كنت في المقهى ...وكان الشيخ النمر |
مشكلة الاختلاف أننا نختلف لشيء لا يستحق الاختلاف ولأننا نريد الاختلاف لأسباب عديدة يضمرها المرء في اروقة فكره أثناء نقاشه مع الآخرين ,أو لأن حجته في طرح الافكار والرؤى ضعيفة فيلجأ الى القدح والتزمت برأيه ,ففي المقهى القريب من بيتي مابين الساعة (6- 7) مساءاً التقي مع اصدقاء لي لشرب الشاي المهيل على الفحم الذي يعد بطريقة ممتازة من قبل الحاج ابو زينب ,كان النقاش محتدم حول قضية إعدام الشيخ باقر النمر,وكيف اقدمت السلطات السعودية على اعدامه رغم مناشدة العديد من الجهات الدولية والشخصيات الرسمية والوساطات التي اجرتها دول لتفادي الاعدام على اعتبار أن النمر يمثل رمزاً من رموز الطائفة الشيعية الدينية ,فضلاَ عن ذلك كله أن المنطقة وضعها غير مهيأ لأزمة جديدة وهي تعيش اوج الازمات ومعترك الصراعات, فقال احد الموجودين في المقهى : يستحق الإعدام أنه إرهابي ويؤجج على الفتنة الطائفية في السعودية وأنا استمع اليه بكل رحابة صدر انتظر منه انتهاء حديثه ليأتي دور في الحديث والرد ,فقلت له يا سيدي الفاضل لو سمحت من لطفك كيف تفسر الطائفية من وجهة نظرك ؟هل تعرف انت تاريخ الشيخ النمر وأية جهة يمثلها ؟هل تابعت مجريات المحكمة التي حاكمت النمر وتعرفت على الأدلة التي ثبتت ادانته ؟هل تعرف أن مراجع شيعية طالبوا بالعفو عنه لدى المملكة السعودية لغرض فتح صفحة جديدة من ترطيب الاجواء لدرء الصدأ عن الوحدة الاسلامية ولملمت جراح الأمة النازفة ؟هل تعرف أن المرجع الراحل السيد محسن الحكيم بعث رسالة استرحام للرئيس الراحل جمال عبد الناصر يطالبه فيها بالعفو عن سيد قطب ,رغم أنه مرجع شيعي وقطب فكر ورمز من الرموز السنية ؟ لم أجد منه رداً مناسب سوى أنه وجه لي القدح والإساءة وقال :لو كنت في السلطة لأعدمته أكثر من مرة ,لماذا هذا التحامل والغلو في العقاب ,لم يكن لدى النمر أي حزب سياسي أنما كان لديه منبراً يمارس من خلاله الإرشاد والتوجيه للأمة ,لقد دفع الشيخ النمر حياته ثمن رفضه لمبدأ التقية ومارس النقد للسلطة ليس من باب إثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار وأنما من باب التقويم وإحقاق الحق للمظلومين,ثم أين سياسة الاعتدال التي تتحدث عنها السعودية ؟لماذا تريد استدراج المنطقة لحرب طائفية بين السنة والشيعة بقتل الرموز,أو بدفع جهات معينة بالاعتداء على الرموز الشيعية في دول هي تعيش حالة النسيج الاجتماعي المتآلف على مرة السنين ,انا لا أعرف ما هي الحكمة من كل ذلك يا ابو زينب ابو الجاي هل تعرف انت أو يعرف من تحدث عن النمر بالإساءة ؟ لا أحد منهم يعرف شكراً لكم لأنكم لا تعرفون .
|