رأس الهرم الى أين ؟؟

مرت سنة ولا زالت رياضة العراق تحبو ، مرت سنة ولا زالت رياضتنا عليلة تعاني من الحصول على دواء يشفيها ، مرت سنة والمشوهون والطارئون يتبوئون قيادتها ، مرت سنة والمليارات التي خصصت لها ذهبت هباءاً منثوراً، مرت سنة والتراجع المخيف يحدق بها من كل حدب وصوب باستثناء بعض الطفرات هنا وهناك ، مرت سنة ورأس الهرم لا زال نائماً يحلم ان يمسد على رأسه الحاكم بصفقة تجارية تعوض بقاءه في البلد ، مرت سنة وقبلها سنين والحكومة  العراقية تتفرج على الجسد الرياضي المريض ،فهي عاجزة عن تقديم يد العون والمساعدة من خلال اجتثاث الجهلة والسراق والطارئين ، مرت سنة عقيمة إلا من بعض الاتحادات التي أنتجت فاطمة سعد ومنتظر فالح ومحمد ستار بمبالغ تجاوزت ثلاثة وثلاثين مليار دينار عراقي وهي ميزانية ليست بالهينة للعام المنصرم ، ولا انسى او أتناسى دور البارألمبية في صناعة الأمجاد للرياضة العراقية هذه المؤسسة المعنية برياضة المعاقين استطاعت أن تصنع الأبطال أمثال الرائع جراح نصار وغيره ، مرت سنة والسفرات السياحية على قدم وساق ، مرت سنة ورياضة المحافظات فُقدت من ذاكرة قادة رياضة العراق و وصل الامر الى قطع رواتب الرياضيين لعدة اشهر و التي لا تسمن أو تغني عن شيء ، مرت سنة ورأس الهرم يشخط أيامه كما يقول ويبعث رسائل للاخرين بانه سيغادر على متن اول رحلة قريبة بسبب سوء الاداء وانفلات المقود من بين يديه ، مرت سنة والشكاوى وصلت الى بوذا العظيم و قبلها لرئاسة الوزراء ولجنة الشباب والرياضة و وزارة الشباب والى اغلب الكتل السياسية والى الرقابة المالية وهيئة النزاهة والاخيرة كما وصفها احد المسؤولية بانها تحتاج الى نزاهة، هؤلاء جميعا عجزوا عن الحساب وتركوا الرياضة في سفينة كثرت (ملاحيها) وتتلاطمها الامواج لتستقر كما هو متوقع في قاع الاخفاق والهزيمة .
يقول المهاتماغاندي ان هناك سبعة أشياء تدمر الإنسان هي ( السياسة بلا مبادئ والمتعة بلا ضمير، والثروة بلا عمل، والمعرفة بلا قيم،والتجارة بلا اخلاق، والعلم بلا انسانية، والعبادة بلا تضحية ) وهذه الاشياء جميعها موجودة عند اغلب قادة رياضة العراق والغريب في الامر ان اكثر الساسة يؤيدون الفاسدين والسراق خلافاً لما أقسم عليه السياسي بانه حامي لهذه الثروات وللعراق واهله ، لذا نجد البعض من قادة اليوم يحاول ان يخلط الاوراق ويظهر بانه تابع لهذه الكتلة السياسية او تلك وانه محارب بسبب مرجعيته لهذه الكتل ولا اعلم هل وصل الغباء ببعض السياسيين ليصدق هؤلاء الذين لعبوا على كل اوتار الاحزاب والتيارات والحركات السياسية لاجل ان يتمسك بكرسي دام بقاؤه عليه لاكثر من عشرين عاما وهل اصبحنا نخاف من قول كلمة الحق بوجه من دمر رياضة العراق وكشف اساليبهم الرخيصة والعقيمة ، اليوم الاقلام الشريفة مطالبة بانجاح عملية الاصلاح الرياضي رغم التضحيات التي يجب على الجميع تقديمها  سيما ان التاريخ حاضرا وشاهداً على كل من دافع عن اصحاب المصالح الضيقة وعن الذين بلعوا اموال الرياضة العراقية واموال انديهم واتحاداتهم والتي لا يوجد لها بصمات ان كانت داخلية او خارجية وكفى مجاملات على حساب حقوق الاخرين فوسطنا الرياضة لا يحتاج الى كثير من العلم بل يحتاج الى كثير من الاخلاق .