الطائرة الحربية الروسية قشة قصمت ظهر البعير التركي |
كان التدخل الروسي غير مرغوب فيه في الوهلة الاولى داخل سوريا من الجانب الامريكي، واسرائيل ، وحلف الناتو ، وبعض حكام الدول العربية ؛ لان هذا التدخل سيقوي شوكت المحور الثاني المقاوم والمناهض الى داعش وهذا الامر يزعج امريكا وحلفائها كثيرآ ، لكن ليس بيد الاخيرة حيلة من اجل دفع الدب الروسي عن خارطة الصراع الدائر في سوريا ، ولاسيما بعد ان كشر الدب الروسي عن انيابه وظهر من سباته ؛ كون روسيا دولة عظمى وتمتلك الترسانة النووية ، حيث كما قال’ بوتين’ في تصريحه الشهير (ان امريكا لا تخشى روسيا كبلد بل انها تخشى روســيا لانها تمتلك الترسانة النووية) . وبعد الهجمة الاعلامية البربرية الشرسة من القنوات الغربية ، وبعض القنوات الفضائية العربية، ضد التدخل الروسي ، الا ان هذه الهجمة سرعان ما انكسرت شوكتها ،وغض بصرها ، واستسلمت للواقع الجديد ؛ عندما قامت القوات الروسية باطلاق الصواريخ المجنحة من البوارج المتمركزة في بحر قزوين حيث يبلغ مدى هذه الصواريخ مايقارب ثلاثة الاف كيلو متر ، وعبرت الاجواء الايرانية مرورآ بالاراضي العراقية وقد اصابت اهدافها بشكل مباشر ومؤثر في الاراضي السوريه ، لكن حدوث هذا الامر ليس محض مصادفة ، بل امر مخطط له وفيه ابعاد معقلنه ورسائل قد يعيها من له علاقة بهذا الامر من قريب او بعيد ، ومن هذه الرسائل : اولهما : الرسالة الاولى الى امريكا وهي عليك ان تعي وان تنتبهي بان الدب الروسي قد كشر عن انيابه ، واعاد عظمة الاتحاد السوفيتي، وانه يستطيع ان يصيب اي هدف امريكي من داخل روسيا نفسها . وثانيهما : رسالة خاصة الى تركيا وحلف الناتو التي تعد تركيا جزء من هذا الحلف ، هو ان الاحتماء بالولايات المتحدة الامريكية وتحالف الناتو فيما بينه لن يحمي ارضيها ان تم التحرش بروسيا او المساس بمصالحها . وقد تم القضاء على الحلم التركي بالتمدد داخل الاراضي السورية واقامة منطقة امنة، منطقة حظر جوي بعد اسقاط القاذفة الروسية الى الأبد . حيث ان هذا الامر اثار حفيظة و غضب الروس كثيرآ ، وبعد ان كشر الدب الروسي انيابه وقبل ان يلتهم فريسته ، قد غرق الرئيس التركي ” رجب طيب اردوغان ” في البحر الروسي المتلاطم الامواج ، وتاه في فلك الحيرة والتخبط و سرعآ ما ذهب الى الاحتماء بحلف الناتو وامريكا ، وسارعت القنوات التركيه ، وبعض القنوات العميلة للحكومة التركية الى ان هذا الامر قد حصل بالخطأ وان تركيا غير متقصده بأسقاط الطائرة ، وهذا الامر افاد روسيا بشكل مباشر و كبير جدآ . اولهما :- التدخل بشكل واسع في سوريا ، بعد ان كان التدخل الروسي غير كبير مقتصر على الدعم اللوجستي المعلوماتي . ثانيهما :- سرعة وتقديم موعد نصب صواريخ اس 400 التي كان من المقرر نصـــــــــبها ليس الان وهي من منظومات الجيل الخامس. ثالثهما :- الحفاظ على المصالح الروسية بمنطقة الشرق الاوسط ليس بالدبلوماسية الباردة ، بل بالقوة العسكرية الشرسة . وبالتالي من الفوضى و الصراع التي تعيشه منطقة الشرق الأوسط فان المستفيد الاول هي اسرائيل؛ لأنها جعلت الشعوب تتقاتل فيما بينها بذريعة المحافظة على المذاهب ، والقضاء على الحلم العربي باقامة دولة قومية عربية مناهضة للاحتلال الاسرائيلي من خلال زرع السرطان الوهابي الداعشي التكفيري في الاوساط الاسلامية الذي بداء ينخر النسيج العربي الاسلامي وقد نجحوا في هذا الامر ، وهذا ثمار مازرعه اليهود وابناء اليهود ” داعش ” امس . والحمد لله ان دفع روسيا الى الدخول في المنطقة، وان كانت لمصالحها لكن هذا الامر يريح بعض الدول العربية وخاصة ايران ، العراق ، ولبنان ، وسوريا اي محور المقاومه ؛ لان الوجود الروسي يحقق شيئا من التوازن العسكري في المنطقه ، بالاضافة الى ان روسيا جادة بمحاربة داعش عكس امريكا وحلفاؤها التي تحاربه في النهار وتقف معه في اليل من اجل سرقة النفط من الشعوب وتقوم ببيعه الى اسرائيل وبالتالي من يكون صنيعة امريكا واسرائيل فمن المنطق ان يرعاه ولا يقتله . كما ان الرئيس الروسي يوم بعد حادثة اسقاط الطائرة الروسيا قام بتوقيع مرسوم يفرض عقوبات اقتصاديه على تركيا ، ومن اهمها منع تنظيم رحلات سفر الى تركيا ، وكذلك منع تصدير الحبوب الى تركيا وهذا بحد ذاته يكلف تركيا 10 مليار سنويآ ، وكذلك الغاز الطبيعي و المعادن ، وكذلك قطاع السياحة وجملة من العقوبات التي سوف تكلف تركيا 30 مليار سنويآ ، ولهذا السبب قامت تركيا عبر رئيسها ‘ اوردغان’ بالتصريح بان هذا الامر قد حدث بالخطأ، وانه يتمنى لو انه لم يقع ، كما ان قبل قليل قد افاد وزير خارجية روسيا ‘ سيرغي لافروف ‘ بان دولته قد توسع دائرة العقوبات كي تكون اوسع من قبل ، كما ان الكرملين قال ان الرئيس بوتن مستفز جدآ بحالة لم يكن عليها سابقآ مثل الأن ، ومن ثم فان تركيا ستلطم الخد على فعلتها وتبقى نادمة الى الابد .
|