هيته ومامش ردّاد الهم

كان قلبي غير مرتاح لهرولة بعض السياسيين والسياسيات من البرلمانيين والبرلمانيات صوب تكريت يوم تحررت. كنت اشك في نوايا فرحهم من انها ليست لوجه العراق بل كانت ضحكا على بسطاء الناس لسلب أصواتهم في الانتخابات. من المختار الضرورة وانت نازل، كنت اراهم كما الراكض من اجل الهريسة لا من اجل الحسين.
نقل لي مقاتل صديق في الحشد الشعبي، في يومها، ان أحدهم لم يصل مركز تكريت الا بعد ان تأكد انها صارت آمنة مئة بالمئة. يقول الراوي ان هذا الـ (أحدهم) جاء متحنبطا بدلة خاكية وقصد ساترا ترابيا. هناك طلب بطل ماء وصار يتمرغل بالتراب امام جمع من المصورين اتى بهم من بغداد لمهمة محددة: ان يصوروه وقد علا التراب وجهه ليبدو منهكا من شدة القتال. ثم حدثني كيف صار "الربع" يزايدون على القائد العام للقوات المسلحة ليسبقوه الى تكريت. طبعا لم ينس بعضهم ان يجلب معه كماً من المهوسجية يردحون حوله وكأنه جاب السبع من ذيله. في وقتها قلت له متمثلا قول صديقنا الشاعر الراحل مجيد الخيون:
خلهم .. خلهم .. هيته ومامش رداد الهم
لم اكتب في حينها عن تلك الظاهرة لا خوفا ولا خجلا، إنما لأني لم اكن امتلك دليلا غير قلبي وعقلي على نفاقهم. وهل يفيد العقل في اقناع قوم اعمتهم الطائفية حتى صاروا يرون الدجاجة ديكا والنعجة خروفا؟ مع ذلك كنت على ثقة من أن حبل النفاق اقصر من حبل الكذب، وستأتي الساعة التي تكشف عورة الدجل.
وها هي الساعة قد حلّت بانتصار قواتنا البطلة على الدواعش بالرمادي انتصارا شهد العالم بعظمته. زين وين "الربع"؟ وين ذيج الركضة؟ شو لا خالة، لا عمّة، لا مختار، لا كنتور، لا جرباية، لا هوسة، لا هلهولة، لا دبجة. تعيشون. فقط ذهب القائد العام للقوات المسلحة ليرفع علم النصر بيده والشجعان يحيطون به كالعريس. يطلعلك يا عمّ.
مشكلة الطائفي هي هي في كل زمان ومكان: كما الدجاجة تبحث وترمي التراب على رأسها كما يقول العراقيون. على الأقل استتروا. اطلعوا ولو بالجذب من باب رفع العتب مثلا. يا حظي شبيكم؟