"الكوفي شوب" يتحول لـ"ملهى" وفتياته يستدرجنَّ الشباب لـ"عصابات الخطف".. 200$ لـ"السهرة الحمراء" |
المعروف أن المقاهي أو ما بات يعرف حالياً بـ"الكوفي شوب" هي أماكن للتسلية وقضاء الوقت مع الأصدقاء، لكن هل يخطر على البال بأن تكون هذه الأماكن "أوكار" لعصابات الخطف والتسليب عبر فتيات جميلات يُغرين الشباب بأشكالهن التي تختلف تماماً عن "باطنهن المستور"؟؟.. سؤالٌ أجاب عليه بعض الأشخاص الذين تعرضوا لمساومات وتهديدات، اضطروا مقابلها إلى دفع مبالغ مالية كبيرة.+
امتازت "الكوفي شوبات" المنتشرة بكثرة في العاصمة بغداد وبقية المحافظات بديكوراتها وألوانها الجذابة المختلفة جذريا عما كانت عليه في السابق والتي لا تتعدى وجود الشاي والحامض، حيث يحرص الشباب الجديد على شرب الاركيلة بنكهات وطرق تحضير مختلفة بالإضافة إلى أنواع من المشروبات الحديثة مثل الكابتشينو والهوت جوكليت وغيرها، تماشياً مع متغيرات العصر.
وعن الأسباب الحقيقية وراء انتشار هذه الأماكن والتي تدفع الشباب العراقي إلى المكوث ساعات طويلة داخلها دون ملل أو ضجر، التقت "سكاي برس" بعدد من الشباب فكانت محطتها الأولى مع صاحب "كوفي شوب" حيث قال إن "هناك إقبال على تدخين الشباب للاركيلة والكوفي شوبات لأن أغلب الشباب ليس لديهم عمل، إضافة إلى أن الأوضاع الأمنية لا تساعد على أن الشباب يسيرون في الشوارع فأصبح الملتقى الوحيد هو الكوفي شوب".
ويضيف أن "القسم الآخر هي كروبات الكليات وتجمع الشباب ويقولون معظمهم ملل وعلى الأقل الاركيلة تسلي وتونس الشخص"، موضحاً أن "المبالغ مختلفة منها بـسعر عشرة آلاف دينار وهناك بـ25 ألف دينار وهي الأراكيل التي تقدمها فتيات".
"المقطاطة" والسهرات الحمراء أما محمد لطيف (27 عاماً) فكان حديثه مختلفاً ويشير إلى إن "اغلب المقاهي المختلطة تمارس النصب والاحتيال فهناك مصطلح دارج بين الشباب الذي يرتادون تلك المقاهي هي المقطاطة إشارة إلى كمية الأموال التي تسحب من الشباب دون تقديم خدمة حقيقية".
ويضيف أنا "تعرفت على احد الفتيات في النادي وقد طلبت مني ٢٠٠ دولار مقابل الخروج معي في سهرة حمراء"، مشيراً إلى أن "الأسعار في تلك المقاهي مرتفعة جدا مقارنة بالمقاهي العادية". ويتابع أن "في الملاهي يختلف الحال حيث يصل طبق المقبلات، إلى أسعار خيالية أكثر من ٣٠ ألف دينار مع بعض الحاجيات الأخرى". نظرة المجتمع
يحق للمرأة أن تعمل في أي مجال يتيح لها توفير لقمتها ومستلزمات عيشها بكرامة وخاصة في ظل الظروف التي نعيشها والتي بسببها فقدت الكثير من النساء معيلها.... لكن السؤال ؟ هل مجتمعنا جاهز لتقبل عمل المرأة في هذا المجال ؟؟؟؟؟
ماجد حسين ذو الـ33 عاماً يتحدث لـ"سكاي برس"، "المشكلة ليست فقط في شغل المرأة في مثل هذه الأماكن لكن في أصحاب المقاهي الذين يشغلون الفتيات من اجل جذب الشباب لهذه المقاهي". ويضيف أن "عمل الفتاة كنادلة بمطعم أو بكوفي شوب لا يوجد فيه شيء، في كل دول العالم ، لكن بالعراق المقاهي واجهة للدعارة". لكن زهراء علي تخالف الآراء وتقول إن "ألسنة الناس تطال كل الفتيات والذي يتحرش بنادلة الكوفي شوب هو نفسه الذي يتحرش بالدكتورة والمهندسة والمحامية"، وتتساءل "هل أن مجتمعنا جاهز لتقبل هكذا أعمال". وتنتقد زهراء ذات الـ24 ربيعاً ، وهي خريجة من جامعة بغداد، الذين يقللون من شأن الفتاة التي تعمل بالكوفي شوب، وتضيف أن "اللي معاجبة هالشي خل يصير برأسه خير ويدبر وظائف للناس يعني لازم يتسولن خطية علمود يعيشن، خصوصاً أن الـ10 الماضيات شهدت مقتل العديد من أرباب العوائل".
حبوب مخدرة وتحذيرات مستمرة ويكشف صاحب إحدى "الكوفي شوبات" الذي طلب عدم الإشارة إلى أسمه، عن "قيام بعض الشباب بطحن حبة براسيتول أو فاليوم ويضعه في المعسل الخاص بالاركيلة ليصل إلى حالة من الدوران والانعزال قليلا عن العالم الخارجي أو إبدال الماء الذي بداخلها بمشروب كحولي للوصول الى نفس الغاية وهو امر خطير جدا".
ويتابع أن "هذه الظاهرة منتشرة بكثرة في المقاهي حيث أن اغلب الشباب يفضلون الانعزال عن واقعهم والابتعاد عن أي مشكلة ممكن أن تواجههم عن طريق تعاطي هذه الأشياء التي تجعلهم فرحين لساعات معدودة حسب قول بعض الشباب الذين يرتادون الكوفي".
الحاج ياسر أبو عمار يتحدث عن المقاهي الحديثة والقديمة ، إن "اغلب المقاهي البغدادية التي كنا نرتادها سابقا كانت أشبه بقاعات لمناقشة الأوضاع السياسية والاجتماعية وآخر التطورات في البلاد"، مشيراً إلى أن "اغلب زوارها كانوا من الطبقة المثقفة والسياسية".
ويتابع "أما هذا الذي يسمى كوفي شوب فهو بعيد كل البعد عن المقاهي القديمة فهو مجرد إضاعة للوقت وهدرا للأموال". بحسب قوله مطالبات بالحد من الظاهرة ويطالب أبو عمار الحكومة والبرلمان بـ"تشريع قانون للحد من ظاهرة تدخين الاركيلة، قائلاً "لابد للحكومة أن تلتفت إلى هذه الحالة وان تسرع بالسيطرة عليها لان ذلك سيقودنا إلى مشاكل كثيرة لاسيما إذا تداخلت الاركيلة مع الحشيشة والبانكو والأنواع الأخرى من المخدرات".
وكان مجلس النواب قد أنهى القراءة الثانية لمشروع قانون مكافحة التدخين يوم 14 حزيران الماضي حيث تباينت آراء النواب بشان جدوى القانون وتوقيته وإمكانية تطبيقه من قبل الأجهزة الرقابية، في حين رأى آخرون أن أهمية القانون تكمن في الحفاظ على صحة المواطن وتشديد الإجراءات لمكافحة التدخين واعتماد عقوبات رادعة للمخالفين في هذا الخصوص. |