العراق وآخر معاركه مع داعش |
الموصل ـ عبد الحميد الاسماعيل يخوض تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) ،اخر معاركه في العراق وسوريا، بعد ان فقد مساحات واسعة من الارض كان يسيطر عليها ، وهذه الاماكن تحتوي على موارد نفطية هائلة ، مثل حقول ابار نفط مكحول وعلاس والعجيل وغيرها ، اضافة الى الموارد الاخرى ، بعد ان تم قطع الامدادات بين العراق وسوريا وبين سوريا وتركيا وتشديد الحصار عليه من قبل التحالف الامريكي والتحالف الروسي ، فهو يعاني الان من حصار خانق وقلة موارد وطرق امد\اد عسكرية ونفطية مقطوعة تماما ، ومع هذا فهو يشن اكثر من عشرين هجوما انتحاريا على المدن والقصبات والنواحي في نينوى والانبار والفلوجة وبيجي وجبال مكحول وغيرها ، يرافقها تقدم في عناصره ولو بشكل متقطع وعلى شكل قفزات الضفدع في المصطلح ألعسكري اعطى فيها خسائر كبيرة جدا لغرض الاحتفاظ بمواقع استراتيجية تحتوى على موارد تؤهله لاستمرارية البقاء وإدامة زخم القتال والتمدد ، إلا ان هذا لم يحصل ،برغم عنف وقوة الهجومات ، بسبب تأثير الطيران الجوي من قبل القوة الجوية العراقية والتحالف الامريكي وعلى مدار اليوم الواحد،وهذا هو السبب الرئيسي لانحسار تقدم وتمدد داعش في مناطق حساسة يبحث عنها ، وهذا اعطى فرصة مهمة لقوات التحالف والجيش من التقدم الى مدن وقصبات وتحريرها ، الا ان معركة الانبار التي تدور رحاها الان في قلب الرمادي هي الاعنف والاهم على الصعيد السوقي والعملياتي ، لان نتائجها ستقرر مصير معركة الموصل الحاسمة والمؤجلة منذ اشهر ، لذلك نحن نرى ان معارك داعش الاخيرة وإصراره على فتح جبهات كثيرة وواسعة في وقت واحد،قد اعطت انطباعا ،ان داعش يخسر معاركه كما خسر موارده ، وان بقاءه في المدن هو مسألة وقت لا اكثر بالنسبة لإدارة اوباما ولحكومة العبادي ، نحن نرى ان معركة الانبار هي بيضة القبان التي ستقرر مصير داعش في الموصل والعراق ،لا بل في المنطقة ، لأنها معركة مصيرية بالنسبة للعبادي وإدارة اوباما ، ان يثبتا انهما في طريقهم الى انهاء داعش في المنطقة كلها وهي الاستراتيجية التي اعلنها مؤخرا اوباما ،لذلك اقتحام الانبار من عدة محاور بعد تطويق المدينة لأشهر مضت ،يعد انجازا كبيرا للقوات العراقية والتحالف لأنه دخل الى حرب المدن لأول مرة ،وهذا يتطلب منه اما الهزيمة او ألنصر لان حرب العصابات في المدن هو من اصعب الحروب وأقساها واعقدها ، واعتقد ان القوة الهائلة العسكرية التي تقدمت الى الانبار بكل الصنوف العسكرية يرافقها طيران جوي لا يتوقف طوال الليل والنهار ،جعل من اسباب النصر اقرب من الهزيمة ، لاسيما وان القوة العسكرية لداعش تكاد تكون (نكتة) امام الجيوش العراقية الجرارة المتقدمة للانبار مع مدفعية وراجمات وصواريخ كراد وزلزال الايرانية ،اذ اعلن ستيف وارن المنسق في التحالف الأمريكي ان قوة داعش في الانبار تقدر(750 ) عنصرا، وبعض القناصين على سطوح ألمنازل لان الامدادات العسكرية لداعش معدومة بسبب الحصار المفروض على المدينة منذ اكثر من خمسة أشهر ونحن نعتقد ان الرقم الذي ذكره (ستيف وارن) غير دقيق أبدا لان ما واجهته القوات العراقية من نار كثيفة جدا وخوض معارك شرسة تؤكد ان العدد اكبر بعشرات المرات عن هذا ،ومع هذا يبدو ان وجود تنظيم داعش في الانبار اصبح مستحيلا ، ويوشك على الانتهاء وإعلان الهزيمة الاكيدة ، ولكن ما يهمنا هنا الى اين تتجه عربة الحرب هذه المرة ، ومن سيمسك بأرض الانبار بعد تحريرها من قبضة داعش، وما هو دور الحشد الشعبي بعد التحرير ، هذه الاسئلة تحتاج الى توضيح لكي يعرف الرأي العراقي والعربي،الى اين تتجه بوصلة الحرب ضد الارهاب ، كما تدعي امريكا وحلفاؤها وروسيا وحلفاؤها ، وهل يتحول (التحرير) الى ( تدمير) نعم الانبار ستتحرر بظرف ايام كاملة ولن يبقى اثرا لداعش وعناصره فيها ، ولكن يجب ان يمسك الارض فيها اهلها من الاجهزة الامنية والجيش والشرطة المحلية وأبناء العشائر ،ويرفضون دخول الميليشيات الطائفية لها ، ان الاحتفاظ بالنصر اصعب من بلوغه ، وان داعش فقد القدرة على المواجهة العسكرية امام الطيران الكثيف للتحالف الدولي الامريكي والروسي والفرنسي وغيرهم ، فأعتقد ان المعركة القادمة ستتجه الى الموصل في الايام القادمة بعد الانتهاء من معركة الانبار ، وقد اعلن السفير الامريكي في بغداد هذا حين قال (يجب التوجه الى الموصل فورا بعد الانبار واستثمار النصر)، فمعركة الموصل بكل تأكيد ستكون حاسمة ومصيرية بالنسبة للطرفين الامريكي والعراقي وتحالفهما الروسي والفرنسي والإيراني من جهة وداعش من جهة اخرى ، وهناك معطيات عسكرية لداعش على الارض هناك تستدعي قراءتها ،لكي نفهم كيف يفكر داعش وقيادته هناك ، فداعش الان في الموصل يشن عدة هجومات في اليوم ألواحد في قواطع عملياتها ،وتريد ان تسجل تقدم فيها فمن قاطع مخمور الى الخازر الى الحويجة الى النوران الى زمار الى الكسك الى بعشيقة وتلسقف ، وهذه العمليات كلها مع قوات البشمركة ، التي استطاعت ان تصد كل هذه الهجومات وتفشل اهدافها الاستراتيجية ، وهي تشتيت القوة ، علما ان الطيران الامريكي قد رافق كل هذه المعارك وهو عامل اساسي في ايقاف تقدم عناصر داعش وإفشال هجوماتها المتكررة واليومية لهذه القواطع ، مما يؤكد ان داعش يريد ان يرسل اشارة اثبات القوة وهو فاقدها ، لأنه يخسر الهجومات ويهزم في اكثر من مكان ،فكانت خسائره في منطقة الخازر كبيرة وكذلك معركة النوران وسنجار ،فخسرت مئات الضحايا والقتلى فيها ، وهذه الخسائر تؤكدها الانباء التي يتناقلها ابناء الموصل على الفيس بوك وان المستشفيات مكتظة بالقتلى ، هذا من جهة ومن جهة اخرى ،يقوم طيران التحالف الامريكي بقصف عشوائي وحشي على ما يسميه(مقرات داعش) وأماكن تواجد عناصره،الى ان كذب هذا اثبتته مجزرة حي 17 تموز التي راح ضحيتها اكثر من ثلاثين شهيدا من الابرياء المدنيين حيث استهدف الطيران ملعبا للأطفال ومجمعا طبيا وتدمير عائلتين بالكامل ، وهذا يؤكد حقيقة الطيران ، وتحويله من عملية تحرير المدينة الى تدمير المدينة وقتل ابنائها دون ان يستهدف داعش ومقراته وعناصره ، وهذه الاكذوبة التي يصدقها البعض هي لذر الرماد في العيون ، معركة الموصل قادمة بعد معركة الانبار مباشرة ، ولكن كيف ستكون عملياتها ، هل تدمير المدينة وقتل ابنائها والسماح لعناصر داعش بالانسحاب منها بعد التدمير الكامل للمدينة ،ام ان انها ستكون معركة خاطفة كما اعلن وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر ، وتجنيب السكان الدمار الشامل الذي تتخوف منه المدينة وأهلها ، وهل ستكتفي قوات التحالف الامريكي وطيرانه والبشمركة وقوات الجيش العراقي بخوض المعركة لوحدها ،ام ستشرك الحشد الشعبي والميليشيات في المعركة ،والتي يصر العبادي ان يشرك الحشد فيه، بعد ترحيب محافظ نينوى بالحشد ألشعبي بعد ان كان يرفضه محافظها ألسابق وهل سيشارك في معركة الموصل حشد نينوى الوطني بقيادة اثيل النجيفي وقوات تركية ترابط في بعشيقة وأطراف الموصل في التحرير ، اعتقد وحسب معطيات المعارك في كل القواطع ، وحسب اصرار التحالف الدولي بكل دوله ، ان معارك داعش باتت نهايتها قريبة على اقل تقدير في العراق،قبل ان تتحول الى سوريا ،بإستراتيجية عسكرية اخرى تعلنها ادارة اوباما هناك ، بعد ان توحدت فصائل المعارضة السورية برعاية سعودية في مؤتمر الرياض ، ما عدا تنظيم داعش، ان معارك داعش تشارف على نهاياتها في العراق وسوريا ، وما ظهور سيناريوهات عديدة منها انشاء جيش وتحالف اسلامي عسكري تقوده السعودية ، وجيش اخر قوامه مئة الف مقاتل من دول عربية وإقليمية ،منها عشرة آلاف جندي امريكي للحرب على داعش والميليشيات الايرانية في العراق ، لست متفائلا كثيرا ،كما يتصورني ألبعض ولكنني احلل الاحداث كما هي على الارض.
|