إصلاحات للشعب ......أم...... تسقيط سياسي

انتفاض الشعب العراقي ضد أوكار الفساد في مفاصل الحكومة العراقية ، في عموم المحافظات ولو كانت المحافظات الستة التي تعاني من فشل الحكومة في الملف الأمني ، ومن جرائه سقطت بيد الإرهاب المتمثل بداعش الجبان ، لو كانت مستقرة ، لكانت جميع محافظات العراق توحدت بخروجها بمظاهرات كما نراها اليوم ، رد فعل لتردي الخدمات والأمن وفشل الاقتصاد وفشل في العلاقات الخارجية بل وحتى الداخلية .

مما أعطى الضوء الأخضر لرئيس الوزراء السيد حيدر ألعبادي ولأول مرة من قبل ، مصدر القرار الشعب ومجلس النواب وقادة العملية السياسية بمباركة المرجعيات الدينية ، وقد كانت كل جمعة تتزايد الأعداد في بغداد وبقية المحافظات ، مما أرعب المفسدين ومن يقف ورائهم من جهة ، وترقب الشعب بأجراء إصلاحات جوهرية من شانها تدارك الوضع الصعب الذي يمر فيه العراق ، وجمعة تبعت جمعة ولم يتحقق شي .

واستيقظنا على خبر تعج به وسائل الإعلام ، إقالة نواب رئيس الوزراء ونواب رئيس الجمهورية ، فالشعب صدم من جهة وترقب هذا الإجراء الغامض من جهة أخرى ، وتعالت الأصوات بالمؤيد والمستغرب والمعارض ، فهل تلك الإجراءات من شانها إصلاح الأمور وهل هي المعضلة .

نواب رئيس الوزراء من صلاحيته ولو أنهم ضمن ما يسمى بالتوافق السياسي المهم من صلاحيته ! وأما بالنسبة لنواب رئيس الجمهورية فليس من صلاحيته وخاصة أن البرلمان سحب تفويضه للعبادي من جهة ، وعدم أخبار الرئيس ونواب الرئيس من جهة أخرى ، على الرغم انه تسلموا مناصبهم توافق سياسي مثل المالكي والنجيفي وأما بالنسبة للدكتور أياد علاوي فقد جاء نتيجة طلب من كل المشاركين بالعملية السياسية من اجل تسلمه ملف المصالحة الوطنية الذي وضعوا كل المعوقات بالعمل من اجل عدم تفعيلها !!! .

فهل تلك الإجراءات تصب في جانب الإصلاح وأين الإصلاح من الملف الأمني الذي افقد العراق عدة مدن عراقية مهمة ، وأين الإصلاح من الاقتصاد المتدهور للعراق من خلال عدة أمور بيع الدولار في سوق العملة والعجز في الميزانية واحتياطي نقدي يعاني من تدهور لعدم وجود عقول اقتصادية تدير هذا الموضوع ، وأين الإصلاحات من المصالحة التي تحل مشاكل العراق من خلال العفو العام وإلغاء موضوع الاجتثاث وإعادة العقول العراقية وحل قضية النازحين والمهاجرين وإعادة بناء مؤسسات الدول التي لا وجود لها اليوم بالعراق .

نستخلص من كل تلك الأمور أن الأخ ألعبادي لم يذهب لإصلاح ما أفسدته الأحزاب المتسلمة ، بل ذهب لتصفية الشركاء من كل الأطياف ، من اجل التفرد بالسلطة واستغلال دعم الشعب والمرجعية لمصالحهم الشخصية كون اغلب البدلاء من حزب واحد الذي ينتمي له ألعبادي وغير معروفين للعراقيين .

أذن الموضوع تسقيط سياسي ليس ألا ، وانحراف بطريق الإصلاح من اجل التفرد بالسلطة .