فرمان بقاء ومغادرة الحكام

 

لقد نقل الاحتلال الاجنبي للعراق في عام 2003 السلطة الى اتباعه عن طريق الديمقراطية المزعومة وقام الحكام الجدد بابتزاز الناس باساليب الترغيب والترهيب والغيبيات الدينية الضالة والمستحدثة بعد ان خلطوا الدين بالسياسة واطلقوا على انفسهم (جماعة الدين السياسي) لاكنهم فشلوا بأن يقدموا للوطن شيئاً مخالفاً للدكتاتورية القديمة كونهم لم ينزعوا عباءة الانتقام عن اجسادهم حين امتلكوا قوة السلطة واستحلوا شهواتها متناسين حتى قسم الولاء المطلق للوطن والشعب بالعمل لاجله وبذلك حرموا المجتمع من الامساك بفرصته الحقيقية العمل بدولة المؤسسات المدنية المتحضرة وسيادة القانون.

 

 لقد سادت حالات الفساد وانتهاكات الحقوق وحالات فشل اداري وحكومي تراكمية (كماً و نوعاً) وولدت افرازاتها سياسة عقيمة يغلب عليها طابع السلبية والصراعات الاموضوعية التي لامعنى لها ولافائدة منها لخدمة الوطن والشعب لكنها تماماً مستسلمة تماماً للتاثيرات الاجنبية المعالية مستقوية بالاجنبي (الاستعمار الكبير الدول الكبرى – والستعمار الصغير دول المحيط الاقليمي الاجنبي) الذي فرض سيطرة على الحكام تماماً وجعل ايمانهم به مطلقاً لايتزعزع لاعتقادهم بأن بقاءهم في السلطة مرهون بتنفيذ اغراض الاجنبي الداعم لهم وتادية (الاتاوة) المفروضة عليهم لسد فمه وارضاء مطامعه الشريرة وعدوانيته الحاقدة بإمتلاك (فرمان) البقاء او المغادرة لذلك كان خنوعهم وولاؤهم مطلقاً رغم انهم يدعون الاستقلالية المزيفة وخدمة الوطن الكاذبة من اجل ذر الرماد في العيون ومن خلال هذا الواقع المرير  تفجر الصراع بين الحكومة واتباعها ومن يقف وراءها من الفاسدين حثالة المجتمع  الطرف الثاني اصحاب المشروع الوطني والناس المضطهدة والمقهورة والمهدورة الحقوق وقد اخذ هذا التصارع اشكال عديدة وكان اخرها وليس اخيرها التظاهرات التي ابتدأت في 7 اب 2015 وكانت ذروتها الانتفاضة الشعبية التي اخافة الحكام واستجابوا مذعورين ومتخبطين للقيام بالاصلاحات ومكافحة الفساد لكنهم لم يقدموا اي شيء يذكر بعد ان شاب الفتور التظاهرات في الايام الاخيرة بسبب عدم امتلاك المتظاهرين القوة التي تقهر بها خصومها في حين تمتلك الحكومة وطبقة الحكام السياسيين وسائل القوة في المجتمع ابتداء من سلطة الحكم وانتهاء بسلطة المال وسخرة سطوة القانون لحماية مكتسباتها ومصالحها باستخدام طرق واساليب معقدة واستبدادية مزورة ولذلك تبدو ظاهرياً كانها حققت نصراً ولكي يضمن المتظاهرون اصحاب الانتفاضة ديمومتها لابد من تصعيد الزخم الثوري الحاسم في هذه المنازلة المصيرية المتطلعة الى التغيير وفعلها الثوري على طريق الاصلاح الحقيقي بالحوار الجاد والضغط الشعبي من خلال تصعيد زخم التظاهر وتحقيق التلاحم مع الخيرين في القوات المسلحة وقوى الامن الداخلي والحشد الشعبي لتحقيق النصر الذي لايكون الى بالثورة على الحكام المستقوين بالاجنبي