إلى إين نحن سائرون ؟

 

خلال مدة ثلاث سنوات فقط تحولت الموازنة الانفجارية للعراق البالغة ((112)) مليار دولار اي بمعدل ((131)) ترليون دينار عراقي في عام 2012 الى كارثة حقيقية وخطرة في موازنة 2016..والسبب في ذلك يعود للسياسة الاقتصادية العلمية الرشيدة لفطاحل سياسيي هذا الزمان ..حيث صادق البرلمان العراقي على موازنة 2016 وبمبلغ اجمالي قدره

 

 ((84073557138)) اربعة وثمانون الفا وثلاثة وسبعون مليار وخمسمائة وسبعة وخمسون مليونا ومائة وثمنية وثلاثون الف دينار؟.

 

والكارثة الحقيقية تكمن ..ان تحديد مبلغ هذه الموازنة جاء على اساس احتساب قيمة بيع سعر برميل النفط بـ ((45)) دولارا ولكن الحقيقة الامر ومن خلال متابعتنا المستمرة واعتراف بعض النواب ان سعر بيع البرميل الواحد من النفط هو ((33)) دولار ..يذهب منها (20) دولارا الى جولات التراخيص اضافة الى (5) دولارات للمحافظات المنتجة وما تبقى من تلك العائدات المالية من سعر البرميل الواحد هو (8) دولارات ولو اجرينا عملية حسابية بضرب ثمانية دولارات في ثلاثة وثلاثين مليون برميل كانتاج سنوي ..فان الناتج لا يساوي 20 % من رواتب موظفي الدولة ؟؟!!

 

ومن حقنا نحن المتابعون والاخرون من ابناء شعبنا ان نتسائل لماذا يتم احتساب موازنة 2016 على اساس سعر برميل النفط بـ (45) دولارا بينما السعر الحقيقي لحاصل البيع هو (33) دولارا …مع ان التوقعات تشير الى احتمال هبوط سعر النفط الى اقل من ثلاثين دولارا للبرميل الواحد.

 

ما هذه السياسة ؟؟ والى اين تريدون بنا …وهل تعتقدون ان كل الشعب العراقي اصبح جاهلا وأميا كما هو مبرمج له… ايها السادة ولستم بسادتي ان سياستكم الاقتصادية وغيرها من السياسات الاخرى تزيد كراهية الشعب لكم ..واصبحت المسافة بينكم وبين الشعب طويلة جدا ..بحيث اصبح التواصل بينكم شبه معدوم..

 

ان الشعب ايها السادة يعلم علم اليقين ان ثروات بلده قد سرقها من هم في سدة الحكم ان كانوا في البرلمان او في الحكومتين السابقة والحالية ..والكثير منهم من شارك في المصادقة على هذه الموازنة وهو يجلس بينكم وانتم تعرفون جيدا حجم السرقات التي ارتكبها هذا السياسي او ذاك ….والذي يضعنا في موضع الشك .. لماذا الكل يسكت عن الكل في عدم كشف الفساد …؟

 

ماذنب الموظف البسيط والمتقاعد كي تمتد اياديكم الى جيوبهم لتستقطعوا من افواههم لقمة العيش البسيطة التي يتناولونها..؟

 

وما ذنب الملايين من شعبنا الصابر الابي كي يتحمل زيادة في الضرائب بشكل عام .. وهل تتحمل حجم المدخولات السنوية للمواطن العراقي هذه الضرائب والارتفاع الكبير في اسعار السلع والمواد الغذائية حال تطبيق قانون التعريفة الكمركية …؟

 

هل تعلمون ان سياستكم التي ادت الى اعلان الافلاس ستؤدي الى زيادة حجم الجريمة والفساد المالي والاداري في كل مرافق الحياة في العراق ..ام انكم غارقون بملايين الدولارات ولا تعـــلمون ما سيترتب عن سياســــتكم الفاشلة هذه ..؟

 

لقد سرقت ثرواتنا وقتل شبابنا وهجر اهلنا وانقسمنا اجتماعيا وزاد الجهل والامية وزادت عمليات السلب وانتشرت المخدرات والعراق الان مكبل بالديون وعاد للاقتراض من البنك الدولي رغم شروطه القاسية والفوائد التي سيفرضها على تلك الديون …هذا كله نتج عن سياستكم السيئة …فماذا تريدون بعد ؟

 

اننا نخشى ان تمتد سياستكم العبقرية هذه الى وضع ايديكم على ثروات اجيالنا التي انعم الله علينا وعلى اجيالنا بها.. وتقومون برهن احتياطنا النفطي من اجل استمراركم وتمسككم بكراسي الحكم.

 

ولماذا يتحمل ثلاثون مليون عراقي حجم هذا الجور والظلم والفساد والجوع والفاقة من اجل ان تعيشوا انتم بنعيم لم يعرفه الملوك والسلاطين في العهود الماضية والحالية ..؟

 

وماذا بعد ماهي سياستكم المستقبلية ..اخرجوا على الاعلام وطمئنوا الشعب عما ينتظرهم من مستقبل مجهول ..؟

 

لا توجد حكومة بالعالم لم تحدد سياستها المقبلة امام شعبها ..الشعب اليوم غير مطمئن على حياته وعلى مستقبله .فالى اين نحن سائرون .