يأجوج ومأجوج

 

من منا لا يعرف القصة التي ورد ذكرها في القران الكريم والتي تحدثت عن قوم مفسدين في الارض والتي سماهم القران الكريم (يأجوج ومأجوج ) وللذي لا يعرف هذه القصة سوف اوجزها له بسطور قليلة . يروي القران الكريم قصة فاتح ومصلح عظيم سماه ذا القرنين تمكن من فتح بلدان كثيرة واقام العدل فيها  حتى وصل الى بلاد كان يعاني اهلها من غلبة اقوام همجية مجاورة لهم كانوا يهلكون الحرث والنسل ،عند ذلك استنجد اهل هذه البلاد بذي القرنين كي يخلصهم من تلك الاقوام الهمجية والتي سموها يأجوج ومأجوج حسب الرواية القرآنية ،عند ذاك شرع ذلك الفاتح العظيم ببناء سياج او سد متين يحول بين تلك الاقوام الهمجية وبين اهل تلك البلاد بحيث انهم اي يأجوج ومأجوج لم يستطيعوا له نقبا اي لم يستطيعوا هدم ذلك السد الذي بناه ذو القرنين وبذلك حل هذا الفاتح مشكلة امنية كانت تؤرق وتهدد حياة اهل تلك البلاد ،رغم انه لا ينتمي الى اهلها ، ولقد ازدانت كتب  التفسير الاسلامية  بشروحات وتفاسير عديدة لهذه القصة وقد قال جماعة من المفسرين ان السد سينهار وسيخرج هؤلاء القوم مع اقتراب الساعة وان هذا الحدث سيكون مؤشرا او علامة من علامات الساعة ، كما ان التاريخ العربي ذكر حوادث عن اشخاص اعتقدوا ان هذا الحدث العظيم قد تم بالفعل وقالوا انه تحقق  بدخول المغول الى بغداد فاتحين . كما روى احد الاشخاص في  العصر العباسي بانه حلم بان السد  قد انهار وابلغ بذلك رجال الخليفة .

 

 وتوسع المؤرخون في وصف اقوام يأجوج ومأجوج  واضفوا على القص القرآني بعدا اسطوريا بقول بعظهم ان تلك الاقوام لها اذان طويلة وان احدهم يفترش احدى اذنيه للنوم ويتغطى بالأخرى وقال اخرون انهم عندما ينقبون السد في اخر الزمان ويخرجون من سجنهم سيشربون بحيرة طبرية في بلاد الشام وقالو وقالوا…. .لقد تذكرت هذه التفاصيل وانا اتابع عبر وسائل الاعلام تدفق مئات الالوف من الايرانيين والافغان الى العراق عبر منفذ زرباطية الحدودي مع ايران في محافظة واسط كي يؤدوا زيارة مرقد الامام الحسين في ذكرى اربعينيته بعد ان استطاعوا نقب السياج الحدودي الذي بنته الحكومة العراقية  وسط عدم اكتراث حكومي وصمت مريب الا من بعض التصريحات الخجولة والمتواضعة التي احتجت لدى الجانب الايراني ببيانات خفيفة اللهجة ازاء هذا التجاوز السافر و الخطير للسيادة الوطنية . نحن لا نعلم ماذا سيشرب هؤلاء ؟ ربما نهر دجلة او ربما مياه الثرثار او العظيم ،ولكن الادهى من ذلك هو ان من بين المقتحمين لحدود العراق ما يقرب من 150 الف افغاني  – حسب بعض وسائل الاعلام لم تعطهم الحكومة الايرانية عندما كانوا في اراضيها اية اوراق ثبوتية رسمية  وعندما سيغادرون العراق- هذا ان  رغبوا بالمغادرة وعلى فرض حسن نواياهم ازاء العراق عند ذلك ستعتذر الحكومة الايرانية عن السماح لهم بالدخول كونهم لا يحملوا اية اوراق ثبوتية وبذلك فقد يكون حصان داعش قد نفذ فعلا الى طروادة العراق ، فكيف سنضمن ان ليس في هؤلاء الافغان الوافدين دواعش كثر ؟ ومن اين وكيف سناتي بفاتح اجنبي مثل ذي القرنين ليضرب عليهم بسد من حديد واي مسؤول  نزيه وخال من شبهات الفساد  سيستورد  صفقة زبر الحـــــديد؟ ومن سينفخ ؟