حمى التنافس

 

أنفاسٌ ملتهبة وصدورٌ متألمة لما نسمعهُ يومياً من أراءٍ ونقاشاتٍ سياسية للعديد من الشخصيات والمحللين في مختلف الفضائيات والصحف اليومية حولَ الإرهاب ومسبباتهِ ،وقبلَ أن أتطرق لجوهر الموضوع أود أن اوضح للقارئ العزيز بأنني لستُ مُشرعاً ولا يمكنني التكهن والتعرف على سرائر الانسان  ولا أنوي الابحار في السياسة التي باتت (بعبعاً)يخشاهُ الجميع بل أنا طالبةٌ للحقيقة ومُخلصةً في قصدي فعندما أجدُ ما يستوقفني أبحثُ في حيثياتهِ ليسَ حباً لنفسي أو مُجاراةً لأهوائي بل أهيمُ بهِ واستقراه للوصول ولو لذرةِ حقيقة نُقنع بها البصائر النيرة والعقول السليمة، ناجيتُ نفسي قليلاً وتوقفتُ لأُحدثكم عن عراقُنا وما يعلوهُ من سُحبٍ سوداء مُحملةٌ بالدخلاء !!فها هو أرضٌ مكتظة بالأغراب بعدَ أن حكمَتهُ رموزٌ مثقفةٌ بثقافةِ القطيع ورموزٌ دينيةٌ مكونةٌ من تلاميذ الاصطفاف الطائفي ورموزٌ سياسية سياسيوها (مُرضى الأنانية) لنجد أنفسنا مُحاطين بتحدياتٍ نقيضَ وطنيتنا فالبعض ذكرَ بأن (الأرهاب )هم (السُّنة)مُتمثلةً بالسعودية وحلفائها الأربع وثلاثين دولة وان القاعدة وداعش هما وجهان لعملةٍ واحدة وان الانخراط في ذلك الحلف ما هو الا نصرةٌ (لأنتحاريٍ ما) بينما البعض الاخر يعطي تحليلاً نقيضاً للأول فيقول بأن الأرهاب هم  (الشيعة)مُتمثلةً بأيران وثورتها التي ترغب بتصديرها الى خارج حدود الدولة الأيرانية عن طريق استنهاض الروح الطائفية ،فها نحنُ أمامَ فريقين كلٌّ منهم مصابٌ (بحمى )التنافس والتي هي (وحشٌ مُفترسٌ)يسيرُ جنباً الى جنب مع تطور رغباتهم وحاجياتهم التي يميلون الى اشباعها عن طريق تصفية حساباتهم الخارجية على أرض المقدسات والرافدين بعد أن سقطنا فعلاً في براثن التخلف والفوضى مما زادنا هشاشة وأنتشرَ الفقر والجهل والتهميش ونُظمت الجريمة المُنظمة بصورةٍ تكتيكية أكثر مما هي مُنظمة وغيرها من المعضلات مما أوصلنا الى دولةٍ ضعيفة مشارفها الهاوية ،ولكن يؤسفني أن أصل الى الحقيقة التي يتحتمُ عليَّ قولها ولا يمكنني أن أتنصلَ عنها فكل الاطراف هم (الأرهاب عينهُ)وأنا بهذهِ الأسطر ومن خلال هذهِ الجريدة الموقرة التي زادتني شرفاً وفتحت الأفاق أمامي أطلبُ متواضعةً من كل مواطنٍ عراقي ان يتعامل مع الشخص بعيداً عن دينهِ وطائفتهِ وينبذُ كلُّ ما هو غير مسؤول ولنحافظ على وطننا(العراق) الذي لا يمكن تعريفهُ بسطورٍ أو حتى مجلدات فمنهُ نبتدئ وإليهِ ننتهي ،فهو ذرةُ تُرابٍ مع قطرةِ ماءٍ تشكلتُ أنا وانتم منها فكنا وعشنا وسنظل وليكتُب التأريخ للأجيال القادمة صفحاتٌ يفتخروا بها ولتبقى حناجرهم تهتفُ نعم نعم للوطن الواحد ..نعم نعم للأرض الواحدة ..نعم نعم للشعب الواحد . المواطنة العراقية