إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

 

إننا نشعر بعمق المأساة التي يعانيها الأنسان في العصر الحديث --- في عصر تجزءة الذرة،، وانفلاق الخلية --- وإن كان الأجدر به أن يسمى عصر الجوع والحرمان،، والإرهاب ! . إن الحضارة الحديثة ، خلعت على الدنيا، أجمل ثوب مادي ، وأخذت الأرض زخرفها ، وأزينت ،وظن أهلها أنهم قادرون عليها.. فالحضارة المادية ، أعطت الإنسان عقولا الكترونية عملاقة ، تحل له أعقد المسائل الرياضية العالية ، ولكنها فشلت في حل مشاكل هذا الإنسان نفسه !............ أجل : فشلت في حل مشاكله الاقتصادية ، والسياسية ، والأخلاقية، والإجتماعية والفكرية !. صحيح أن الإنسان استطاع في العصر الحديث .. أن يصل الى القمر ،، ويمشي على تراب القمر .. و أن الإنسان إستطاع ، أن يرسل صورا ملونة من المريخ ، والزهرة ، وعطارد ، الى الأرض .... ولكنه لم يستطع أن يأخذ صورا لحياته ،، ويغيرها بشكل يتناسب مع دوره في الأرض ! . ولن يتمكن أن يغوص في أعماق نفسه،، كما تمكن الغوص في أعماق البحار .................! الدول الكبرى أتفقت على غزو الفضاء غير أنهم لم يتفقوا على إطعام الجائعين ، وإنعاش المحرومين ! . إنه العلم الخاوي من الإيمان . إنها الحضارة الكافرة بالله . وما قيمة العلم ، بدون إيمان ؟ . إن الرائد الفضائي ( أرمسترونغ) صعد على سطح القمر ، وجلب معه حفنة من الحجارة القمرية ، ولكن ساعة رجوعه إلى الأرض ، أول عمل قام به هو : انه ضرب زوجته ضربا مبرحا ، ثم طرد أولاده من البيت ، في قصة معروفة ذكرتها الصحف في وقتها ! . وهذا يعني إن العلم الحديث ، استطاع أن يأخذ الإنسان الى القمر ولكنه لم يستطع أن يعطي الإنسان أخلاقا يعيش بها مع زوجته وأطفاله . في هدوء وسعادة ! . إن العلم تمكن أن يحلق بالإنسان في الجو ، ولكنه لم يتمكن أن يوفر رغيف خبز للإنسان الجائع !. الآية تقول (إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) في الكون ثلاثة أشياء حية – حسب مايقول علم الأحياء – وهي : النبات – الحيوان – والإنسان ...... ومن الطبيعي إن هذه الأحياء الثلاثة ، تتعرض للفساد خلال رحلتها الحياتية والفساد يعتريها من الداخل والخارج ولكل واحدة من هذه الانواع الثلاثة الحية .. تجاه الفساد أسلوب خاص به !....... فالنبات ! مثلا – أسلوبه تجاه الفساد الإستسلام المطلق لأنه لايستطيع أن يغير نفسه ، ولا يقدر أن يغير مكانه......في حين أن الأمر يختلف. تماما.. بالنسبة للحيوان ، إذ أن الحيوان يستطيع أن يغير مكانه ، ولايسطيع أن يغير نفسه ! . أما الإنسان فهو المخلوق الوحيد الذي في إمكانه أن يغير نفسه ومحيطه معا...بفعل الإرادة ...... ارادة الإنسان أن تجعله حرا ، ثائرا بوجه الظلم والفساد. نعم التغيير الخارجي. وأما الغيير الداخلي النفسي ، يحصل عن طريق الإيحاء المستمر وذلك : لأن الإيحاء له قدرة ساحرة على صنع المعجزات داخل الإنسان ....! كما فعله غاندي محرر الهند ......... كان في بداية حياته ، محاميا ، فاشلا . كان جبانا يخاف الظلام ويخشاه ! . أبدا لم يستسلم للجبن والضعف !. قرر أن يكون أشجع إنسان ، وانجح واحد في الهند عن طريق الإيحاء المركز الدائم ،، لقد تحول من محام فاشل إلى سياسي شجاع وقف وسط الجماهير ، يلقي خطابه ، وهز القلوب. وحرق العروش .خلق الرعب في نفوس الاستعمار. والحكومات العظمى حتى تمكن من تحرير الهند .... هكذا استطاع الإنسان ، أن يغير نفسه بالإيحاء والإرادة..... والتغيير معناه ممارسة فعلية وعملية ، لأخلاق الإسلام . ومناهجه . وقوانينه ! . (إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)