وداعاً 2015 |
يومان ونودع عام 2015 فدعونا نسمي الأشياء بأسمائها بعد أن تعودنا على سب الحكومة في الصغيرة والكبيرة نتيجة لسلسلة من الأنتكاسات والأحباطات والهزائم وسرقة المال العام والفساد الاداري الخ القائمة التي تطول للأسف، فيما قصرت يد حكومة العبادي في تنفيذ حزم الأصلاحات التي وعدنا بها لأسباب نحاول أن لا نفهمها لأن الشعب يريد الخروج من عنق الزجاجة الذي وضع به بسبب سياسات الحكومة السابقة ومهما كان الثمن غالياً.
في عام 2015 تحقق أنجازان عظيمان هما تحرير تكريت والرمادي وما حولهما ومناطق من ديالى في الوقت الذي تراجع الوضع الأقتصادي وتدنت الخدمات الى أسفل السافلين وظلت حيتان الفساد تعبث بمقدرات العباد والبلاد لكن الجيش العراقي والحق يقال أستعاد عافيته تدريجياً وبدأ مرحلة جديدة من أعادة الثقة والتدريب والتنظيم فيما تمكنت وزارة الداخلية من إعادة هيكلة أجهزتها بقدر لابأس به لتستعيد المبادأة وتنفتح على مساحات المدن والأقضية والقصبات لمسك الأمن بقوة وتجاوزت حدود واجباتها الى المساهمة الفاعلة مع تشكيلات الجيش المختلفة في تحرير الأراضي المحتلة من تنظيم داعش.
أيضا كان عام 2015 عام وحدة الشعب العراقي بإمتياز حين لبى دعوة المرجعية في النجف الأشرف ليشكل الجيش الرديف تحت مسمى الحشد الشعبي الذي قاتل ببسالة عالية وكان الظهير المقتدر لقوات الجيش والشرطة في قواطع العمليات مقدماُ التضحيات الجسام وعشرات الشهداء على مذبح الوطن ودفاعا عن العراق الديمقراطي.
أن ما تحقق من إنجازات في المجال العسكري والأمني تسجل بجدارة لحكومة العبادي ولتماسك مجلس النواب والرئاسة ووقوفهما خلفها ومن حق العراقي أن يؤشر الخطأ ومن حقه ايضاً أن يفخر ويحتفل بالنصر عندما يتحقق في ساحات المواجهة، ومع أن دول العالم المختلفة رأت حجم الأنتصار الكبير الذي تحقق في عملية تحرير الرمادي الا أننا هنا في العراق لم نره بنفس الحجم ولم نحتفل به بالشكل اللائق، لا أعرف السبب هل لأننا تعودنا على الهزائم أم إن مساحة الألم والحزن تخطت كل الحدود حتى غطت على مساحة الفرح والأحتفال الذي ينبغي أن يكون.
اذا كانت السنوات الماضية سنوات بؤس وألم فأن عام 2015 فتح لنا بوابة الأنتصارات في جميع الجبهات ولعل ملف المواجهة مع داعش من أهم الملفات وأكثرها تأثيرا على كل الملفات الأخرى وبذلك من حق المقاتلين الأبطال علينا ان نبارك لهم ونشد على ايديهم ونقف معهم ونعزز أنتصاراتهم بصمودنا وتضافر جهودنا ووحدتنا الوطنية العابرة للقومية والطائفية والأستبسال في مسك الأراضي المحررة خشية أن يحاول العدو أغتصابها مجددا فالعبرة ليست بتحرير الارض فحسب، أنما بالحفاظ عليها واعادة النازحين الى بيوتهم واعادة تأهيل المدن وتوفير الخدمات الضرورية لعودة الحياة اليها.
وفي الوقت الذي نحتفي فيه بالنصر المؤزر نعزي عوائل الشهداء ونتضرع الى الله عز وجل أن يشفي الجرحى ونعزي كذلك عوائل الصحفيين والاعلاميين الذين فقدناهم في هذا العام والذين بلغ عددهم 67 شهيدا في العراق وسورية والى مزيد من الأنتصارات والتلاحم بين أبناء الشعب العراقي الأبي الصابر.
|