الدمعة والإبتسامة |
اختلف الكثير على ان الدمعة هي حالة تجسد الضعف والانكسار وهي سلاح للمراة واحيانا للرجل يحاول ان يقنع الاخرين بحالة تعبيرية يعجز اللسان في كثير من الاحيان ان يجسدها ويوصلها للطرف المقابل، وهنا اتفق الكثير من المختصين بالعلم النفسي على ان الدمعة هي عصارة الشعورالداخلي والعاطفة لدى الانسان للتعبير وبكل مايملكه من احاسيس عن حالة داخلية تتفجر بداخله وبالتالي تعد الدموع هي اسمى حالة يصل اليها الانسان وبغض النظر عن جنسه . وبنفس الشعور والعاطفة الابتسامة هي الاخرى تعد التعبير الاسمى للانسان للتعبيرعن حالة داخلية يحاول ايصالها للطرف المقابل وهي الوسيلة التي عدها الانسان الافضل لاقناع الاخرين وعدوها اللغة المشتركة بين سكان الكرة الارضية . والابتسامة تاتي احياناً للاعجاب والشكر والتقدير والاعتذار واحيانا نستخدمها للاستهزاء والتلقيل من شان المقابل وفي مجتمعاتنا العربية استخدمت الاخيرة على نطاق واسع . وللاسف في يومنا هذه افتقدنا الابتسامة التي تغنى بها الشعراء والمطربين ووصفوا المبتسم بالانسان المتفائل والطيب والذكي والمتخم بالعواطف والحنان وله القدرة على ايصال الكلمة الطيبة للاخرين واقناعهم في احاديث نختلف عليها وبذلك يكون المبتسم نقيضا مباشرا ومختلف عن المتشائم او العبوس الذي يتصف بصفات مع اهله وذويه وزملائه لاتقربه اليهم ، وتنعكس الابتسامة على واقعنا العراقي فكثيرة هي الحوادث والقصص والحكايات اليومية التي نصادفها ونعيشها بواقعنا وفي الشارع الذي يعاني من الاختناقات المرورية والحوادث بسبب فقداننا لقواعد السير والمرور واحيانا فقداننا للصبر والتاني وعدم الاحترام جميعا تقودنا الى مشاكل ربما تتطور لتكون عصيبة نندم عليها بعد فوات الاوان للتحكم باعصابنا وتصرفاتنا التي نفتقدها ساعة وقوع المشكلة او الحادث والامثلة كثيرة على ذلك ، ويقينا اننا نفقد بمثل هكذا حوادث ومشاكل الابتسامة التي تعد السلاح القوي والفعال للعاقل والمثقف والمتفهم لحياة التي تبنى على اساس التسامح . نعم فقداننا للابتسامة ساعة غضب الطرف المقابل الذي نتصرف معه بشكل ووجه عبوس يعني اننا نضاعف حجم المشكلة ومثل مايقول المثل الشعبي (يزيد الطين بلة) فبدلا من ان نفاقم حجم المشكلة لنفكر قبل اي تصرف باستخدام الابتسامة التي نظهرها امام الاخرين وقبل فقدان اعصابهم وربما تصل الحالة الى مشكلة نندم عليها كثيرا وسنكتشف وقتها كيف تكون الابتسامة فعالة عندما تمتص غضب الاخرين واطفاء نار المشكلة مهما كان حجمها وكثير منا نجح بامتصاص غضب الاخرين بابتسامة رقيقة تجعل من الطرف المقابل يعتذر بل يحترمك ويودك ويقدرك وهذا هو المراد وبدلا من تفاقم وتازيم المشكلة حلها بابتسامة حلوة تطلقها في البيت والشارع والدائرة . لتزيدك قوة وصلابة وثقة تفرضها على الاخرين لتبقى الابتسامة هي سر من اسرار الحياة بين الانسان وتبقى الدمعة هي الاخرى التعبير عن عصارة الشعور الانساني العاطفي من خلال دموع نذرفها في حالات مفرحة او محزنة لتبقى تعبيرا انسانيا خالصا . والغريب والعجيب ان اخصائي علم النفس من الاطباء اكتشفوا ان الدموع التي تذرف بطريقة تمثلية اي كاذبة يختلف طعمها عن الدموع التي تذرفها الحالات الانسانية والعاطفية والصادقة فدموع التمثيل والكاذبة يكون طعمها حلوا والدموع الصادقة يكون طعمها مالحا وفجا ، وهذا لايعني اننا نبادر بتذوق الدموع التي تذرف من الطرف الاخرين لتحديدها والدمعة حالها حال الابتسامة فالابتسامة الكاذبة يقال عنها ابتسامة صفراء والصادقة يقال انها ابتسامة عظيمة ونقية ولها القدرة العجيبة بامتصاص غضب الاخرين لتعلن الهدوء والتروي بتصرفات اية مشكلة وهي عكس الصفراء او الكاذبة التي تثير الطرف المقابل وتعقد المشكلة .
اذا فلنبحث دائما بل ونستخدمها بحياتنا اليومية عن ابتسامة معبرة عن حالات صادقة وحب بين الاخرين المقربين والغرباء سواسية ونبحث عن دموع ساخنة ومالحة . |