"في الليل نغفو على حكايات أمهاتنا, عن سعلوات وطناطل, وكائنات ممسوخة وجن, قاطنين في طبقات ارض سفلى, يخرجون لنا متنكرين بهيئات قطط وأشباه البشر", بعض سطور رواية المرأة القارورة, للكاتب سليم مطر, تفصح السطور عن خيال العراقيين, بوجود كائنات عجيبة, مهمتها نشر الرعب والدمار, تحت عناوين الطنطل والسعلوة, لكن لا شواهد حقيقية لها في التاريخ. فقط في العقد الأخير, تكشف لهذه الأسماء الخيالية انطباق, وفي العراق بالتحديد, حيث تتقافز الطناطل والسعلوات للعبث بحياتنا. طناطل وسعلوات اغتصبوا الكراسي, التي في مبنى الحكومة والبرلمان, واحتلوا القصور الرئاسية, وهم من مكنوا الدواعش, من استباحة الدم العراقي, عبر تأسيس دولة خفية, من قردة وخنازير (تجار ومقاولين ومدراء وحاشية), مهمتها الأساس إشباع بطونها, وشراء العبيد والقصور, ونشر الفساد, فكانت الفجائع تتوالى على العراق والعراقيين. مع نهاية السنة أردت استذكار, فصول قصة الطناطل العراقية, فهي من الممكن إن تتحول, لقصة إلف ليلة وليلة جديدة, بنكهة الألفية الثالثة. طنطل يسلح الجيش العراقي بأسلحة فاسدة, ويتعاقد بعقود تخدم البائعين, كصفقة طائرات أف 16, بسبب خضوع الطنطل للأمريكان, وفرحته بالسمسرة, على حساب الوطن, أو جولة التراخيص, التي كان بطلها طنطل الشؤم, القزم الداعر, الذي أعطى أموال بيع النفط للأخر. سعلوة أنيق يضيع على الشعب فرصة السكن, عبر مشاريع وهمية تلتهم أموال الخزينة, وما زلت أتذكر أكاذيبه بخصوص البناء العمودي, و كلامه عن تمكين كل شاب من تملك شقة, ذاكرة تتسبب بألم عند العراقيين. وطنطل ومعه حاشيته يشترون ((حامض حلو)) ب28 مليون دولار, كي يوزعوه على أطفال كوكب المريخ! وسعلوة معمم يعالج (بواسيره) ب59 مليون من أموال الشعب, وطنطل انثى توزع أموال العراق, على عشاقها في غرب الأرض, وطنطل خبيث يشتري الهواء بدل الكهرباء, ويطير نحو الأندلس بالمليارات المنهوبة. بعضهم يقول لي تأمل خير بالنخبة الحاكمة, فأحاول أن أجد بصيص أمل, فلا أجد خيراً يأتي منهم , عذرا انه زمن الطناطل والسعلوات.
|