في العرف العسكري تؤدى تحية ( السلام خذ ) لمن هو في تربة مقدم فما فوق ، ولايتم أخذ هذه التحية إلا من خلال استخدام البندقية .ولكن لضرورة الحدث التأريخي المهم في حياة الامكنة والمدن المسلوبة تؤدى تحية السلام خذ لها عندما يتم تحريرها من مغتصب سلبها من حاضنتها الوطنية.
والرمادي تلك المدينة التي أسس أطلالها الخليفة العباسي ابو العباس السفاح ، وصنع لها الوالي العثماني مدحت باشا تنظيما اداريا بمستوى لواء والتي تعيش في مودة الماء الفراتي واكتاف رمل الصحراء وتنتشر على عباءة ظلال النخيل فيها مضارب قبائل الدليم العربية ــ العراقية .عاشت حزن الأحتلال لأكثر من عام ، وشاهدت في الم اباحية الفتوى الارهابية في تحويل الحضارة الى نمط من همجية التفكير والتخلف.
ولكنها تعود اليوم بفضل تلك البندقية التي يحملها الجندي العراقي والتي تقاتل ومتى تنتصر تؤدي تحية السلام خذ للمكان الذي انتصرت فيه.
صورة مدينة الرمادي المحررة ، هي صورة الحلم في تفاصيل عودة الجزء الى الكل ، عودة السعف الى نخيله والنهر الى صياديه وزوارقه وقراه.
وبعيدا عن التفاصيل المملة التي سببت ضياع الرمادي وتكريت والموصل ، يبقى حلم القلب أن لا يدوم الوجع في ضياع مدن اخرى وان يتم تحرير كامل ما فقدناه بسبب غباء الخطط واللصوصية واللامبالية والالوية الفضائية.
خسرنا المدن ومعها خسرنا 29 مليار دولار من الاعتدة والمعدات واثمن من هذه المليارات خسرنا البشر ، الرأسمال الأثمن في بسيطة هذا الوطن المبتلى بالحروب والجنرالات ولصوص علي بابا.
عودة الرمادي الى الوطن بالرغم من الدمار الذي لحق في كامل بنيتها التحتية إلا أنها هذا الفعل الوطني الغيور ،دليل على أن تحية السلام خذ التي تؤدى الى ضباط الركن .انما هي مستحقه عندما نشعر أن المدينة تمت استعادتها بهمة اؤلئك الجنود وضباطهم ومن يساندهم من حشد وابناء عشائر.
صورة المدينة في عودتها الى اهلها تذكرنا بحلم السوفيت يوم استعادوا ستالين غراد وهي مهدمة.
لكن عجوزا روسية نطقت امام قائد حامية المدينة الالماني الذي وقع اسيرا قولها :انتم جعلتموها اليوم ركاما ، وغدا سنجعلها حدائق.