اذا كانت (الديمقراطية) هي ارقى وافضل انواع الحكم ، فأن بالضد منها (الاستبدادية) والتي تقوم على التعسف والظلم والاضطهاد ، وسلب الشعوب حقوقها ومصادرة حرياتها . وأن معظم الدول العربية لايحكمها نظام الديمقراطية ، وان ادعت ذلك ، وأن اكثر الدول العربية التي تفقد الديمقراطية ولا تقيم لها اي معايير هي المملكة السعودية ، فأنها تمارس على شعبها الاستبداد بكافة اشكاله وانواعه ، وتصادر حرياته ، العامة والشخصية ، حتى انها ليس لها حضور (في مؤشر الديمقراطية) الذي صنف تونس اول دولة عربية تتمتع بالديمقراطية وفي مرتبة 66 على العالم . فقد ((تصدرت تونس الدول العربية في مؤشر الديمقراطية، حسب أحدث تصنيف للديمقراطية في العالم، فيما تذيلت اليمن القائمة على الصعيدين العربي والعالمي في ظل غياب لافت للسعودية عن القائمة. وجاءت تونس في المرتبة 66 دوليا والأولى عربيا، كما سجلت أعلى نسبة تطور ايجابي على الصعيد الدولي في مؤشر التطور الديمقراطي بعد تقدمها بـ36 درجة بحسب تقرير دولي صدر مؤخرا. واحتلت الكويت المرتبة الثانية عربيا والـ85 دوليا، فيما جاءت لبنان في المركز الثالث عربيا والـ92 دوليا تلتها المغرب في المرتبة الرابعة عربيا والـ99 دوليا، والبحرين بالمرتبة 5 عربيا و103 عالميا. وجاءت مصر في المرتبة السادسة 6 عربيا و108 عالميا، في حين حلت كل من سوريا واليمن على التوالي في المرتبتين الأخيرتين. ولم يورد التصنيف اي معلومات بشأن مؤشر الديمقراطية في المملكة العربية السعودية. النرويج الأولى عالميا والولايات المتحدة في المرتبة 16 . وتصدرت النرويج دول العالم التصنيف الذي شمل 113 دولة، كما جاءت كل من سويسرا والسويد وفنلندا والدانمارك وهولندا وألمانيا ونيوزيلندا وايرلندا وبلجيكا ضمن الدول العشرة الأولى في التصنيف. واللافت في هذا التقرير الدولي غياب "دول ديمقراطية" عن المراتب العشر الأولى، حيث حلت بريطانيا بالمرتبة 12، وفرنسا بالمرتبة 14، والولايات المتحدة الأمريكية بالمرتبة 16، وإسرائيل بالمرتبة 24، فيما جاءت تركيا بالمرتبة 69، وروسيا بالمرتبة 98 في المؤشر)). ونلاحظ ، ايضا أن ايران ليس لديها ذكر في هذا (المؤشر) وكذلك العراق ، ولا ادري هل كان الامر مقصودا ؟ فايران نظامها اسلامي والسعودية كذلك . وبخصوص العراق يفترض أن يكون هو صاحب المرتبة الاولى في هذا الترتيب ، لأن الدستور العراقي النافذ ذكر أن نظام الحكم دستوري ديمقراطي ، وعلى هذا الاساس انتخب الشعب العراقي هذه الحكومة الحالية ، فأين الديمقراطية التي اوصلت هؤلاء الى دفة الحكم وهي الآن ليس لها وجود؟ . اقول الا يخجل هؤلاء على انفسهم ؟ ، يصعدون بإسم الديمقراطية ثم يذبحونها قربانا لأستبدادهم فيذيقون الشعب الويلات والجرائم والفقر وانتهاك حقوق الانسان طيلة الاعوام التي حكموا بها العراق منذ عام 2003 والى يومنا هذا . فالمصائب التي مرت على العراق لم يمر بها شعب من الشعوب على يد حكومة تدعي انها جاءت عن طريق الديمقراطية ، وهي في الوقت نفسه عدوة الديمقراطية . واما السعودية فأن حكمها حكم (أسُري) لآل سعود لم يأتوا عن طريق انتخاب وديمقراطية ، فلا عجب أن هم لم يصنفوا في اي تصنيف في هذا (المؤشر) . |