سعد عاصم الجنابي..مسلسل فضائح فساد مصرف الخليج تزكم الأنوف..!! ( الحلقة الثانية )

فضائح رجل الأعمال "الاميركي "سعد عاصم الجنابي من خلال مصرف الخليج ومزاد العملة تصل في مبالغها الاجمالية الى مايقرب من المليار دولار.

ويستغل مصرف الخليج لصاحبه سعد عاصم الجنابي مزاد العملة لنهب مئات الملايين من خلال مؤسساته التجارية وقناة الرشيد الفضائية التي كان الامريكيون أحد مموليها ، من خلال الاستحواذ على جوارات سفر منتسبي تلك المؤسسات التجارية والمالية للحصول على صفقات كبيرة من الاموال من مزاد العمالة ويمنح اصحاب تلك الجوازات مابين 50 – 100 الف دينار عن كل جوار شهريا، بالرغم من ان ارباحه اسبوعيا من كل منتسب تتجاوز الخمسة ملايين مرة عن كل واحد من جوازات سفر المنتسبين الذين يعدون بالمئات ، وتقدر حجم الثروة التي استحوذ عليها من مزاد العملة بأكثر من مليار دولار!!

ربما لايعرف الكثيرون عن إمبراطورية أحد ( ساسة آخر زمان ) و( التاجر اللعوب) سعد عاصم الجنابي وثرواته الضخمة، بعد ان كان فقيرا كما يقول مقربوه، وليس بمقدوره الحصول على لقمة العيش الا بشق الانفس في الثمانينات ، حتى انه كان يرتدي ( دشداشة نص ردن وممزقة ) ، لكن عمله ( سمسارا ) مع المخابرات العراقية ووكيلا لها في زمن النظام السابق هو من اوصله الى بدايات عالم التجارة ، بعدها مد خيوط العلاقة الوطيدة مع الامريكان وقبض منهم عشرات الملايين من الدولارات لينفذ اطماعهم في العراق ، بعدها تقرب مع الدكتور اياد علاوي وشكل معه قائمة انتخابية لم تحصل على شيء ، ثم بعد ذلك توطدت علاقته مع رئيس الوزراء نوري المالكي ، حتى أصبح صوته والناطق بإسمه من خلال فضائيته قناة الرشيد ، التي كان لها قصب السبق في انها كانت تردد طروحات المالكي وخطبه قبل أية فضائية أخرى وتتسابق حتى مع قناة الفضائية العراقية في تقديم خدماتها الدعائية للمالكي والتطبيل له ، والتغني بأمجاده ، حتى حصل سعد عاصم الجنابي على (مكانة) لدى المالكي لايحظى بها الا الراسخون في تقديم الخدمات ذات الطابع الخاص، ويقود هذه الجوقة احد الاعلاميات الشهيرات ، التي ترتبط بالمالكي وابنه احمد بعلاقات مريبة يعرفها الموغلون في فن العلاقات العامة ، حتى اوصلت الجنابي الى ان يرتقي بامبرطورته عبر شركاته ومصرف الخليج ليستحوذ على الإهتمام الكبير لدى دولة القانون، وقيل في وقتها ان الجنابي كان يخطط لأن يصبح عضوا في ائتلاف دولة القانون، الا ان فضيحة مدير اعماله نزار ذنون وارتباطه بداعش وحضوره مؤتمرات حزبية خارجية هي من قطعت (شعرة معاوية) بين المالكي وسعد عاصم الجنابي، بعد ان اتهم الجنابي بتمويل الارهاب ودعم مؤتمرات قومية في بيروت ودمشق بتنسيق مع مدير عام قناة الرشيد الدكتور طالب بحر الذي منع حتى من زيارة مقر القناة في المنطقة الخضراء منذ فترة طويلة ، وبقي مسؤولا تشريفيا لاغير كونه قد اشترك في انشطة ارهابية كما تم اتهامه وقيام ابنه ( مشتاق) بحيازة مخدرات والقي القبض عليه قبل سنوات ولم يتم اطلاق سراقه الا بشق الانفس وبعد وساطات تدخل فيها الناطق بإسم مكتب المالكي انذاك اللواء قاسم عطا قبل ان يتدرج الى رتبة فريق بقدرة قادر، ثم جرى تسفير ( مشتاق ) الى احدى الدول الاسكندنافية ليهرب من وجه العدالة!!

كان كل من الدكتور طالب بحر مدير عام قناة الرشيد ونزار ذنون يحضرون مؤتمرات (قومية) في بيروت ويمولون انشطتها بدعم من سعد عاصم الجنابي ، بالرغم من العلاقة الوثيقة بين المالكي والجنابي الا ان الاخير اراد ان يلعب على الحبلين كما يقال ، فيمد له رجل مع دولة القانون واخرى مع المعارضة حتى ينطيق عليه القول الشائع ( يل واكفة على الشط ، منين ما ملتي غرفتي ) وبعد ان تم كشف ارتباطات طالب بحر وذنون بداعش وقوى سياسية معارضة في بيروت كان الضحية هذه المرة نزار ذنون مدير مكتب سعد الجنابي التجارية، وهو من كان يعرف اسرار وتحركات وثروة الجنابي في داخل العراق وخارجها وهم اعضاء في مجالس ادارة مصرف الرشيد ومصارف اخرى وفنادق مثل فندق فلسطين الذي اصبح الجنابي يمتلك نصف اسهمه حتى تحول بين ليلة وضحاها الى ملياردير، وظهر ذنون على ان لديه ارتباطا بداعش ويمول انشطتها كما تم اتهامه بذلك من قبل مقربين من المالكي نفسه الذي اراد ان يقصم ظهر سعد الجنابي بعد ان وجد ان امبراطوريته تنافس الكثيرين من رجال الاعمال من المقربين من المالكي نفسه!!

لكن الاغرب من هذا كله بقاء الدكتور طالب بحر عضوا في مركز دراسات وبحوث برئاسة واثق الهاشمي الذي كان قد تم تأسيسه لتقديم الخدمات للمالكي، وقد قبض بحر من خلال هذا المركز على اموال ضخمة قدرت بملايين الدنانير ، جراء خدمات تبين انها ( مضللة ) ومعلوماتها من الانترنيت ولا تستند على أي أساس بحثي او علمي ، كما ان شهادته اصلا موضع شك ، كونها صادرة عن الجامعة العربية وغير معترف بها في الكليات الرسمية، ثم كانت لطالب بحر علاقات وطيدة مع الكويت قبض منها عشرات الملايين من الدنانير ويعد احد المقربين للساسة الكويتيين لتنفيذ تآمرهم داخل العراق وزار الكويت مراة عدة وحصل على تقدير مسؤولين رفيعي المستوى لما قدمه لهم من خدمات في تقريب علاقاتهم مع اقطاب في السلطة الحاكمة والحصول على معلومات غاية في الاهمية عن سياسة العراق والمستقبل السياسي لنظام الحكم!!

ويقول العارفون بأسرار عميل الامريكان سعد عاصم الجنابي انه استحوذ على مليارات الدولارات من خلال شبكات فساد كبيرة، استغل خلالها علاقاته الوثيقة مع بعض رموز السلطة وتجارها ليجني اموالا يسيل لها اللعاب، أدت به الى ان يملك مصارف وشركات تجارية وفضائية وأمنية،والاعيب كثيرة لتشكل تلك الامبراطورية التي راحت تمول سياسيين كبارا لهم وزن كبير في المعادلة السياسية.

كانت علاقاته الاولى مع المخابرات العراقية في ومن النظام السابق ليقوم بتشكيل شركة صغيرة تقوم بتسهيل تهريب تصدير قوارب نفطية في الخليج ، خارج اطار المراقبة الدولية للنفط العراقي الذي فرض حظر على تصديره الا تحت رقابة مجلس الامن والأمم المتحدة، لكن سعد عاصم الجنابي قدم خدماته ليكون احد تجار تهريب النفط نهاية التسعينات وبداية اعوام الفين، حصل منها على ارباح ضخمة، أهلته لأن يكون احد رجال الاعمال، ومن ثم الى سياسي بين ليلة وضحاها بعد سقوط النظام في العراق بعد اعوام 2003 تحت اسم الحزب الجمهوري العراقي الذي لم تبلغ اعداد عناصره اكثر من خمسة اشخاص وربما لايتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة على اكثر تقدير!!

اعتمد سعد عاصم الجنابي على من وضعهم تحت امرته مثل نزار ذنون وشقيقه علي الجنابي وطالب بحر وعبد الستار الدليمي لقيادة اخطبوط الفساد ضمن امبراطوريته، لكن كل هؤلاء المقربين منه خرجوا مطرودين منه ومن بقي معه ظل ذلبلا يتوسل الى الجنابي وليس بمقدوره ان يحل رجل دجاجة!!

وترى لجان الفساد في العراق ومنها هيئة النزاهة ان سعد عاصم الجنابي، يرأس العشرات من الشركات والمؤسسات التجارية محاطا بكم من الملفات التي تدور حولها شبهات فساد لم تجد طريقا الى الجهات المعنية لاعتبارات غامضة.

احد مقربيه الجنابي يقولون عنه أنه يرأس مجموعة تجارية تحمل لقبه ( مجموعة الجنابي) ويرأس مجلس إدارة مصرف الخليج ويملك شركة (البادية) للتأمين وشركة (أبناء دجلة) للحمايات المحدودة ورئيس مجلس إدارة فنادق فلسطين وعشتار والمنصور ومدير شركة (الجزيل) للصيرفة ويملك مجموعة شركات وهمية منها شركة (أعالي الشرق)".

ويشير هؤلاء المقربون منه الى أن "الجنابي أيضا يدير شركة (الرشيد) الإعلامية وشركة ( الجندار) النفطية الفاسدة التي تملك خطابات ضمان من مصرف الخليج نفسه"، مبينا أنه "هو من دفع الرشوة لتخفيض الغرامة المترتبة على مصرف الخليج".

ويؤكد المصدر مشترطا عدم ذكر اسمه أن "مصرف الخليج متورط بتزوير الفواتير وغسيل العملة وأرباح تؤخذ من كل جواز سفر، حيث كل وجبة جوازات أرباحها أربعة ملايين دولار".

ويضيف "بسبب الفساد تم تغيير مدير مصرف الخليج طالب بحر فياض لأسباب أمنية وأصبح عضو مجلس ادارة في فندق فلسطين والآن مدير مصرف الرشيد هو وجمال السهيل، ويروي المصدر المقرب ان المديرية العامة لمراقبة الصيرفة والائتمان التابعة للبنك المركزي العراقي زودت الجهات المختصة يثبت أن إبعاد فياض من إدارة مصرف الخليج جاء لأسباب أمنية.

ويقول مقرب من الجنابي انه من الواضح ان بعض السياسيين الذين ابتلى بهم العراق لم يكتفوا بسرقة تاريخ العراقيين وانما يعدون ايضا الان للانقضاض على حاضرهم ومستقبلهم من دون وازع ضمير صادرته الاطماع والمال الحرام.

أحد هؤلاء سعد عاصم الجنابي رئيس حزب التجمع الجمهوري وصاحب قناة الرشيد الفضائية الذي تعاون مع الجيش الاميركي لدى احتلاله العراق واستطاع بالتواطؤ معه من سرقة ارشيف الاذاعة والتلفزيون العراقي في استيلاء غير مشروع يعد سرقة في وضح النهار. ومع ذلك فهو الان اصبح من المحظويظين لدى رئيس حزب الدعوة رئيس الوزراء نوري المالكي مع حفنة من الذين تنكروا للمبادئ الوطنية ولاصوات الناخبين الذين اوصلتهم الى مجلس النواب او هيأت لهم الحصول على مناصب عليا ووزارات درت عليهم الملايين من الدولارات على حساب الشعب واحتياجاته ومعاناته .. مثله مثل جمال الكربولي ومشعان الجبوري وغيرهم من الفاسدين .

كان الجنابي قد انضم كأحد مرشحي قائمة دولة القانون التي يملكها المالكي حيث اتفق معه على ترشيحه عن القائمة ممثلا لمدينة كركوك التي تعاني الامرين من تكالب الطامعين بتاريخها وثرواتها. ولم يستح المالكي الذي يتمشدق دائما باخراج الاحتلال من العراق من ترشيح سعد الجنابي على قائمته مع انه قدم الى العراق مع الجيش الامريكي منذ ايام كارنر حاكم العراق العسكري بعد الاحتلال مستفيدا من عقود هذا الجيش الضخمة وهو الآن يمتلك قناة الرشيد وإن كانت مسجلة باسم غيره !! ..

ولا غرابة في ذلك فقد اصبح سعد عاصم الجنابي صاحب مجموعة "الجنابي غروب" التي تحال اليها أغلب المشاريع العمرانية والوهمية ويمتلك قناة الرشيد ومحطة الرشيد الاذاعية اللتين مولت انشاؤهما السفارة الاميركية في بغداد وهما مسجلتان في عمان باسم زينب سعد عاصم وشقيقها عبد الله الا ان الامور كلها بيد سعد الجنابي .

والمعروف ان للجنابي دورا خطيرا في مشاكل محافظة كركوك فهو كان يدفع الاموال لاثارة هذه المشاكل تنفيذا لرغبات الاميركان اضافة الى قيامه بأيصال بعض المحسوبين على المقاومة العراقية في بداية الاحتلال الى الاميركان وقيامه بتسهيل أجراء الاتصالات معهم وكانت النتيجة المؤلمة لذلك هي ظهور عناصر محسوبة على المقاومة انذاك والتي قامت ببعض الاعمال التي لايرضاها ضمير وبالتالي تم تشويه صورة المقاومة التي تعاون عدد من المحسوبين عليها مع بعض الاجهزة الاميركية وقاموا ببعض الاغتيالات الطائفية التي مكنت المحتل من امتلاك خيوط اللعبة بيده وخصوصا بعد اعتقال الرجال المقاومين الحقيقين .

لكن سعد الجنابي وبعد ان قطع الاميركان المعونات عنه مؤخرا فأنه بدأ بأتخاذ مواقف تقربه للمالكي ثم ليصبح واحدا من الذي ظهروا فجأة ليسبحوا بحمده على الرغم من انه كان من أكثر المقربين من النظام السابق وخاصة من عائلة رئيس النظام نفسه وعمل مندوبا لعدي صدام حسين في بعض الصفقات التجارية الخارجية ومنها ماهو تابع لهيئة التصنيع العسكري لكنه قام بسرقته وهرب الى خارج العراق وعاد لمناصرة حسين كامل في عمان وحاول اقناعه بالتوسط له عند الأمريكان عسى أن يجد عندهم قبولا ليكون صهر الرئيس بديلاً لصدام في حكم العراق وعلى هذا الأساس استلم ايضا ملايين الدولارات من حسين كامل عندما كان في عمان بعد هروبه من العراق .

ملفات كثيرة ينتظر ان تكشف عنها لجان وهيئات النزاهة سوف تكون (قنبلة الموسم) كما يطلق عليها احد المقربين من سعد عاصم الجنابي، فلدى هذا القريب كما يبدو ملفات غاية في الاهمية كما يقول ، بإمكانها ان تميط اللثام عن تلك الحيتان الكبيرة التي اشاعت الرذيلة واستحقت لعنة العراقيين والتاريخ لانها استخدمت المال الحرام والربا والفواحش والاتجار بالممنوعات وغسيل الاموال وحتى بالدعارة سبيلا لها حتى تحولت الى اكبر امبراطوريات المال من السحت الحرام، ولا بد ان يكشف العراقيون تلك الحيتان التي افسدت وسرقت اموال الشعب العراقي ليقدموها الى العدالة لتنال جزاءها العادل في وقت ليس ببعيد !!