تفاحتان

 

للوهلة الاولى يندهش القارئ من عنوان المقال او يقف متسائلاً عنه كونه غريباً بعض الشي لان يكون عنواناً الا انني قصدت ذلك لتبيان واقع اليم نعيشه اليوم مع كل الاسف عندما اصبحنا شعوباً تتلقى وتستورد كل شي وهنا سابين معنى التفاحتين والتي تناولت موضوعهما الكثير من الصحف ومواقع الانترنيت والتواصل الاجتماعي .

 

التفاحة الاولى وهي التفاحة التي سقطت على رأس العالم اسحاق نيوتن والتي اكتشف بسببها قانون الجاذبية، هذا الصدفة التي قادته الى اكتشاف مهم جداً ساعد البشرية على دفع عجلة التقدم والتطور الحضاري واعتبر ثورة علمية في وقتها الا انها لو حصلت للكثير منا لاعتبرها سوء طالع او نحس اصابه مما ادى الى سقوط تلك التفاحة على راسه ولجلس ليندب حظه السيء على عكس نيوتن الذي حول الصدفة الى اكتشاف ابهر العالم كله .

 

اما التفاحة الثانية هي التي جعلها ستيف جوبز شعاراً لشركة ” آبل “

 

وهو من اشهر واهم الشعارات المعروفة عالمياً كونها شعار احدى اكبر شركات الكمبيوتر وتقنيات الحاسوب والبرامجيات في العالم، وان فكرة هذا الشعار مقتبسة من تفاحة نيوتن والتي ترمز الى التفكير والاختراع والابداع وقد تغير هذا الشعار على مر السنين الى ان اصبح بالشكل الذي نعرفه اليوم وهو شكل تفاحة مقضومة من احد جوانبها.

 

أما بلدان العالم الثالث ومن ضمنها بلادنا العربية فقد جمعت تفاحتي نيوتن وجوبنز لتجعل منهما شعاراً لاحد اهم ابتكاراتنا ومنجزاتنا التي تسببت بالكثير من الامراض الخطيرة والقاتلة لشبابنا ولاولادنا عندما اكتشفت ” معسل تفاحتين ” لتساعد الاجيال على التحشيش وفقدان الصحة واستنشاق الدخان الضار بطعم الفاكهة ومنها التفاح .

 

اقول هذا وانا كلي حسرة والم على واقعنا المرير الذي لايسر عدواً ولا صديقا فبعدما كنا مناراً للعلم والمعرفة وقدمنا للانسانية الكثير من العلوم ومنها علم الجبر والهندسة والفلك والطب والتشريح والفلسفة والكيمياء والفيزياء والاجتماع وغيرها، والتي اصبحت اساطير من ماضي اسلافنا نتغنى بها في كتبنا التي ركنت على الرف ولم يعد لها قراء او رواد يتابعونها اليوم اصبحنا شعوباً لايحركها شيء سوى الموضة وفنون الطبخ واطباق الاكل وماركات الملابس وقصات الشعر والنزوات وما شابه .

 

وشتان ما بين تفاحتي نيوتن وآبل، ومعسلنا الفاخر .