قراءة ( للنصوص الأسلامية التي تمنع دخول الكفار الى جزيرة العرب ) و( دعوة المرشح الجمهوري " دونالد ترامب " حول عدم دخول المسلمين لأميركا ) . |
أولا – لأول مرة نعلم أو نسمع أن الله عز وجل يخلق بشرا على فئتين الأولى بشرا سويا كالمسلمين مثلا ، والفئة الثانية بشرا كافرا ونجسا ! كاليهود والنصارى ، فلا أدري أنا شخصيا كم هذا الله / حسب المفهوم الأسلامي ، من فئوي وطائفي ونازي وعنصري .. ، ولا أكون مبالغا لو قلت أنه ألها غير عادل بالنسبة للبشر الذي خلقهم ! ولكن من ناحية ثانية أن الله من المستحيل أن يكون كذلك أبدا أبدا ، لأن هذا النص أقل ما يقال عنه حسب مفهوم العصر الحالي ضد حقوق الأنسان وضد المساوات وضد الأنسانية ! وأن هذا النص ليس نصا ألهيا بل نصا بشريا عنصريا ! . ثانيا – أرى أن النص أعلاه لا يتوافق مع حديث الرسول ، الذي يبين أن الله خلق الأنسان على صورته ، فلم يذكر حديث الرسول وجود بشر أنجاس وبشر غير ذلك ، أذن هناك نوعا من التقاطع والتضادد بين النص / التوبة 28 ، وحديث الرسول ! فقد ورد في موقع الأسلام سؤال وجواب الأتي (( .. قال رسول الله " وخلق الله آدم على صورته أو هيئته " إلى من تعود كلمة صورته أو هيئته ، وكيف نفسر هذا ؟. الحمد لله روى البخاري (6227) ومسلم (2841) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآن".... قال الشيخ الغنيمان : ( وبهذا يتبين أن الصورة كالصفات الأخرى ، فأي صفة ثبتت لله تعالى بالوحي وجب إثباتها والإيمان بها ) شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري 2/41 ... قال الشيخ الغنيمان : ( وبهذا يتبين أن الصورة كالصفات الأخرى ، فأي صفة ثبتت لله تعالى بالوحي وجب إثباتها والإيمان بها ) ، شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري 2/41 ..)) . ثالثا – رجوعا للتأريخ وكتبه حول تأريخ وجود الأديان في الجزيرة العربية مكة والمدينة وغيرها ، يبين التأريخ أن المشركين واليهود والمسيحيين موجودين على أرض الجزيرة قبل الأسلام ، فكيف يأتي الأسلام ويقلعهم من جذورهم ! أذن ظاهرة التهجير والترحيل هو مبدأ أسلامي تأريخي ! وليس وليد الحاضر وما تقوم به داعش من أفعال لها سوابق تأريخية ، وما حدث في الموصل من تهجير للمسيحيين والأزيديين مثلا من قبل داعش ، هو أكبر دليل على هذا العمل الوحشي غير الأنساني . رابعا – أن الرسول نفسه كانت زوجته الأولى مسيحية / خديجة بنت خويلد ، والذي زوجهم هو القس المسيحي ورقة بن نوفل / أبن عمها ، ومادامت الزوجة مسيحية والذي قام بأجراءات الزواج مسيحي أذن العقد كان حسب العقيدة و الطقس المسيحي ، لذا لاحظنا أن الرسول لم يتزوج عليها في حياتها / لأن المسيحية تمنع وتحرم تعدد الزوجات .. فكيف بصدور نص يخرق كل هذه المواثيق من ذوي الرحم والقربى ويمنع المسيحيين لأنهم كفرة وأنجاس من دخول مكة ويسمح المرور بالمدينة ويمنع المكوث بها ! وهل من الممكن أن ننعت السيدة خديجة زوجة الرسول من أنها كافرة نجسة لأنها مسيحية !، وهذا الأمر ينطبق أيضا على زوجته فيما بعد ماريا القبطية . خامسا – أما ما تقوم به داعش من أفعال يدنى لها جبين الأنسانية ، كأخراج المسيحيين من ديارهم - الذين تم تهجيرهم من الموصل ، أنما هو عملا أسلاميا تاما ، وذلك وفقا وتطبيقا لأحاديث الرسول ، منها " لئن عشت إن شاء الله لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع فيها إلا مسلماً " .[ رواه مسلم]... وأوصى الرسول أمته بقوله: " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب " . [ متفق عليه]. بالرغم من أن المسيحيين يعيشون على بعد شاسع من جزيرة العرب ، ولكن الحديث طبق بعموميته ! ، وأنا لا أعرف كيف أن رسولا مبعثا من الله يخرج العالم من ديارهم ، وهؤلاء القوم هم أخوال ذريته ، وذلك لأن عددا من زوجاته ليسوا على دين الأسلام ، منهم ( عائشة بنت خويلد وماريا القبطية ) / وهما مسيحيتان ، ( صفية بنت حيي بن أخطب ) وهي يهودية . أذن الحقد والكراهية على غير المسلمين تمتد جذوره التأريخية من أيام الرسول محمد ، بل هو الذي وجه وحث ودعا أليه ، وحتى وصل الأمر الى ( ولو دخل مشرك الحرم مستوراً ومات نبش قبره وأخرجت عظامه ) . فما أشبه اليوم بالبارحة ! . دعوة دونالد ترامب : أما دعوة دونالد ترامب ، فأنا أحللها كالأتي ، أولا – أذا كان المقصود منها منعا باتا تاما كليا لعدم دخول المسلمين لأميركا ، فأرى أن هذا الأجراء غير منطقيا وليس من باب العدالة بشئ ، لأن الدعوة تتعارض مع قيم الأميركيين ، وتتضادد مع قانون حقوق الأفراد ومبدأ احترام حرية الأديان المعمول بهما في أميركا ، كما أن ليس كل المسلمين أرهابيين . ثانيا – لكن من جهة أخرى أرى أن كانت الدعوة أنتقائية ضد فئة معينة من المسلمين من الذين أوراقهم وسجلاتهم الثبوتية غير موثقة أمنيا فأرى في هذا الصدد للدعوة بعضا من المنطق خاصة بعد أعمال الأرهاب الأسلامي في أميركا وأوربا ، ثالثا – أما موضوع مراقبة المساجد والمراكز الأسلامية ، فلا من ضرر في هذا ، حتى وأن كانت هذه الأماكن للعبادة ، وهذا أنطلاقا من التحسب والحذر . أما أذا كانت الأماكن مشككا بها ! وتستخدم كقاعدة لأغراض الدعوة للجهاد والحث على تجنيد الشباب للمنظمات الأرهابية ، فأرى ليس فقط مراقبتها بل غلقها الى الأبد لأنها تهدد الأمن . رابعا – أرجو الأطلاع على مقال للكاتبه نادين البدير ( * ) ، المستغرب بالأمر أن الكاتبة سعودية الجنسية ! ( والكاتبة تشير الى دعوة المرشح الجمهوري "ترامب" حول حظر المسلمين من دخول أميركا ) ، ومن سياق المقال نلحظ دليلا على صحوة فكرية في العقلية السعودية التئ تحاول المملكة ومؤسستها الدينية تغييبها ! . خامسا – دعوة ترامب تمخضت أنطلاقا من أن أميركا ديمقراطية وعلمانية ، فهي من جانب أنها تكرس مبدا حرية الأديان والمعتقدات ، ولكنها بنفس الوقت تقبل الرأي و الرأي الأخر وتحترم الكلمة الحرة . خاتمة : نحمد الله كثيرا ، من أن المرشح دونالد ترامب لم يطلع على الأيات القرأنية والأحاديث النبوية التي تصف المسيحيين بالكفرة الأنجاس هذ من ناحية ، ومن ناحية أخرى الى ماذا كان سيدعو ترامب لو أطلع على هذه النصوص التي تحظر دخول المسيحيين الأنجاس الكفرة الى مكة وترامب هو أحدهم لأنه مسيحي !! من المؤكد أنه كان سيدعو الى أخراج المسلمين المقيمين في أميركا أيضا ، وذلك من منطلق المعاملة بالمثل / كما هو معمول به بالسعودية التي لا تسمح بدخول الأنجاس الكفرة من المسيحيين واليهود الى مكة ، و " السعودية من ناحية أخرى منبطحة على بطنها أمام الغرب ! " .. وعلى أقل تقدير كان ترامب سيدعوا الى أخراج " المحجبات والمنقبات وأصحاب الدشاديش السلفية القصيرة وذوو اللحى غير المشذبة تشبها بأسامة بن لادن " من أميركا – والله أعلم ! . ( * ) ملخص مقال للكاتبه السعودية - نادين البدير ، بعنوان ( هل يثورون باسم الصليب ) / نقل بتصرف : .. تخيلوا أن شابا من الطرف الغربي من العالم سافر إلى هنا ، ونفذ مهمة تفجير نفسه ، باسم الصل...يب ، وتخيلوا أصواتاُ لرهبان وقساوسة تصل مسامعنا من كنائس ومعابد داخل العالم العربي وخارجه ، وهي تصرخ أمام مكبرات الصوت داعية على المسلمين الكَفَرة (اللهم دمر المسلمين واهزمهم أجمعين).. تصوروا أننا مَنحنا مجموعات أجنبية لا حصر لعددها إقاماتِ وهويات وجنسيات . ثم يخرج مارد الكره من بين المهاجرين كالهمجي المتعطش للدم فيقتل ويسفك أرواح أبنائنا في شوارعنا وداخل مبانينا وصحفنا ومساجدنا ومدارسنا .. وظهر الغضب و نشروا تصريحات مخيفة بطل آخرها كان " دونالد ترامب " يطالب بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة . غريب اعتقادنا بامتلاك حق استنكار تلك التصريحات ، بدلاً من أن ندس رؤوسنا خجلاً وخزياً من العار الذي جنته مناهج تعليمنا وتربيتنا وتنشئتنا وأنظمتنا التي استهترت بواجب بناء الإنسان . بدلا من الالتفات لداخلنا وطرق عبادتنا المتطرفة وأساليب تعاملنا الرجعي مع بعضنا ومع العالم ، بدلاً من الاعتذار للعالم شُنت الحملات ضد تطرف ترامب وماري لوبين اليمينية . ولو أننا بقينا صامتين لكان أفضل .. فمَن ردَّ عليهم كان العالم الغربي نفسه البيت الأبيض .. ، ماذا ستكون ردة فعلك لو أن أوروبياً فجر مسرح مدينتك أو المقهى الذي يرتاده ابنك ؟ وماذا ستفعل لو سمعتَ اللعنات على دينك ومعتقدك أيام الآحاد . تخيل نفسك في أمستردام أو لندن أو نيويورك ووجدت من يشكّك في أصل كتابك القرآن ، أو في خلق رسولك الكريم ، وعرفت أن الطلبة هناك يدرسون بمناهجهم أنك كافر وأن أمر قتلك جهاد يوصل للحور العين ، هل كنت لتمضي بقية الصيف أو تبتعد أو تفجر نفسك أو تفعل أدنى الأمرين فتنفس عن غضبك وتطالب بمنع دخول المسيحيين بلاد العرب ، ماذا كنت ستفعل ؟ وأي حرب ستندلع لو تخلى الغربي عن قيمه أمام جرائم الدم الدخيلة وظهر تطرف غربي أو مسيحي مضاد في مدننا العربية ؟ بعد كل هذه المهازل يخرج عليك محلل عربي مهزوز بخطاب هش يردد صاحبه عبارة مكررة ملايين المرات : ( هؤلاء لا يمثلون الإسلام ) . هذا فقط ما تحويه جعبتنا .. مجرد عواء . |