لا أميل الى عمل استبيانات درجت عليها الصحافة تختار فيها أحداثا معينة تراها الابرز في العام ، لأن هذه الاستبيانات تحصل عندما تكون الاعوام مختلفة في احداثها ،  وفي ظروف طبيعية ، لكن (اعوامنا )  كانت استثنائية بين اعوام العالم ، و متساوية في عناوينها  الكبيرة ، وإن اختلفت في التفاصيل ، والقاسم المشترك بينها هو  كثرة الازمات والاحداث ، وأن المشكلة تصدرمن عام الى أخر، اي يتسلمها العام من سلفه ويحولها الى خلفه ،  فهي مثل كرة الثلج ، قد تكبر ، وقد  تذوب كاملة او بنسبة معينة ، بقدر الجهد في المعالجة والحلول ..

وصورة الطفل السوري ( ايلان ) تختصر كل تلك الاحداث والمآسي والاحزان ، وتصلح ان تكون صورة وحدث القرن وليس عام 2015 .. فاذا كان عام 2014 في العراق  هو عام النكسة باحتلال الموصل ومدن اخرى فإن عام  2015 هو عام التحرير لعدد كبير منها ، وهو  الحدث الابرز في العام ،  وشهد في خواتيمه موضوع دخول القوات التركية الاراضي العراقية  ، وصدرلخلفه ( 2016 ) ما تبقى من الاراضي المحتلة ، ومشتركات  أخرى بين الاعوام ،  خاصة  فيما يتعلق  بالارهاب وقضية الامن والتوجس من التشرذم  والتقسيم  والطائفية بسبب المحاصصة ، واثار الفساد وازمة الخدمات، وقد زادتها اسعار النفط تراجعا، ولم يكن للاصلاحات أثر واضح في القضاء عليها، لانها لم تكن إصلاحات بقدر ما كانت

اجراءات تقشف فرضتها الظروف الاقتصادية  بعد انخفاض اسعار النفط على حد  ما رأى الكثير من المراقبين والسياسيين.

وليس انحيازا ذاتيا عندما أختار المواطن العراقي ليكون هو شخصية العام ، لأنه رغم  كثرة ما سمعه من أخبار وحوادث وتصريحات عن التقسيم والتجزئة والانفصال والطائفية والمحاصصة  والفساد والخلافات المستمرة بين السياسيين ، وتركيز بعضهم على المكونات على حساب الوطن والمشتركات لكنه ظل متمسكا بثوابته ، وتعزيز وحدته الوطنية ، لأنه يتمتع بمناعة وطنية عالية .. يستحق ان يكون شخصية كل الاعوام ، وليس عاما واحدا ..

وهكذا بالنسبة للعرب فان المشتركات بين الاعوام هي كثرة الازمات والحوادث ، وتكاد تكون واحدة ، وان كانت في تزايد عاما بعد آخر .

وقضية سوريا  تعد هي الحدث الابرزعند العرب وتنتقل من عام الى أخر بتعقيد جديد ،  وتعدد الاجتماعات والاراء ، وفي مقدمة ما هو ابرز فيها  الدور الروسي والازمة التركية الروسية ، بسبب اسقاط الطائرة الروسية ، وتوسيع روسيا مشاركتها  في سوريا بتوجيه ضربات جويه ، وتشكيل مركز المعلومات الرباعي لمحاربة داعش ، وتشكيل التحالف الاسلامي من 23 دولة ،  وتلك التطورات ولدت  مخاوف من أن تلقي بظلالها القاتمة على العام  الجديد ، وقد تكون مقدمة لانقسام عربي أكثر مما هو عليه ،  والدخول في حروب مباشرة على الساحة السورية ..

وعلى الصعيد العالمي كان الاتفاق النووي الايراني من بين الاحداث البارزة  في العام ، لكن  الارهاب وتداعياته  هو الأبرز من بين كل الازمات والكوارث والاحداث  ، مثل تفجيرات باريس وكاليفورينا وتحطم الطائرة الروسية في سيناء المصرية ..

وزيادة اعداد المهاجرين خاصة من سوريا والعراق في طوابير وهي تعبر الحدود الاوربية ،  تجعل المستشارة الالمانية ميركل شخصية العام ، بقدر ارتباط موقفها  بمساعدة المهاجرين وفتح الابواب أمامهم على خلاف مواقف عنصرية من البعض ضد المهــــاجرين  ..