اميرة بغداد نائمة في قصر مقفول

احتفلت بغداد في اعياد الميلاد والتحضير الى العام الجديد , على طريقتها الخاصة والفريدة من نوعها في كل ارجاء المعمورة . فكانت الشوارع والطرقات زاهية بالاشجار العالية لهذه الاعياد . ولكن لا يأخذنا الحماس والفرح والسرور بهذه البهجة , ان هذه الاشجار هي من تلال القمامة والازبال التي احتلت الارصفة والشوارع والطرقات , وهي تنفذ روائحها العفنة والكريهة , وترسل اسراب هائجة من الذباب والبعوض والحشرات الكريهة . وهي تساهم الى حد كبير في تلويث البيئة , لتكون بؤرة للامراض الخبيثة . حتى صارت هذه اكوام القمامة تزاحم المواطن مما يضطر ان ينزل الشوارع ليزاحم سير المرور السيارات , في الشوارع المليئة بالحفر والطسات والمطبات والبرك المائية , هذه واقع الحال المزري لبغداد , بان تغلف كآبتها ووحشتها بالاهمال وسوء ادارة الخدمات والتقصير المتعمد , الذي يقف وراءه بطبيعة الحال الفساد المالي والاداري , وعدم الاهتمام بالمسؤولية تجاه المواطن , بأن هناك عشرات المشاريع المعطلة والمتوقفة عن العمل , رغم الرصد المالي الكبير لهذه المشاريع . مثل مشروع قناة الجيش المعطل منذ سنوات ليس بالقليلة , وقد ضرب رقم قياسي في التعطيل والاهمال , وكذلك مشروع ماء الرصافة , الذي يسمع عنه المواطن كثيراً ولكن في الاعلام فقط , وليس على الواقع الفعلي , كما هو الحال البائس في مشاريع الصرف الصحي ومشاريع المجاري لصرف مياه الامطار , حتى ينقذ بغداد من الفيضان والغرق , ولكن حال بغداد تغرق بالفيضان مع اول زخات المطر في لانسداد المجاري التي هي اصلاً مسدودة ومعطلة ومكسورة , او انها تحت ركام تلال القمامة والازبال . والسبب الاساسي لهذا الاهمال والتأخير في انجاز المشاريع . هو غياب المراقبة والمتابعة والمحاسبة اي شركة تخرق الاتفاق بالتأخير والتأجيل وتعطيل او ايقاف في عملها في المشاريع المذكورة دون سبب مشروع , لانه يعود بالدرجة الاولى , بأن امانة بغداد شريك فعال واساسي في الفساد المالي . ولهذا السبب تظل اكثر المشاريع حبر على ورق , اما الاموال المخصصة لها , فتعتبر غنيمة توزع بين المسؤولين والمشرفين على ادارة بغداد , ومنها امانة بغداد التي اصابها في الصميم الفساد المالي منذ اكثر من 12 عاماً , لم يرى المواطن سوى الخراب والاهمال يتضخم بشكل هائل , ويسمع بين فترة واخرى ترهات مجنونة ومضحكة بالمسخرة الحقيرة والهزيلة , بأن بغداد انظف من دبي ونيويورك وطوكيو , ولكن ليس على الواقع الفعلي , بل على لسان هؤلاء الحثالات المعتوهة , الذي وضعهم القدر الاعور على دفة بغداد , مما خلقوا واقع مزري وخطير على صحة المواطن . بأن تكون بغداد اوسخ واقذر عاصمة في كافة ارجاء عواصم العالم . بأن تكون بغداد تتمرغ بالقمامة والازبال , وحسب مقولة هؤلاء حثالات المسؤولين . بأن الوساخة والقذارة من الايمان , وبغداد بهذا الايمان تكون في مقدمة عواصم العالم الفقيرة وبالفرق الكبير . بعد ما كانت بغداد ترفل بحلتها الزاهية مدعاة فخر واعتزاز وحسد من عواصم البلدان المجاورة . بغداد فقدت بريقها وهي تعاني الشيخوخة , بأن تكون موحشة ينعق فيها الخراب والاهمال حتى في هذه الايام , اعياد الميلاد واستقبال العام الجديد . هكذا انتصر النهب واللغف والاختلاس والاحتيال على بغداد , واوقعها صريعة الوحشة والاهمال والخراب , . فسلاماً على اهالي بغداد بهذا المصير الاسود لبغدادهم . التي كانت يوماً عروساً زاهية تتبختر بالكبرياء , انها تعاني وتكابد الخراب والموت البطيء , واميرة بغداد نائمة على وسائد حريرية في قصر مسدود . وكذبت بوعودها الرنانة والطنابة الصادحة . بأن بغداد ستكون انظف , ولكن حسب عقيدتها الايمانية , بأن بغداد ستكون اوسخ واقذر مدينة في العالم , سلاماً لاميرة بغداد الغافية في سبات النوم . بأن نبوءتها ووعدها قد تحقق , في الاهمال والفساد المالي