السيد الغباّن: كفوا الذئاب المسعورة عن إيذاء العراقيين ! |
السيد الوزير، لاشك من أنكم اطلعتم على مظلومية الصحافي العراقي حسن النواب. وعلى الرغم من أن ذلك الزمن الذي كان فيه الآمر على شؤون الخلق لو رأى مظلمة يبكي حتى تخضل لحيته بالدمع، فإن السيد النواب مخطئ حين يخبركم بأنه هرب إلى أستراليا من جور النظام البائد، وثبت له ولنا من قبل أن جور نظامكم، وبطش سيطراته وضباطه التي تنصب الكمائن للعراقيين الأبرياء وتترك المجرمين يسرحون ويمرحون هو أشد سواداً من الذي قبله. وهو مخطئ أيضاً حين يقول بأنه هرب من بيروقراطية الحكومة البائدة بينما روتين دوائركم في الداخلية أثقل وأشد مرارة على الناس الضعفاء. وهو مخطئ كذلك حين يقول بأنه هرب من السلوك الوحشي وغير الأخلاقي لضباط الأمن والشرطة السابقين، بينما يتعرض العراقيون اليوم لأقبح الإهانات من رجالكم صبحاً ومساءً، في الدوائر والمعابر والحدود، وفي كل مكان. أما ما يحدث في السجون فهذا في علم الغيب. والحقيقة نحن لا نعرف السبب الذي جعل ضابطك هذا ومعاونيه يعتدون على هذه العائلة العراقية. ويمكنهم أن يخترعون أي عذر بغياب القانون. لكننا لا ننسى ما كان يجري في العهد البائد، فما أن يرفع العراقي يده، أو يحرك مؤخرته حتى قالوا بأنه سبّ الرئيس. وأنتم تعرفون يا سيادة الوزير بأن ضباطكم ومراتبكم هي كائنات مريدة، تملك أن تكون فعالة لما تريد. لكنكم تعرفون أيضاً أن لا قداسة لهم جميعاً، وأن لا فائدة من الوثنية في عبادة السلف، وأن العقل هو عقل الأمة كلها من أبعد نقطة في الشمال إلى أدنى نقطة في الجنوب. كل ما خالف العقل فهو باطل، وإن الإيمان بالإنسان واجب، فهو أبو القدر والمصير. فأين العقل من ضباطك الذين يعتدون على مربية أطفال عراقية، وفي الحدود الفاصلة بين العراق وإيران؟ هؤلاء ذئاب كاسرة عاشت على الذل والإهانة التي كان البعثيون يجرعونها للعراقيين الفقراء، ثم مسحوا الآن وجوههم القبيحة، ولبسوا الأقنعة من جديد وصاروا يتحكمون برقاب بالنساء قبل الرجال، وبلا مروءة المسألة الآن بين أيديكم، ولنا الأمل برد الاعتبار للعراقيين حين تردون بأنفسكم مظلومية هذه العائلة. لكن لا أمل أبداً بضابطكم هذا وأمثاله الذين عاشوا على الإهانة، ورضعوا من حليب البعث الشائط، نقسم لك على ذلك.
|