مع اطلالة العام الميلادي الجديد ربما الكثيرون إحتفلوا وابتهجوا ورقصوا وتبادلوا التهاني وكل منهم احتفل بطريقته وربما هناك من لم يكن مباليآ بقدر ماهو رقم إنتهى من عمره وبدأ العد لرقم جديد .. ليس أولئك المحتفلون متفائلين لدرجة السعادة واليقين بالغد الأفضل وليس هؤلاء متشائمون للحد الذي طلقوا فيه الدنيا ولكن لكل منهم تفكيره ومبرراته وهناك حفنة إحتفلت أيما إحتفال إستذكرتهم إستوقفني التفكير بالطبقة السياسية العراقية الجاثمة على مقدرات هذا البلد منذ سقوط صنم بغداد ولحد ليلة العام الجديد واستعرضت مخيلتي تأريخ معظم شخوص هذه الكيانات وشخوص قادتها الذين قضوا عشرات السنين في الخارج وكما يحب بعضهم أن يطلق عليها سنين المنفى ، طيلة تلك السنين كانت الصراعات سمة أساسية يرتكز عليها قادة ( المعارضة ) وكل منهم له رؤيته الخاصة به وبعمله مع مريديه وأتباعه بعيدآ عن الآخرين ويعتقد كل منهم الخط الذي يسير عليه هو الصواب وبخلافه على خطأ إن لم يكن باطلآ ، حتى أن الأغلب إنشغل بهفوات وأخطاء الآخر وتبيان أحقيته بالتصدي والتعبير عن هويته على منبر المعارضة الذي أصبح الكثير منهم يستجدي الوقوف على ذلك المنبر المتهاوي والمتأرجح مع سياسات دول ورغبات دول أخرى وبالنتيجة أصبحت عناوين المعارضة كثيرة وكل من يمسك الدف يغني لليلاه . وبطبيعة الحال كل ذي لب وعقل سليم وفكر ناضج يؤمن بأن صدام وحكومته وحزبه أداة من أدوات تنفيذ سياسة الهيمنة الامريكية في المنطقة إن كانت مباشرة تارة أو غير مباشرة تارة أخرى تبعآ لمتطلبات المرحلة حتى مع الاستعداء الصوري وسيناريو البيت الابيض ولكل مسرحية نهاية وحتمآ لا بقاء للكومبارس فجائت على كل حال نهاية صدام الارعن وحقبة حكم البعث الغاشم في العراق .. وجاء الأخوة الاعداء أو مايطلق عليهم المعارضة العراقية مع الركب الأمريكي وجلسوا مع الحاكم المدني للعراق الامريكي بريمر ليفصل لهم على مقاساتهم الادوات التي سيعملون بها ويشتركون فيها ويتقاسمون عليها مع الحفاظ كل منهم على نزعته الاستعلائية بإعتباره كان خير من يمثل المعارضة سابقآ واليوم من باب أولى هو خير من يمثل تطلعات الشعب ورغباته في تحقيق الرفاه والاسنقرار والتقدم والازدهار .. بلد مثل العراق بتاريخه وموقعه وموارده وثرواته وطاقاته في لحظة من الزمن كل هذا أصبح في متناول هؤلاء الذين كانوا بالأمس شراذم يتهافتون على صدقات الدول ويستظلون بجدران بناياتها ويفترشون ارصفة شوارعها ويتسابقون أيهم توجه له دعوة ليلقي كلمة او بيت من الشعر في باحة كراج او على قارعة الطريق او شقة عزاب او حسينية او نادي ليلي ، في لحظة اصبحوا هم قادة العراق وحاكميه والمتنفذين في مقدراته لابد وأن تكون النتيجة كما نراها اليوم صراعاتهم لابد ان تتخذ عناوين وأدوات اخرى للتمكين والاستحواذ والهيمنة حتى لو كانت الانفس والثروات حطب لها وحتى لو وصل الامر الى التخوين.... من الشوارع والملاجئ الى القصور . أكيد هؤلاء إحتفالاتهم بالعام الجديد يختلف عن الجميع وربما أغلبهم لايستسيغ الاحتفال هنا فالعراق بنظرهم ادنى من ان يفقه الإحتفالات برأس السنة الميلادية أعتقد اغلبهم شد الرحال ليقضي امتع الآحتفالات مع عائلته في دولته الهجينة ..
|