تحل بأبناء الجنوب ايضاً لكن الفرق ان الأفيون ينتشر بشكل ساذج في الجنوب فسكت عن الظلم وهو مستمر بالسكوت رغم ان الجوع والفقر ينتشر بين ربوعه ! معادلة جبانة حقاً . مرحلة حكم المالكي اتسمت بصنع الغباء ولو كانت حكومته قد تصرفت بشيء بسيط من الحكمة واستثمرت مانسبته 10% من موازنات وضعتها لنفسها بشكل سليم لكان الأمر أهون ولكان المالكي مستمر بالحكم حتى اليوم لأن نسبة العشرة بالمائة التي نقول عنها ستصل الى 100 مليار دولار واذا اخذنا بنظر الأعتبار أن ( دبي ) كمدينة عالمية قد بنيت ب 60 مليار دولار فأن من المفروض ان تكون لدينا مدينتين بحجم تطور وبناء دبي !! أي غباء صنعه المالكي ؟ انشغلت حكومتيه بالقتل والتزييف وسوء الأدارة ونزيف الأموال بالأعتماد على النفط وفتح ابواب البلد لتهريب الدولار واستيراد كل شيء سيء وتلك كارثة حقيقية كرستها حكومتي المالكي بعد ان انهارت الصناعة والزراعة والتجارة . الغباء الذي صنع في زمن المالكي جعل الحكومة والأحزاب المشتركة فيها تفكر فقط في الأنتخابات فهي لاتنجز أي عمل خوفاً من ان يحسب نجاح لهذا الحزب او ذاك وبالنتيجة فهي تفوقت فقط في الظلم ونشر العشوائيات واحياء الصفيح للأفادة منها كأصوات انتخابية وعلى هذا الحال استمر الواقع العراقي طيلة السنوات الماضية التي اعقبت الأحتلال الأمريكي البغيض الذي سلم سلطات الحكم للمتسولين كانوا يعتاشون على معونات المنظمات الأنسانية فأصبحوا اليوم يملكون مليارات الدولارات نهبوها من أموال الشعب العراقي الذي يواجه مستقبل مجهول ! بعد كل الذي جرى خلال ولايتي المالكي تصور البعض أن الأوضاع ستتغير نحو الأحسن حين تسلم السيد العبادي رئاسة الحكومة متناسين ان الرجلان من حزب واحد وثقافة واحدة ومن منظومة أشرفت على كل الكوارث التي حلت بالعراق طوال السنوات التي أعقبت حكومة الجعفري فالعبادي واحد من اعضاء دولة القانون التي خدعت الناس ولم تفي بوعد واحد من وعودها الأنتخابية وبدلاً من ان تحكم بالعدل راحت تؤسس للطائفية والظلم الكبير ليتنهي بها الحال وقد سلَّمت نصف مساحة العراق للأرهاب بقصد او بدون قصد ! وعلى هذا فليس بالغريب ان يسير السيد العبادي على خط رسم له من قبل منظومة المالكي التي أرادت رجل ضعيف يستر لها عوراتها وخطاياها وكوارثها التي عاثت في البلاد خراباً مابعده خراب ! أقول للسيد العبادي وأوجه له سؤال . لو ان العراق خالي من النفط هل سيموت جوعاً ؟ المشكلة ياسيد حيدر ليست في النفط . والحقيقة لايوجد عجز في موازنات مابعد المالكي انما العجز في العقول التي تدير شؤون البلد فهي رغم أميتها وتخلفها تعتقد أنها تعرف كل شيء . ياسيد حيدر العبادي لو أرادت الحكومة ان تعمل بشكل سليم ووطني فأنها تستطيع أن تكتفي مالياً حتى بدون أموال النفط ! نعم بدون اموال النفط فالعراق يقع في قلب العالم ومجموعة من القرارات البسيطة تستطيع ان تجني الدولة خلالها مليارات من الدولارات بعيداً عن الموارد النفطية وطامتنا الكبرى ياسيد حيدر العبادي ان حكومتك تسير على ذات الغباء الذي أسسه المالكي خلال ولايتيه . والله من وراء القصد !!
|