سياسيو داعش...ذاكرة التاريخ لاتنسى او تهمل

بشائر الانتصارات تتوالى هذه الايام من ساحات القتال في العديد  من المدن وخاصة محافظة الانبار الحبيبة والتي قد تحمل الايام القادمة لنا افراح تحريرها إلا ان ايادي الشرلازالت تتحرك وتسبح عكس الموجة .وتتفاقم نقمة ابناء العراق الاحرارمن حجم الدمار الذي سببه داعشوا السياسة ومن معانات وتهديم لكل مظاهر الحياة ويعملون داخل العملية السياسية بكل خبث في سبيل الطعن من الخلف بالانجازات المتحققة. وفي ظل هذه الممارسات الدنيئة يمر العراق حالياً بمخاطر حقيقية في مقدمتها الطائفية السياسية التي سببت وما تزال للبلاد من نزاعات وويلات ذهب ضحيتها مئات الآلاف من أبناء شعبنا،

ولازالت الكثير من المدن العراقية هي ضحية لهذه السياسة الهمجية وإرهاب بشع يستغل المناخ السياسي السلبي ليوسع نشاطاته ضد شعبنا وعموم شعوب المنطقة، وهو بحد ذاته مبدأ تقسيمي ومفرق للمجتمع بدلاً من بناء دولة مواطنة كاملة وحقيقية، يتساوى فيها الجميع، ويسود فيها القانون لينطبق على المواطنين كلهم دون استثناء، فضلاً عن أن كل هذا قد حوّل العراق إلى فراغ إداري وسياسي وهن أدى إلى تدخلات غير مقبولة في الشأن الداخلي من دول إقليمية، كما أدى إلى انتشار العنف والإرهاب. المشكلة تظهر عندما يتحول الانتساب الطائفي إلى برنامج سياسي، الغاية منه خدمة الطائفة، وتوظيف الإمكانات السياسية لأجل ذلك، والعمل على توسيع نفوذها على حساب بقية الطوائف، مع ما يعنيه ذلك من تهديد للحريات، وقمع وملاحقة، وتمييز عقائدي،

الشعب العراقي أظهر نموذجا رائعا في التماسك الداخلي وتمسكه بشرعيته واستقلالية العراق و على سيادته .رغم استمرار منهج البعض من المشاركين في العملية السياسية لتأجيج الخلافات بين ابناء  الشعب العراقي، ومواصلة قضم حقوقه وزرع الفوضى في حياته لفشلهم في بناء جسور الثقة المتبادلة بينهم، في حين أن الامر المطلوب الآن أن تكون جميع مكونات الشعب وممثليها وقادتها أكثر قدرة على التقارب وبناء الثقة المتبادلة فيما بينهم، ولابد للقوى السياسية وسواها، أن تجتمع معا وتجلس تحت خيمة واحدة وتعطي رسالة واضحة للعدو المتربص بالبلد، بأن الشعب العراقي بأعراقه ومكوناته الكثيرة هي عبارة عن كتلة واحدة، تجمعها روابط كثيرة لا يستطيع بعض السياسيين أن يدمروها بخلافاتهم ومصالحهم ذات النزعة الذاتية الانانية.

ويمكن وضع قواعد واضحة وثابتة للعمل السياسي يتدارسها المختصون من جميع الجهات والمكونات ويتفقون عليها ، على ان يتم العمل في ضوئها، المطلوب من القادة السياسيين وكتلهم واحزابهم، أن يتحركوا بسرعة لرأب الصدع الخطير بينهم، والذي بدا واضحا للجميع في الداخل والخارج، ان العيب في ان يبقى السياسي الهابط ضمن العملية السياسية وعليه ينبغي التخلص منهم. إن الأمثلة ليست ممارسة نادرة، بل هي متأصلة في نهج البعث وايدلوجياته وشخوصه .

ولعل من امثال النائبة ( المجاهدة ) لقاء الوردي التي تطالب باطلاق سراح 1300 ارهابي داعشي تم اللقاء القبض عليهم ومعرفة مصيرهم وتجاهل مصير فتيات الموصل المنكوبات بيد هذه العصابات الارهابية وتلزم الصمت. وظافر العاني وتصريحاته المثيرة للعنف والتطرف السيئة الصيت كثر ونموذج لأفة الطائفية، عليهم أن يعجلوا ويسرعوا في حمل حقائبهم، البلد يمر اليوم بمنعطف خطير، يرقى الى التهديد الحقيقي لوجوده، شعبا وارضا وتاريخا، واذا بقي مثل هؤلاء في استمرار منهج الاتهامات وتأجيج الصراعات وتفتيت البلاد، مع الاعتماد على الاخرين في معالجة نواقصنا واخطائنا، واللهاث المحموم نحو المكاسب والمناصب والمصالح والامتيازات التي لا يشبع منها بعضهم، عليهم ان يرحلوا عن مناصبم، فالساعة آتية لا ريب فيها، لكي يحاسبهم الشعب حساباً عسيراً على كل ما اقترافوه بحق العراقيين جميعا، والنداء الموجه لهم :-

عليكم أن تتناسوا من تمسكتم فيه، فمقصلة الحق سوف تشرع اقتطاف رؤوسكم فرداً فردا دون هوادة، فكل من صفّق لحكام العراق السابقين انقلب، في لحظة تاريخية على زعيمه أو حاكمه بين ليلة وضحاها من البعثيين والمصلحيين كيف يؤتمن ان يكون مواطناً صالحاً ولازال يحن الى فساد تلك الانظمة ويمدح رؤوسها العفنة ويدافع عن شعاراتها الزائفة .

يومها سوف لن تنفع براءتكم واعتذاركم من شعبكم، وأرجعوا له أمواله التي سرقتموها، وأعيدوا إلى الدولة أملاكه وعقاراته وحلاله و ممتلكاتها العامة كاملة، بل أرجعوا له ما استحوذتم ظلماً وعدواناً عليه و لن تقبل توبتكم، قبل أن يسوقكم الشعب إلى القضاء، لتنالوا جزاءكم العادل. اعترفوا بأخطائكم وخطاياكم التي اقترفتموها بحق العراق والعراقيين، قبل أن تسحقكم الإرادة الوطنية، في يوم قريب ، اعترفوا بفشلكم الذريع في حكم العراق على مستوى كل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، فعندما يثور الشعب، سوف لا يعرف التفريق بينكم أبداً.

لا يمكن للعراقيين الأحرار أن يسكتوا، بعد اليوم، فالصمت لا يجدي نفعاً إزاء ما يفعله البعض من الطبقة الحاكمة والقوى الشريرة المتحالفة معها، والمناصرة لها. إلى متى يبقى هؤلاء متسلطين وحاكمين، باسم المذهبية، وباسم الطائفة، ضمن عملية سياسية جائرة، أثبتت الأيام ضحلها ورداءتها ؟ سوف يمزق الشعب العراقي كلّ الحجب، ليقوم بثورته العارمة ضد بؤر الفساد ويقتلع منها مومياءات هذه العملية السياسية؟ متى يتحرر كل العراق من هذه الطغمة الحاكمة ويزيل كل آثارها، ويعيد إلى العراقيين كرامتهم وحرياتهم وحقوقهم ومواطنتهم ومدنهم السليبة وبيوتهم وأموالهم العامة، ويحافظ على حدودهم وثرواتهم وأساليب حياتهم وحياة أبنائهم وأحفادهم؟ -
ايها المطبلون عليكم ان تفكروا بمصير العراق من رهبة الفوضى القادمة ضدكم والطبقة السياسية الفاسدة،التي تحتل اكثر المواقع المهمة،

المطلوب باعادة النظر في كيانات الدولة ومؤسساتها المنهارة، والبدء بتشكيل هيئة قيادة وطنية عراقية، و ساسة مدنيين وطنيين وقادة عسكريين مشبعون بحب الوطن ، وما أكثرهم، ليتولوا قيادة البلاد وتخليصه من أزماته، يحتاج العراق بشكلٍ عاجل إلى مؤسسات فاعلة للرد على مطالب السكان وخلق جو من الثقة في المجتمع، حيث يفتقر العراق اليوم إلى ولاء البعض للحكومة، كما ينبغي توحيد الأفكار من أجل ضمان الاستمرار والوجود السياسي، وسوف يؤدي عدم وجود الشعور المشترك بالانتماء إلى فشل العراق الحتمي.

واختيار قادة يبطلوا كل ما هو غير طبيعي في حياة الدولة والمجتمع . لعل الفترة الانتقالية هي احسن طريقة لقيادة البلد  في الوقت الحاضر، من أجل انتخاباتٍ بإشراف دولي، بعيداً عن أي تدخل خارجي. وهي ليست من الصعب  تنفيذها و بخطوات مصيرية مشابهة. ولكن، ينبغي أن نحذر من عاقبة الانتظار، والأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت. وذاكرة التاريخ لا تنسى او تهمل أحدا، لذلك ليس امام الساسة والقادة سوى القفز على مصالحهم الضيقة، والارتقاء الى مستوى المخاطر الجسيمة التي تهدد مصير البلد وشعبه بأكمله.