الشيخ النمر الثائر وسط الركام

لكل احدٍ من اسمه نصيب, هكذا كان الشيخ النمر, كالنمر في خطابه, تكتسي كلماته روح الحماسة, والثقة بقدرته, على احياء ما اماته حكام ال سعود, في شعب الحجاز من ارادة, وقدرة على اختيار حكمهم.
ليست هي الشجاعة فقط من الرجل الى التزام هذا الخطاب الناري, وتشخيص طواغيت ال سعود, وال خليفة, بشكل مستمر في كل كلماته, فالشجاعة صفة يرثها الإنسان, او يكتسبها نتيجة لشعوره بالمسؤولية, ومرانه على طرد الخوف من نفسه, ولكن مرد ذلك الى انه, يجد المخاطبين في اشد الحاجة الى تجسيد النموذج الحسيني, الرافض للظلم والمجاهر برفضه.
لا تكفي طيبة اهل الشرقي,ة وتمسكهم بمذهبهم, في انتزاع الكرامة من أجلاف ال سعود, فهم لا يبالوا بأن يبيدوا الشيعة بأسرهم, ان امنوا على أنفسهم ردات الفعل العالمية, ولا تحجزهم الخشية من أبناء تلك المناطق, بعد من اطمئنوا على طبيعة ردات فعلهم, إزاء الممارسات الكثيرة ضدهم.
لم يكن الشهيد الشيخ النمر مخطئا, في انتهاج هذا الخطاب ذو الطابع الهجومي على السلطات السعودية, وهو يرى ان شباب الشرقية غاية ما يحقق له الرضا ويدفع عنهم الم الضمير, ان يقيموا مأتم الحسين عليه السلام, ورفع رايات عاشوراء من على بيوتهم, تاركين وراء ظهورهم استئثار ال السعود بكل المقدرات التي يملكها هذا الشعب, وحالة التمييز الطائفي المشين بحقهم.
التقيت بأحد الإخوة من الإحساء, في احد الزيارات لهذه السنة, وكان يكبرني في السن, واستغربت من عزوبيته لحد ألان, وقلت له : المفروض إن اقل واجب المقاومة عليكم, ان تزيدوا نسل الشيعة هناك, حتى يمكن توفير البيئة البشرية المقاومة, كما يفعل فلسطينوا اسرائيل اليوم, فبدأ يسرد لي الصعوبة, وغلاء أسعار البيوت هناك, وكيف ان البيت الصغير تضطر فيه العوائل, الى بنائه بشكل عمودي, لان الصحراء الملاصقة له, تعود الى امراء العائلة الحاكمة, ومن يجرؤ على التعدي على تلك الأراضي, فان مصيره السجن والغرامات, بادرته الى سؤال اخر عن وجود قطع السلاح, في مناطقكم, وهل يمكن الحصول عليها؟, فاستغربت من جوابه الذي كان بإمكانية ذلك وتوفرها رغم اسعارها الغالية, وهناك مراقبة من قبل الحكومة عليها, فهي ممكنه على كل حال!! واضاف كلاماً, بين من خلال حجم هيمنة الخوف من ال سعود المتغلغل في نفوس الطيبين هناك.
إن تفاؤل الشيخ النمر بمآلات شهادته, ومنهجة وتضحيته الحسينية, نأمل ان تزيل ركام الخوف, والمشاعر السلبية, التي تحكم سلوك الشيعة في المنطقة الشرقية, وأن توجد كتائب مسلحة تضرب ال سعود وتنزع بلغة السلاح الكرامة المسلوبة وتحقن بذلك دماء الاولياء والعلماء, فهم يسالمون قوماً لا يفهمون الا لغة السيف, وليس السلمية في منطقهم الا ضرباً من الخنوع.